مناشدة باسم الانسانية لانقاذ مأذنة عنة الاثرية

سارة الطائي / بنت الرافدين:

ناشد مدير اثار عنة والمنطقة الغربية الاستاذ ناظر عبد الله علي المنظمات والجمعيات الخاصة بحماية التراث الثقافي العربي والاسلامي ومنظمة اليونسكو وأهالي مدينة ( عنة ) بالعمل على اعادة بناء وترميم مأذنة عنة الاثرية التي تعرضت لعمل تخريبي يوم 18 حزيران الماضي  من قبل نفر ضال تجرد من المعاني الانسانية ، ويعد هذا العمل التخريبي استمرار للاعمال الاجرامية التي طالت حضارة العراق وثقافته0

 وكانت وزارة الثقافة قد فاتحت منظمة اليونسكو والاليسكو لاعادة بناء و اعمار المأذنة وبحث سبل ايجاد حماية معالمنا الاثرية والتراثية من الدمار0

 مأذنة عنة الاثرية في سطور :

  تعد مأذنة عنة الاثرية من فرائد المآذن في العراق اذ تتميز بشكلها الجميل وبنائها الغريب حيث ان اغلب المآذن في العراق اسطوانية مشيدة بالطابوق وهذه الماذن مثمنة مشيدة بالحجارة والجص0

 وكانت تقع في وسط جزيرة عنة التاريخية وهي الوحيدة التي ظلت باقية من الجامع والجزيرة وتقع في الزاوية الشمالية الشرقية للجامع وارتفاعها حوالي 26 م تتألف من ثمانية طوابق تزينها عقود وطاقات عددها 72 عقداً وتقوم على قاعدة مكعبة اما تاريخها فيعتريه بعض الغموض وقد حاول مؤرخو العمارة العربية والاسلامية ارجاع تاريخها الى سنة (386 – 486) هـ (996 – 1096)م أي الى اواخر العصر العباسي وقد حاولنا اثناء التنقيب في الجامع والقلعة الاثرية ايجاد دليل كتابي وتاريخي يدلنا على تاريخ  هذا الجامع ومئذنته الى اننا لم نعثر على دليل واضح يعول علية وكانت هذه المأذنة وجامعها كما ذكرنا تقع في جزيرة عنة وهي جزيرة مستطيلة الشكل طولها 940 م وعرضها 190 م اقرب ما تكون الى المخروطية وارتفاعها عن نهر الفرات 5 ، 10 م وطول جامع المأذنة حولي 42م × 33م كشفنا فيه عن صفين من الاعمدة والدعامات كل صف يحوي على ثلاثة عشر قاعدة عامود مثمنة الشكل تناظر بدن المأذنة ويضم بيت الصلاة رواقين واثني عشر بلاطاً والمحراب يقع في الجهة الجنوبية على يسار المنبر والمدخل يقع في الزاوية الشمالية الشرقية بالقرب من المئذنة وبجانب بيت الصلاة رواق خارجي قائم على اعمدة دائرية كذلك كشفنا عن اروقة جانبية في الجهتين الشرقية والغربية0

 وقد قامت الهيئة العامة للاثار والتراث بنقل المئذنة من مدينة عنة القديمة الى مدينة عنة الجديدة وقد قطعت هذه المئذنة الى ثمانية عشر قطعة وأعيد نقلها وبنائها وترميمها في مكانها الجديد بأيدي خبراء ومهندسين واثاريين عراقيين دون الاستعانة باي خبراء او منظمات او هيأة عالمية وهذا يعتبر من الاعمال المتقدمة والمتطورة في المنطقة العربية0