يمثل الدكتاتور صدام حسين وستة من
اعوانه امام المحكمة الجنائية العليا لمقاضاته على مجازر «الانفال»
التي ارتكبها ضد ابناء شعبنا الكردي بين عامي 1987 و1988 وراح ضحيتها
اكثر من 180 الف مواطن ,عدا هدم اكثر من خمسة الاف قرية كردية في هذه
الحملة الدموية المشؤومة , وهذه هي القضية الثانية بعد مجزرة الدجيل التي
راح ضحيتها 148 مواطنا في عام 1982 ضمن لائحة الاتهام الموجهة للطاغية
واعوانه التي تعج بقضايا جرائم المقابر الجماعية والحروب الحمقاء
واغتيال المراجع وعلماء الدين والنخب الفكرية والثقافية والانتهاكات
المروعة ضد ابناء الشعب العراقي , وخلفت وراءها مئات الالاف من الضحايا
والمشردين والمهجرين .لقد ارتكب صدام واعوانه مجازر الانفال بدم بارد ضد
المدنيين العزل , ودفن عشرات الالاف منهم في المقابر الجماعية , لا لشيء
سوى انهم ينتمون الى القومية الكردية , بما فاق الجرائم التي ارتكبها
النازيون والفاشيست خلال الحرب العالمية الثانية , وهي ليست غريبة على سجل
النظام البائد الذي اعتمد نهجا قمعيا عدوانيا لم تسلم منه اي شريحة او
مكون من مكونات الشعب العراقي .اننا في الوقت الذي نعتبر فيه هذه المحاكمة
محاكمة لحقبة مظلمة من تاريخ العراق , فانها تشكل خطوة اساسية لتحقيق
العدالة بما يشكل بعض العزاء والارتياح لعوائل الضحايا وهم يرون
الدكتاتور يحاسب على ماارتكبت يداه من جرائم ومجازر . نجدد تاكيدنا على ان
تعكس هذه المحاكمة وجه العراق الجديد وقضاءه العادل والنزيه والمقتدر.