بنت الرافدين / بابل

إستقبل سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني في مكتبه يوم الأربعاء 9/8/2006 ( 14 رجب) في جلسة خاصة الدكتور صاحب الحكيم مقرر حقوق الإنسان الذي قدم لسماحته ( موسوعة عن قتل و إضطهاد مراجع الدين و طلاب الحوزة الدينية لبلد المقابر الجماعية " العراق" ) التي تحتوي على 3484 صفحة من القطع الكبير ، مع 1645 صورة و وثيقة ، و تقرير ، و شهادة وفاة باعدام مراجع الدين الكرام ، و العلماء ، و خطباء المنبر الحسيني ، و توضح الموسوعة تفاصيل عن حياة الضحايا و دراساتهم و أساتذتهم و طلابهم ، الذين تعرضوا للإعدامات التعسفية ، و الإعتقالات العشوائية ، و الإختفاءات القسرية ، و الإضطهاد الشامل الواسع الذي تعرضت له هذه الشريحة من الشعب العراقي خلال الفترة من 1968 الى عام 2003 .  و قدم المؤلف نماذج للكتب التي أصدرها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان منذ عام 1959 أي منذ أن كان عمره (17) عاما ، مرورا بالتقرير الذي تسلمه مكتب المرجع الأعلى الموسوم ( تقرير عن إغتصاب و قتل و تعذيب أكثر من 4000 إمرأة في بلد المقابر الجماعية "العراق" ) الذي صدر عام 2003 .  لقد شرح الدكتور الحكيم لسماحة المرجع الأعلى الصعوبات الجمة ، و طرق العمل التي إستغرقت حوالي 20 العشرين عاما ، من أجل إنجاز هذه الموسوعة التي تفضلت مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي في النجف الأشرف بإخراجها و تكثيرها ، كما شرح المؤلف لسماحته طرق القتل التي تجاوزت الـ 34 طريقة التي نال بها الضحايا أوسمة الشهادة ، من أجل قول الحق و التمسك بالأهداف السامية ، و كذلك ملاحقة أجهزة القمع الصدامية للضحايا في 7 بلدان خارج العراق من أجل القضاء على أتباع المرجعية و روادها.  كما أستمع سماحة المرجع ما قدمه المؤلف من الارقام الاحصائية و الوثائق المنشورة في الموسوعة عن مختلف إنتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها مراجع الدين و طلاب العلوم الشرعية ، التي لم تشهد لها اية ساحة أو بلد مثيلا لها.   إن آلاف الضحايا الذين كتب عن حياتهم المؤلف معززا بصورهم ووثائق أضطهادهم من الذين شملتهم الموسوعة كانوا قد إنتموا لمختلف مدن العراق ، و 11 دولة و من 7 قوميات متنوعة و يتكلمون 9 لغات مختلفة ، بما فيهم الشهداء السنة ( و أكثرهم من الأكراد) الذين شملتهم الموسوعة ، و من جملتهم سماحة المرجع السيستاني نفسه و ابنه العلامة السيد محمد رضا.  لقد ثمن سماحة المرجع هذا العمل الموسوعي الشامل كثيرا ، ودعا لصاحبه بالموفقية و الخير و الاستمرار في خدمة الصالح العام ، و أوصاه ان يلتزم جانب الحق و لا تأخذه في الله لومة لائم ، و ان يكرس كل الباحثين و المتصدين للشأن العام جهودهم من أجل الخير ، و منفعة الناس ، و الدفاع عن المظلومين .  و في هذه المناسبة دعا سماحة المرجع المسؤولين الى أن تكون حوائج الناس من أولى إهتماماتهم و أن ( يتفانوا ) من أجل مساعدة المحرومين و المحتاجين.   و بعد ذلك إستقبل سماحة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم مؤلف الموسوعة لنفس الغرض ، الذي عرض لسماحته بصورة مختصرة عما جاء في الموسوعة و الجرائم التي إرتكبها النظام الصدامي ضد حملة القلم و أرباب الفكر ، مما شكل تراجعا كبيرا في المستوى الفكري و الانساني خلال اكثر من 30 عاما من حكم حزب البعث المتخلف ، و طرق التعذيب الوحشية التي عاشها المرجع نفسه ، و أبناؤه و إخوانه ، و ذكر المؤلف سماحته بما تعرض له من التعذيب الجسمي و النفسي كالتعليق بالمروحة و الضرب المبرح في معتقل الفضيلية الوحشي.   و بين المؤلف لسماحة المرجع كذلك ما احتوته الموسوعة من انتهاك للعتبات المقدسة في العراق ، و ضرورة التصدي للمحاولات التي يراد منها النيل من تلك الصروح الحضارية الجميلة .  قد تفضل سماحة السيد الحكيم فأبدى تقديره للمؤلف وذكر المصائب التي تعرض لها أتباع أهل البيت (ع) على مر العصور و قارنها بما جرى للمراجع و طلاب العلوم الدينية في عهد المجرم صدام.   و أشار الى أن كل ذلك القتل و الإنتهاكات لم تؤثر في إنحراف مسيرة الحوزة ، او تقضي عليها ، و ان الذي إمتازت به هو الإستمرار ، و الإصرار على مواصلة السير على النهج القويم.  كما ابدى بعض الملاحظات المهمة حول الموسوعة و طالب بأن يتبع المؤلفون الدقة و الموضوعية فيكتاباتهم و أبحاثهم. النجف الأشرف