استانفت المحكمة الجنائية العليا المختصة بمحاكمة صدام وستة من اعوانه في قضية الانفال برئاسة القاضي عبدالله علوش وبحضور هيئة الادعاء العام وهيئة الدفاع بالاستماع الى مذكرة دفاع سلطان هاشم الجبوري رئيس اركان الفيلق الاول في قضية الانفال . وقال المتهم سلطان هاشم ان لدي اوراق تثبت اننا لم نكن مذنبين واضاف ان خطة العمل في الانفال كانت تعتمد على تنفيذها افواج الدفاع الوطني من الاكراد وشيوخ العشائر وكان الافواج تتالف من 1000 الى 4000 شخص وبقيادة الشيوخ وينفذون العمل باسناد من الجيش اما القطعات العسكرية اذا عثرت على ناس مدنيين يخصصون لهم سيارات تنقلهم الى كركوك حيث مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث المنحل . واشار الى ان جميع افواج الدفاع الوطني هم من الاكراد وهم يعرفون ذلك وان الاوامر التي نستلمها من رئاسة اركان الجيش وان رئيس اركان الجيش هو رئيسي العسكري الذي استلم من اوامر بالتحرك وهي اوامر الدفاع والتعرض ضمن حدود المسؤولية ومنع دخول الجيش الايراني من الحدود العراقية وان جميع الاوامر التي صدرت لي انا اعرفها جيدا ونفذتها بكل دقة واخلاص ولم اجتهد ولن اسكت عن اي عمل خاص يصلني وانا اتحمل المسؤولية . موضحا ان هناك تعزيز من الاستخبارات عن اي تحرك ايراني لاحتلال السدود والمدن العراقية . وطلب القاضي منه ان يسلم مذكرته الى هيئة المحكمة وقال المتهم صابر عزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية السابق ان العدو الايراني والمتمردين الاكراد حسب وصفه كانوا يقاتلون سوية وكانت هناك مقرات لهم ومنها مقر رمضان الايراني وخضر واحد وخضر اثنين وثلاثة ومقرها السليمانية واربيل وان هذه المقرات تقود الاكراد والايرانيين الى شن الهجوم على القوات العراقية . مؤكدا ان الظرف في مقاتلتهم انذاك كان صعبا جدا وان الايرانيين كانوا يسحبون قواتهم من جنوب العراق ويتمركزون في الشمال لتحقيق اهدافهم وهي العمل على احتلال السليمانية وتدمير السدين دربندخان ودوكان واغراق بغداد والمحافظات المجاورة على الطريق . واشار الدوري الى ان الحكومة العراقية كانت منهمكة في ان تتهيا لانقاذ العراق وكانت خطة الحكومة هو تنظيف المنطقة من المقاتلين الايرانيين واضاف ان القرى التي ازالت وهجرت هي منذ عام 1979 وكانت تستغل من قبل حرس خميني والمتمردين الاكراد . وقال الدوري نحن متهيأيين وسوف نثبت للجميع اننا لم نكن مذنبين واشار في حديثه الى ان احد اصدقائه قال له هل ياتي يوم نكون به مذنبين فرد علية صابر الا في حالة واحدة نكون فيها مذنبين الا اذا احتلت ايران العراق وهذه العبارة التي ختم بها صابر الدوري حديثه امام هيئة المحكمة . ثم نودي على الشاهد الاول المدعو علي الشيخ مصطفى حمه من قرية بيلسيان التابعة الى محافظة اربيل حيث تمت الترجمة من قبل المترجم الخاص ومن ثم من القاضي عبدالله الذي يؤكد كلام المترجم وقال الشاهد الاول كنا في قرية امنة هي قرية بيليسيان في عام 1987 وفي الساعة السادسة والربع مساءا حيث راينا الدخان يتصاعد في سماء القرية وبعد ذلك شممنا رائحة تشبه رائحة التفاح المتعفن او رائحة الثوم وبعد عدة دقائق بدأت اعين اهالي المنطقة بالاحمرار وبداوا يتقيئون ثم حل الظلام وجاءت طائرات الهليكوبتر ولم