المالكي يؤكد: لن
نسمح ان تكون ارض العراق مقرا للارهاب
محمد الجبوري (بغداد) / بنت
الرافدين:
عقد في بغداد اليوم وعلى قاعة
فندق بابل المؤتمر العام لشيوخ عشائر العراق ضمن مشروع الحوار
والمصالحة الوطنية والذي يعتبر احد المؤتمرات الاربعة المقررة
ضمن مبادرة المصالحة الوطنية التي كان قد اعلن عنها رئيس
الوزراء نوري المالكي في ايار الماضي هذا وقد افتتحت اعمال
المؤتمر بكلمة للسيد رئيس الوزراء قال فيها انه
يطيب لي ان اخاطبكم و ان اقرا
في وجوهكم الشمائل الكريمة للقبيلة العراقية و العربية حيث
الكرم و الشهامة و النخوة و الحمية و حيث تاريخ العراق المجيد
و هويته التي كتبت و ما زالت تكتب بدماء و سواعد العراقيين و
ابناء القبائل و العشائر و الذين بذلوا و ما زالوا يبذلون
النفيس من اجل العراق و ها انتم تجتمعون اليوم في لحظة حاسمة
من تاريخ وطنكم و تاريخ اباءكم و اجدادكم انكم تجتمعون اليوم
تحت عنوان المصالحة و الحوار الوطني و هي المباردة التي
اطلقتها و ما زلت مصرا على تفعيلها و انجاحها و هي تعني في
جوهرها ان لا يبقى احدا من المواطنين خارج ورشة اعادة بناء
الوطن سياسيا و اقتصاديا و عمرانيا فالعراق في هذه المرحلة
بحاجة الى كافة ابناءه و العراق بكل ابناءه لا فرق بين عربي و
كردي و تركماني او مسلم او مسيحي على ان لا يعني اننا لا نختلف
في الراي نعم نختلف و الاختلاف حالة صحية و لكننا نختلف و نلجا
الى الحوار في حل هذه الاختلافات دون ان نحتكم الى السلاح
فالسلاح لا يحل مشكلة او خلافا و لا يمكن ان يكون بين ابناء
الشعب الواحد او الوطن الواحد و لا يمكن ان نبني العراق عبر
العنف انما بناء العراق بالسلم و الامان و من خلال المصالحة و
عبر الحوار الجدي نصون وحدتنا الوطنية و التي هي رمز قوتنا و
نقطع على الاعداء و الارهابيين و الغرباء الذين يريدون تهديد
وحدة الشعب عبر اثارة الفتن الطائفية و عبر عمليات القتل و
التخريب و استهداف الابرياء من النساء و الاطفال و الشيوخ و
يستهدف البنى التحتية للدولة ان تحرير الوطن من اي نفوذ اجنبي
و قطع يد الاعداء الذين يريدون بالعراق شرا واضاف ان الوحدة
الوطنية التي صانها اباءنا و اجدادنا عبر عشرات بل مئات السنين
لا يجوز لنا باي حال من الاحوال ان نفرط بما بناه اسلافنا
الكرام من هنا ياتي دور العشائر التي تمثل نسيجا اجتماعيا
متماسكا رغم الاختلاف بين ابناءه وليس سرا ان تجد العشيرة
الواحدة تضم السني و الشيعي و وجود الاختلاف المذهبي الا انه
لم يفرق في انتماءهم القبلي او اخوتهم ثم ان العشائر العراقية
بما تمتلكه من نخوة و خوف على الوطن و بما تمتلكه من قوة و
شجاعة لا بد ان تلعب دورا في مواجهة الارهابيين و المخربين و
المتسللين من خارج الحدود و تقطع الطريق على الذين يحيكون
للفتنة الطائفية
واوضح اان هذا الوطن يراد له
ان يحترق و ان يختلف ابناءه و ان تتمزق اشلاؤه و لا يخفى على
الجميع التدخل الخارجي و الاوضاع الصعبة التي نمر بها وبين ان
كرامة المواطن من كرامة الوطن
و استقراره باستقرار الوطن و مستقبل اطفاله مرتهن بمستقبله و
خير العراقيين خيرهم لوطنهم و شعبهم و خيرهم من يعمل لحماية
وحدتهم الوطنية و خيرنا من يقدم مصلحة العراق على مصالحه
الشخصية و الحزبية و القومية و الطائفية و خيرنا من يتحدى
عناصر التخريب و الارهاب التي تريد ان تدمر وطننا عبر حمامات
