كلمة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي في المهرجان الاول للشعر الشعبي
بنت الرافدين / بغداد:
ألقى ياسين مجيد المستشار الإعلامي كلمة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في المهرجان الأول للشعر الشعبي الذي أقامته شبكة الإعلام العراقي ، وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أتقدم للمشرفين والمشاركين في هذا المهرجان بجزيل الشكر والتقديرعلى أن يكون مقدمة لمهرجانات أخرى تدعم مشروع المصالحة والحوارالوطني
يحتل الشعر مكانة مرموقة في حياة الأمم عبر التأريخ ، والشعر يحكي دائماً نهضة وإنحطاط الحضارات ، إن تقدم وتخلف الشعوب يقاس بمدى قوة وضعف الحركة الأدبية ، فالمؤرخون سجلوا تراجعاً للأدب الأوربي في مرحلة القرون الوسطى مثلما كان عليه الحال بالنسبة للأدب العربي في الفترة المظلمة ، فالنهضة والأدب حقيقتان متلازمتان .
لقد سعى الحكام المستبدون لإستخدام سلاحي السيف والشعر لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم الشريرة لقهر إرادة الشعوب ، أعتقد بأننا نتفق جميعاً أن النظام الدكتاتوري البائد قد مارس كل أساليب التضليل والخداع وتزوير الحقائق لتلميع صورته البشعة وهنا لابد لنا أن نعترف بأن عدداً غير قليل من الشعراء قد إستهوتهم عطايا الدكتاتور صانع الأنفال والمقابر الجماعية.
لقد صفق هؤلاء على مدى خمسة وثلاثين عاماً لبطولات وإنتصارات زائفة ونعتقد بأن هؤلاء قد سقطوا في ذات الحفرة التي عثر فيها على الطاغية الذليل إن الشعب العراقي الذي سيعاقب الدكتاتور لن يرحم شعراءه ومداحيه.
إن مبادرة المصالحة الوطنية ليست شعاراً مرحلياً إنما هي رؤية إستراتيجية تعمل الحكومة وبدعم من باقي الكتل السياسية على تنفيذها على أرض الواقع ، فالعراق الذي يتعرض لهجمة إرهابية شرسة من الصداميين والتكفيريين لايمكنه أن يخرج من المأزق الذي يمر به دون تفعيل مشروع المصالحة الوطنية الذي يعتير الخيار الأخير أمام وصول العراقيين إلى بر الأمان.
في العراق الجديد لن يقف الشعراء على أبواب السلطان ، الشعراء هم رواد الكلمة الحرة ، وأصحاب الرأي ، بهم ترتفع هامة العراق الذي يسعى الظلاميون وخفافيش الكهوف والملثمون الذباحون لإعادته للحقبة السوداء.
إن العراق الجديد ينتظر من الشعراء أن يقوموا بدورهم الرائد في دعم العملية السياسية وإشاعة ثقافة الحوار والتفاهم بين مكونات الشعب والنأي به من كل مامن شأنه أن يثيرالفتنة والصراع بين أبنائه.
إنها فرصة ذهبية في تأريخ العراق الحديث أن يعقد الشعراء مهرجاناً بدون إذن من الحكومة وبعيدا عن عيون المخبرين ، إنها لحظة تأريخية لن يخشى فيها الشاعر من الحكومة ولا يطلب منه أن يكتب عن القائد الضرورة.
أيها الإخوة والأخوات ليس أمامنا إلا أن ننجح ونهزم الإرهاب والإرهابيين ونعمل يداً بيد لبناء عراق حر ديمقراطي فيدرالي مستقل يعيش أبناؤه بكرامة ورفاهية وأمان.
نوري كامل المالكي
رئيس وزراء جمهورية العراق