بنت الرافدين / بغداد:
التقى السيد رئيس مجلس النواب
د. محمود المشهداني على هامش الدورة الطارئة لمجلس الاتحاد
البرلماني العربي في مقر الجامعة العربية في القاهرة الامين
العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى لمناقشة التحضيرات
الجارية لعقد مؤتمر الوفاق الوطني وفرص نجاحه فضلا عن بحث
تفاصيل مشروع المصالحة الوطنية وما يوفره من اجواء ومقدمات
ايجابية لنجاح مؤتمر الوفاق الوطني. وفيما يأتي نص كلمة السيد
رئيس مجلس النواب د. محمود المشهداني في الاجتماع الطارىء
لاتحاد رؤساء البرلمانات العرب الذي بدأ اعماله اليوم في مقر
الجامعة العربية في القاهرة لمناقشة تطورات الاوضاع في لبنان:
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة معالي رئيس مجلس النواب
العراقي
الدكتور/ محمود المشهداني
ـــــ
الحمد لله والصلاة والسلام على
رسول الله وعلى اله وصحبه
سيادة الرئيس
معالي الامين العام للجامعة
العربية
الاخوة رؤساء البرلمانات
العربية
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
يطيب لي في البدء ان اثمن هذه
المبادرة بالدعوة الى عقد جلسة طارئة لرؤساء البرلمانات
العربية لمناقشة الازمة اللبنانية واتخاذ موقف عربي موحد من
الاعتداءات الاسرائيلية، في سابقة ربما هي الاولى من نوعها
كونها تجسد ارادة الشارع العربي ممثلة بممثليه ونوابه.
ايها السادة،
لاتخفى عليكم مدى صعوبة
الاوضاع في بلدكم العراق وحجم المشاكل والتحديات التي تواجهنا.
وبالرغم من انشغالنا بهمومنا والسعي لايجاد الحلول اللازمة
لاستباب الاوضاع في بلدنا وحاجتنا الماسة للجهد والوقت لمداواة
جراح شعبنا الابي، الا ان كل ذلك لم يمنعنا من متابعة اوضاع
امتنا العربية والاسلامية والاهتمام بقضاياها المصيرية والدفاع
عنها والتفاعل معها واتخاذ المواقف المطلوبة منها لاسيما
قضيتنا الاولى وهي قضية فلسطين الحبيبة، وآثرنا المجيء
والتسامي فوق جراحنا من اجل مشاركة اشقائنا في محافلهم
ولقاءاتهم والمساهمة الفاعلة في انجاحها وتعزيز العمل العربي
المشترك. ويأتي ذلك في اطار فهمنا وايماننا بضرورة تواصل
العراق مع عالميه العربي والاسلامي باعتباره جزءا مهما واساسيا
منهما.
ايها الافاضل،
لقد تابع مجلس النواب العراقي
مع ابناء شعبه بقلق بالغ تطورات الاوضاع الخطيرة في لبنان
العزيزة وتفاصيل العدوان الاسرائيلي على ارض وشعب لبنان
الشقيق. وقد بادرنا منذ اللحظة الاولى لبدء العدوان الى اتخاذ
موقف صريح وواضح منه حيث اصدرنا بيانا يعبر عن موقف مجلسنا،
ادنا واستنكرنا فيه بشدة العملية العسكرية الاسرائيلية غير
المبررة ضد سيادة واستقلال لبنان وعمليات القصف العشوائي للمدن
والاحياء السكنية والتي اوقعت المئات من الشهداء والجرحى في
صفوف المدنيين الابرياء وشددنا على ان العدوان يمثل استخفافا
جديدا من قبل الحكومة الاسرائلية بالمجتمع الدولي والمواثيق
والمعاهدات والاتفاقيات الدولية. وطالبنا مجلس الامن ودول
العالم بادانة العدوان واتخاذ المواقف والخطوات العملية لوقفه
وتقديم المساعدات الطبية والاقتصادية العاجلة للمناطق المنكوبة
محذرين في الوقت نفسه من التداعيات الخطيرة لاستمرار العدوان
الاسرائيلي على منطقة الشرق الاوسط باسرها. كما بعثنا برسالة
تضامنية الى رئيس مجلس النواب اللبناني معالي الاخ الفاضل نبيه
بري اعربنا فيها عن تعاطفنا ودعمنا للشعب اللبناني في تصديه
ومواجهته للعمليات العسكرية العدوانية.
