مؤتمر الجنوب للوحدة الوطنية
: يدعو القوى السياسية لتشذيب خطاباتها من النزعات الطائفية
محمد الجبوري / بغداد
/ بنت الرافدين
بحضور اكثر من 130 ناشطاً يمثلون مايقرب من
مائة منظمة غير حكومية، وشخصيات سياسية وأكاديمية وثقافية، يمثلون محافظات
ذي قار والمثنى وميسان والبصرة، انعقد على قاعة جمعية الاقتصاديين في
الناصرية المؤتمر المناطقي للوحدة الوطنية لمنظمات المجتمع المدني، بدعوة
من اللجنة التحضيرية للمؤتمر بالتعاون مع جمعية الامل العراقية.
ويعد هذا المؤتمر هو الثالث من سلسلة
المؤتمرات المماثلة، التي عقدتها اللجنة التحضيرية لمؤتمر الوحدة الوطنية
لمنظمات المجتمع المدني، في شقلاوة ثم الحلة ، لإشاعة نقاش مجتمعي واسع حول
موضوع الوحدة والمصالحة الوطنية، وإسناد كافة المبادرات في هذا الاتجاه،
المطروحة من جانب الحكومة العراقية، وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
شارك في الافتتاح السيد نائب محافظ ذي قار،
متحدثاً عن دور المنظمات غير الحكومية في نشر ثقافة الحوار بدلاً من ثقافة
التصادم والتعصب، وأهمية التفاعل بين مختلف الآراء لتصب في عملية بناء
العراق الجديد. كما حضره وفد من هيئة النزاهة الذي اشار إلى ان مكافحة
الإرهاب يرتبط بشكلٍ وثيق بمكافحة الفساد الإداري والمالي. وعرضت ممثلة
منظمات المجتمع المدني في اجتماع القاهرة التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني ،
الذي عقد مؤخراً، نتائج الاجتماع وتوصياته.
قدمت في المؤتمر 9 اوراق بحث حول محاور
المؤتمر الثلاثة: ( المواطنة والتحول الديمقراطي من أجل حركة مدنية، والملف
الأمني، والمحور الأخير عن إعادة بناء الاقتصاد). ثم توزع المؤتمرون على
ثلاث مجموعات عمل ، حيث دار نقاش مستفيض حول المحاور أعلاه، تناول دور
السلطة والأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، ورجال الدين والمثقفين،
في إنقاذ الشعب من كارثة الحرب الأهلية المحدقة به. واتفق المشاركون فيه،
على ضرورة تكثيف برامج التوعية والتثقيف من قبل المنظمات غير الحكومية، حول
موضوعة الوحدة الوطنية، وإسناد جميع المبادرات الداعية للوفاق الوطني،
وتطوير أسلوب الحوار السلمي، كحل للصراعات والمشاكل سواء داخل المجتمع، أو
بين مختلف القوى والكتل السياسية، وعدم تهميش اي طرف يسعى لسيادة دولة
القانون، في إشراكه في العملية السياسية .
وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات دعت الى
الضغط على القوى السياسية لتشذيب برامجها و خطاباتها من النزعات الطائفية و
تفعيل دور السلطات التنفيذية و القضائية لتحقيق سيادة القانون كما تم
الدعوة الى اعادة بناء القوات المسلحة على اسا الولاء للوطن و كذلك حل
المليشيات و سحب الاسلحة منها و دمجها مع المؤسسات المدنية و التاكيد على
استقلالية منظمات المجتمع المدني و تعزيز مشاركة النساء في الحوار الوطني
وفي مواقع صنع القرار، واستثمار طاقاتهن في عملية تحقيق الاستقرار والوئام
وإعادة البناء و إعادة العمل بقانون مجلس الخدمة العراقي ، كأحد آليات عدم
التمييز بين المواطنين واعتماد الكفاءة والنزاهة في التعيين والترقية. مع
تطوير التكامل الاقتصادي بين المحافظات لخلق حالة من تبادل المصلحة
والمنفعة، والتآخي في الوقت نفسه وفي الاخير تم التأكيد على ضرورة ترجمة
التوصيات الى برامج عمل لمنظمات المجتمع المدني، لكي تلعب دورها كشريك فاعل
في عملية الوفاق الوطني العراقي.