الدم و القتل و مواجهة من يريد العراق ساحة لافكاره المنحرفة و
التخريبية او ساحة لتصفية حساباته الداخلية او الخارجية على
حساب مصالحنا الوطنية و ولقد تصدينا بحزم و صلابة للارهابيين و
افتتحناها معركة شاملة معهم و تمكنا من خلال الاستمرار ببناء
اجهزتنا الامنية من ضربهم ضربات موجعة اثبتت لهم ان ارادة
العراقيين اقوى من الارهاب و ان بلدنا لن يكون مقرا او ممرا
للارهابيين و سيكون مقبرة للافكار الفاسدة و لمن يقف خلفهم و
ان من توهم من اركان النظام السابق امكانية العودة الى الحكم
الدكتاتوري فقد خدع نفسه بعد ان كشف العراقيون وحدتهم و طريهم
الى الحرية و الكرامة و لن يعودوا بعد اليوم الى تلك الظلمات و
التمييز و الالغاء و التهميش و مهما عكست وسائل الاعلام من صور
فاجعة للقتل الوحشي للابرياء يبقى العراق يسير في طريق
الانتصار و الحرية السياسية و الاعلامية و الاقتصادية و الدولة
التي تستند لاول مرة الى دستور دائم كتبه الشعب و صوت عليه و
التطور الاقتصادي و المشاريع الكبيرة التي تتجه الدولة الى
تحقيقها و بناء الاجهزة الامنية الحديثة التي تقوم على اسس
قانونية تخدم الوطن و تحترم كرامة المواطن كلها نجاحات انتجت
الحكومة الوطنية عبر مجلس النواب المنتخب الذي يجلس تحت قبته
كل شرائح الوطن ان مسيرتنا السياسية و العسكرية تسير بخطوات
ثابتة نحو استلام الملف الامني واستعادة كافة السيادة في وقت و
زمن قياسيين واكد المالكي ان
الارهابيون و الصداميون يقتلون
الابرياء و يخربون المؤسسات و يضربون ابراج الكهرباء و يفجرون
انابيب النفط هذا كله يزيد من معاناة المواطنين و يدفع بالوطن
للسير الى وراء و قطع سبل العيش الكريم – العراق لكل العراقيين
و ثرواته لهم و واساسه وحدتهم و وحدة وطنهم و لن يذهب المال
العراقي بعد اليوم الى التامر او الحروب على دول الجوار و سيظل
المال مقاتلا ضد الارهاب و الفساد و يعمل للاعمار و تطوير
الاقتصاد – المصالحة الوطنية باب واسع نفتحه امام كل من يريد
ان يشترك في بناء الوطن و هي فرصة لمراجعة المواقف و الافكار و
لا تعني البحث عن توفير الفرص لمحاربة الراي و هي فرصة
للاحتكام الى المنطق و العقل و تشكل افقا للتسامح و العفو و
تغليب لغة الاخوة على منطق العنف وايمانا منا بدور العشائر
العراقية كانت الفكرة بعقد هذا المؤتمر فالعشائر لا بد ان تكون
في الصف الاول في صدر العراق ارضا و شعبا و ان اجتماعكم اليوم
هو ليس اجتماعا عابرا انما هو انطلاقة نحو مصالحة شاملة و لكم
اعراف و سنن في المصالحة و اعاهدكم ان لكم اخوانا في المؤسسات
يضعون ايديهم في ايديكم و اعلن لكم انني مع كل جهد طيب في هذا
الطريق وبابي مفتوحة لكم و لكل العراقيين على طريق الخير و
البناء و ان العبء كبير و المسؤولية ثقيلة و العبء الثقيل لا
ينهض به الا اهله و انتم اهله هذا وقد اكد اكرم الحكيم رئيس
لجنة الحوار والمصالحة الوطنية انه لايمكن اجراء مصالحة بدون
تقديم التنازلات لارضاء الاطراف والمجموعات الاخرى لانجاح
مشروع المصالحة الوطنية هذا وقد اكد ت كلمات ممثلي العشائر على
ضرورة التوافق فيما بيننا في ظل الظروف الراهنة وان نضع نصب
اعيننا خدمة العراق وابناءه عن طريق نبذ كل الخلافات والابتعاد
عن الطائفية والسعي نحو تحقيق وحدة العراق واهدافه هذا وحضر
اعمال المؤتمر عدد كبير من شيوخ وممثلي العشائر العراقية.