مشكلة في الزمن الصعب في كربلاء
ايمان بلال (كربلاء) / بنت الرافدين:
مشكلة في الزمن الصعب هو عنوان المسرحية الشعبية
التي قدمتها فرقة السلام للتمثيل على خشبة مسرح مركز شباب الوحدة في كربلاء .
بنت الرافدين كانت موجودة والتقت بالمسؤولين عن
العمل وتحدث لنا السيد مصطفى الطويل نائب رئيس منظمة من اجل المجتمع المدني
والديمقراطية في كربلاء قائلا ان منظمتنا هي التي اشرفت على تقديم هذا العمل بدعم
من مركز المحتمع المدني في بابل , هذا العرض هو الثاني وسيكون لنا عرض ثالث ورابع
انشاء الله , حاولنا من خلال العمل ان نعالج مشكلة الفساد الاداري حيث دارت احداث
المسرحية حول مشاكل هذه الافة في كل مفاصل الحياة .
التقينا مؤلف المسرحية (ميثم صادق البطران ) الذي
كان من ضمن الكادر التمثيلي ايضا حيث قال ان هذا العمل حاولت جاهدا ان اطرح من
خلاله قضية شائكة أصابت كل مفاصل الحياة واضعا امام الجمهور الطرق التي تصل من
خلالها هذه الافة الى كل مكان سواء اكان في العمل او البيت , كما جعلت مقارنة واضحة
بين قطبي الحياة الدائمين وهما الخير والشر هذان القطبان اللذان بقيا يتصارعان منذ
الخليقة الاولى ولحد الان وحاولت ان الخص الموضوع بان الحياة والصراعات مهما استمرت
بين هذين القطبين لا بد للخير ان ينتصر ولو بعد حين واتمنى ان تجد المسرحية اذانا
صاغية من قبل المسؤولين والموظفين في دوائر الدولة وكل شخص يعمل في كل مكان عسى ان
تغير المسرحية ولو البعض القليل لان الباطل والشر مهما طال لا بد له من النهاية
والخذلان .
اما عدي حافظ الحاج مخرج المسرحية والذي مثل دور
قطب الشر (سمير) هذا الموظف المرتشي قال لنا ان دوري هذا مثل كل الموظفين الذين
انزلقت ارجلهم بالشر بعد ان كانوا مخلصين في عملهم لسنين عدة لكن الظروف الصعبة
التي مرت على البلد جعلت هذه الشخصية تتخلى عن كرامتها وانسانيتها وتتاجر بأموال
الناس من خلال الرشوة والفساد الاداري وعدم الالتزام بالمواعيد من خلال التأخير
الدائم عن الدوام أي عدم احترام العمل امنيتي ان اكون قد وفقت خلال هذا العمل
واتمنى ان ينال اعجاب الجمهور .
كما كانت لنا هذه الوقفة مع وسام محمد القريني
الممثل الذي لعب دور قطب الخير ( ابو علي ) الموظف البسيط الذي صارع كل القوى التي
حاولت ان تثنيه عن الحق وتجره لهاوية الفساد من خلال الرشوة او الضغط عليه في العمل
او البيت الا انه لم تجره هذه الاهواء او الضغوط لهذا المنزلق يقول وسام ان ابو علي
في المسرحية هو اغلب الشعب العراقي الاصيل الذي لم تغيره الظروف هذا المواطن الذي
يعيش حياة البساطة لا يستطيع بيع ضميرة للشيطان مهما كلفه ذلك ويحاول دائما تصحيح
الخطأ لمن يحيطون به .
الجمهور الموجود كان منشدا للمسرحية المكونة من
جزئين وكل جزء مكون من مشهدين وتفاعل مع موضوعها وكان التصفيق يأتي دائما بعد
المواقف الحساسة مثل رفض ابو علي لكل انواع الفساد والرشوة , التقيت بأحدى الحاضرات
وكانت من منضمة لنرسم الابتسامة في كربلاء سألتها عن رأيها بالمسرحية فقالت :
موضوع المسرحية مهم ويحتاج هكذا مبادرات وقد وفق
المقيمون على العمل بأختيارهم هذا العرض المسرحي ليكون المراة الراصدة لمشكلة
الفساد الاداري الذي استشرى بالبلد بصورة عامة وكربلاء بصورة خاصة فشخصية الفراش
لمدير الدائرة التي تعمل كسمسار دائم مع بعض الموظفين لحساب المدير موجودة في كل
دائرة وفعلا كل الوظائف لا تتم الا عن طريق الرشوة كما ان ظاهرة بيع البنزين بالسوق
السوداء بالاتفاق مع موظفي المحطات الحكومية موجود ايضا والا من اين يأتي هذا
البنزين التجاري ويباع امام انظار الشرطة الذين يحرسون محطات توزيع الوقود المهم كل
طرحتة المسرحية حقيقي ويجب مكافحته بكل الطرق نتمنى للجميع الموفقية .
حتى الاطفال الذين كانوا يشاهدون العرض صفقوا
بحرارة وكانت ضحكاتهم مسموعة , تحدثت مع الطفل حسين وسألته ما الذي اعجبك بالمسرحية
فأجاب دور الفراش كان مضحك لكنه غير جيد ولا اتمنى ان يكون هذا الدور حقيقي ولا دور
كل الموظفين الذين حاربوا ابو علي لانه شريف ويحب الناس كما اعجبتني اللقطات
الاخيرة التي ظهر بها الشخص الذي يرتدي العلم العراقي وضم كل الموجودين أي ابناء
العراق .
بعد كل ما قاله الموجودين من ممثلين وجمهور احب ان
اقول فعلا ان هذه اللقطة جسدت الاب الكبير ( الوطن ) الذي يجمع ابنائة دون تفرقة
وكان اختيار هذه النهاية من قبل المؤلف والمخرج موفق جدا.