رئيس الجمهورية يدعو
إلى حملة وطنية عامة يساند فيها الشعب الحكومة في تنفيذ الخطة
الأمنية
سارة الطائي / بنت الرافدين:
أكد رئيس الجمهورية جلال طالباني،
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الجمهورية الدكتور طارق
الهاشمي، عقب اجتماع لمجلس الرئاسة، اليوم الثلاثاء 18-7-2006، على
ضرورة تبني وتعميم تجربة منطقة الفضل ببغداد، الخاصة بالمصالحة
الوطنية، على عموم مناطق البلاد ولاسيما في منطقة المحمودية من أجل
وضع برنامج مشترك يؤمن الاستقرار إلى هذه المناطق.
و أضاف فخامته لقد بحث المجلس كذلك
الوضع الأمني في البلاد وسبل تحسينه، إلى جانب تطوير قدرات القوات
الأمنية العراقية لتقوم بمهامها في حفظ الأمن والاستقرار في عموم
العراق، مؤكداً انه سيتم أيضا خلال الاجتماعات اللاحقة لمجلس
الرئاسة "بحث الخلل في خطة بغداد الأمنية بهدف تحسينها وتطويرها،
إضافة إلى الإسراع بتشكيل الهيئة الوطنية العليا للمصالحة الوطنية
وثم تشكيل لجان فرعية في المحلات والقرى والدعوة لمؤتمر لرجال
الدين إلى جانب مؤتمر للقوى السياسية".
و دعا الرئيس طالباني إلى حملة
وطنية عامة يتولى فيها الشعب إلى جانب الحكومة مسؤولية تحقيق الأمن
وتنفيذ الخطة الأمنية، كما أكد استمرار الاتصال مع الجماعات
المسلحة وقال "نحن الآن بانتظار جواب منهم".
و في رده على سؤال بشأن انسحاب
الكتلتين الصدرية والفضيلة من جلسة مجلس النواب ليوم أمس، قال رئيس
الجمهورية "أنا ضد الخطابات التصعيدية من قبل جميع الأطراف وعلى
الجميع الاحتكام إلى العقل والعمل بصورة أخوية مع الآخرين" داعياً
الكتل البرلمانية إلى وضع خطط كفيلة بتحقيق الأمن والاستقرار في
البلاد، وأشار إلى أن هذه لعبة برلمانية موجودة في كل برلمانات
العالم"
و فيما يتعلق بتصريحات رئيس مجلس
النواب محمود المشهداني حول دور التحالف الكردستاني في البرلمان،
أوضح رئيس الجمهورية "أن دور التحالف هو إطفاء الفتنة وحل الأزمات
وليس لإثارة المشاكل"، معرباً في الوقت نفسه عن تأييده لحكومة
المالكي وقال "نحن نثق بهذه الحكومة ونؤيدها ونتمنى لها النجاح
الكامل في جميع المجالات".
في المقابل، ورداً على سؤال بشان
دعوة احد رجال الدين في الأعظمية إلى تشكيل قوة أمنية لتأمين
المناطق ذات الغالبية السنية قال نائب رئيس طارق الهاشمي "إن
التصدي للملف الأمني لا ينبغي أن يكون باستخدام القوة المضادة
واعتقد أن هذا هو خلل كبير في الرؤية السياسية والمطلوب هو محاولة
نزع فتيل أزمة وليس خلق أزمات جديدة وإن استخدام القوة في معالجة
الملف الأمني هو ليس الحل الناجع للمشكلة الأمنية القائمة في الوقت
الحاضر".
و أعرب الهاشمي عن اعتقاده أن
"المسألة الأمنية تحل من خلال رزمة من الخطط توضع على الصعيد
الاقتصادي والسياسي والأمني والتربوي أيضا وأن هذه الخطط إذا وضعت
بشكل متكامل وعملنا على تطبيقها بشكل متوازي على عجل، فاعتقد أن
سيكون هناك خير كبير للعراق".
و عن تصريح الرئيس الأمريكي جورج
بوش بشأن محاولة سوريا وإيران إثارة المشاكل في العراق، قال نائب
رئيس الجمهورية طارق الهاشمي "إذا كانت الدول الأجنبية ترى في
تدخلها في العراق مصلحة تتعلق بالأمن القومي لهذه الدول فانا أرى
أن يكون هذا التدخل إيجابيا وليس سلبيا" مضيفا أن "تقويض الوضع
الأمني في العراق لا يخدم أحداً وخصوصا دول الجوار".
إلى ذلك، قال الرئيس طالباني بشان
الوضع في لبنان "هنالك اعتداءات صارخة على الشعب اللبناني وهذه
الاعتداءات تجاوزت قيام جهة غير مسؤولة بخرق الحدود اللبنانية،
الحكومة اللبنانية لها سياسة واضحة وهي سياسة سلمية تدعو إلى
التمسك بالاتفاقات الدولية وهي تمثل الشعب اللبناني" معربا عن
تأييده "للشعب اللبناني بقيادة حكومته ونستنكر هذه الاعتداءات التي
تطال البنية التحتية".
و عن تصريحات الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين بشأن الديمقراطية في العراق، قال رئيس الجمهورية إن
رئاسة الوزراء أصدرت بيانا معتدلا ومعقولا بهذا الخصوص واعتقد انه
كان بالأحرى على السيد الرئيس بوتين أن يقدر عاليا تضحيات الشعب
العراقي وأن يفهم أن هذه التجربة فريدة ومن الممكن أن يستفيد منها
الروس لأنها تجربة ناجحة وهي جاءت عن طريق انتخابات حرة في بلد
متعدد القوميات والمذاهب وأن روسيا أيضا بلد متعدد القوميات
والمذاهب والمهم أن يستفيدوا من تجربتنا لا أن يسخروا منها".