تكن هذه الطائرات تقصف المدن بل كانت تقصف قمم الجبال ولم اعرف ان كانت اسلحة كيماوية ام لا . وتابع الشاهد قوله في الليل كان الجميع في بيوتهم ولا اعلم ان كان الجميع في صحة جيدة ام لا واشار الى ان مديتي شقلاوة وحرير كانتا تبعد حوالي ربع ساعة عن القرية واخبرونا ان نختبيء لانه من المحتمل ان تقوم الحكومة العراقية انذاك بهجوم وذهبت انا وعائلتي الى الجبال وكل عائلة ذهبت الى حال سبيلها ثم اتجهت العوائل الى الكهوف او تحت شجرة وكانت عائلتي تتالف من ثمانية افراد لجانا جميعنا الى الجبال وفي الطرق شاهدت عدد من الاشخاص مجروحين ويصرخون وعندما حل الليل اصبحت طاقتنا لاتتحمل وقدرتنا على البصر لانرى اي شيء واجسامنا تحترق وبدانا بالصراخ ولم يكن لدينا شيء سوى الله بعد ذلك جاء احد الاشخاص وسمعت صراخا ولكن لم ارى شيء سئلت من انت اجابتي امرئتان كرديتان عرفتهما من صوتهما ولكن لم اعرف ان كانوا يستطيعون رؤيتي ام لا بعد لم استطع الوصول الى عائلتي في الكهف وان الامراتان كانت احداهما حاملا ووضعت طفلها ولن الطفل مات بسبب المواد الكيماوية . وقال لقد تم حملنا من قبل اشخاص من قرية داليشابواسطة ظهورهم الى ان اوصلونا الى الساحبات الزراعية وكنا نسمع اصواتهم فقط ونسمع صوت المدفعية حيث كان عدد الجرحى يتراوح من 10 – 20 واخذونا الى خليفان ومن ثم الى قرية بيت واتا على طرق سرجاوة ثم وضعوا لنا قطرات في اعييننا واصبحنا نرى قليلا وفي المستشفى اخبرنا الطبيب اننا مصابون بمواد كيماوية . وقال الشاهد ان الطبيب قال لنا بعد ان رفض ان يدخلنا المستشفى سادخلكم بشرط ان تقولوا انكم مصابين بواسة لحام الاوكسجين وليس بالاسلحة الكيمياوية ثم ادخلنا على هذا الاساس وبعد ان شيفينا تم حجزنا في الستشفى وبعد ثلاثة او اربعة ايام استشهد رجل اسمه خورشيد سليم من قرية شيخ خوستان متاثرا بالسموم الكيمياوية وقبل ان يتوفى كان يتخيل له انه يحضن اولاده الخمسة واحدا تلوا الاخر ثم مات وبقينا انا وحسين وكنا نصرخ من الالم ولكن دون جدوى . وقال دخلنا علينا ضابط قال لنا مامهنتكم قلنا له اننا كسبة وفلاحين فرد علينا لولم تكن الحكومة رؤوفة لقمنا بتقطيع اجسامكم ثم قال لنا كلام سيء جدا وقال لنا انكم انتم امامي كجلال الطالباني وشيروان ويجب ان تعذبوا ثم ذهب وتابع الشاهد جائنا بعده طبيب مصري كان يعاملنا معاملة سيئة جدا بعدها دخلنا علينا ضابط كردي وكانت معاملته لنا جيدة وقال لنا اليس لكم احد ان يخرجكم من المستشفى فقلنا له ليس لدينا احد الجميع اصيبوا بالاسلحة الكيمياوية وقال مؤكدا كانت هناك ممرضة تدعى كلالة هي التي اخرجتنا وارسلتنا الى اربيل بملابس المستشفى وعن طريق الملازم محمد سعيد حيث جاء والدي علينا واعطانا عدة طرق للهروب من المستشفى . ومن ثم التقيت بعائلتي بعد ان تمكنت زوجتي من الهرب حيث تركوهم في سيارة عسكرية في خليفان وهربوا جميع من كان في السيارة . وطالب الشاهد علي شيخ مصطفى بتعويضه عن اصابته بعاهات نتيجة تعرضه الى الاسلحة الكيمياوية وتعويض دارا بدلا من داره الذي هدم في المعارك وعن ابنه الذي فقده اثناء موته بالسموم الكيمياوية. بعدانتهاء الشاهد من تلاوة شهادته امام هيئة المحكمة سمح القاضي هيئة الدفاع ان توجه الاسئلة الخاصة بقضية الانفال الى الشاهد .