اصحاب المعالي،
في الوقت الذي نبدي تعاطفنا
وتضامننا مع اخوتنا في لبنان، نؤكد دعمنا ومساندتنا لحقهم في
الدفاع عن سيادة بلدهم وحماية ارواح مواطنيهم الابرياء وجهودهم
ومساعيهم الرامية الى وقف العدوان بشتى الوسائل المتاحة
والممكنة. واننا اذ نحذر وننبه الى خطورة استمرار العدوان
الاسرائيلي وتداعياته السلبية على امن واستقرار منطقة الشرق
الاوسط، نتطلع من خلالكم الى دور ووقفة عربية جادة وحازمة
نستعيد بها ثقة شعوبنا وتسهم في ردع ووقف العدوان بكل اشكاله
باعتباركم تجسدون ارادة الشارع العربي من المحيط الى الخليج.
والامر لا يقتصر على المطالبة بوقف العدوان وانما لابد من
الضغط على اسرائيل من اجل تعويض لبنان عما اصابها من ضرر
وتدمير شامل ومقصود لبناها التحتية ومنشآتها الصناعية فضلا عن
تقديم المساعدات الانسانية العاجلة.
ايها الاشقاء،
ان ما يتعرض له ابناء شعبكم
الصابر في العراق من اعمال ارهابية واعتداءات اجرامية وحشية من
قبل جماعات وعصابات معادية للعراق ولخيارات شعبه الوطنية
وطموحاته في الحرية والحياة الكريمة الرغيدة في ظل القيم
الديمقراطية المعاصرة، لاتقل شأنا واجراما ووحشية وخبثا عن
الاعتداءات الاسرائيلية ضد شعبنا في فلسطين ولبنان ان لم تفقها
لانها تنفذ من قبل اناس هم من ابناء جلدتنا ممن ارتبطوا بقوى
واجندة خارجية تستهدف وحدة ومستقبل العراق. ان الشعب العراقي
بحاجة ماسة الى مساعدة ودعم اشقاءه لتجاوز ظروفه الصعبة التي
يمر بها والخطيرة في نفس الوقت ليس على امن العراق فحسب وانما
على جميع دول المنطقة لذا فاننا نتطلع الى دعمكم الجاد
والحقيقي وتفعيل دوركم وتكثيف جهودكم في تحقيق الامن
والاستقرار في العراق من خلال فهم حقيقة الاوضاع فيه وتوعية
شعوبكم عبر مؤسساتكم الثقافية والتوجيهية بحقيقة ما يجري هناك
والضغط على حكوماتكم لفتح سفاراتها في العراق لتتمكن من
التواصل مع القيادات العراقية عن قرب والاتصال بجميع الاطراف
العراقية والتقريب بين وجهات النظر المتباينة.
اسأل الله العلي القدير ان
يوفقكم ويسدد خطاكم ويكتب النجاح لمؤتمرنا ويمكننا من الارتقاء
لمستوى التهديدات والتحديات الخطيرة سواء التي تتعرض لها لبنان
حاليا ام غيرها من الاحداث الجسام التي تمر بها بلادنا العربية
والخروج بتوصيات ومعالجات تلبي طموحات شعوبنا وتسهم في وقف
العدوان الاسرائيلي على لبنان الحبيبة معربا عن املي في ان
تكون مشاركتنا مؤثرة وتسهم في انجاح اعمال المؤتمر.
((ربنا اتنا من لدنك رحمة
وهيىء لنا من امرنا رشدا) صدق الله العلي العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته