البياتي: بوادر
الانفراج بدأت تلوح في الافق السياسي والامني في العراق
احمد الهنداوي / بنت الرافدين
القى السيد عباس البياتي عضو مجلس
النواب العراقي والامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق
كلمة قيمة في الاحتفال الكبير الذي
اقامته الجماهير العراقية في
الحسينية النجفية بمدينة مشهد المقدسة بالجمهورية الاسلامية
الايرانية بمناسبة ولادة الامام الحسين بن علي
عليهما السلام.
قد رحب عريف الحفل بحضور السيد
البياتي هذا الاحتفال وسط ابناء الجالية العراقية والزوار العرب
الذين اكتظت بهم قاعة الحسينية. وقد
اشار السيد البياتي في كلمته الى
ان الامام الحسين عليه السلام اسس مدرسة التضحية والشهادة من اجل
العدالة والقيم النبيلة مجسدا
الموقف الرسالي الشجاع في مواجهة
الانحراف والدفاع عن العقيدة, والى جانبه جسد ابو الفضل العباس
عليه السلام الطاعة للقيادة
الشرعية والانسجام مع موقف هذه
القيادة دون اي اعتبار آخر وبذلك اكد ابو الفضل العباس ان طاعة
القيادة الشرعية في السراء والضراء
هي البوصلة التي تشير الى الاتجاه
الصحيح, وان الامام زين العابدين عليه السلام اكد مفهوم الصبر
الرسالي الذي يواجه التحديات بموقف
يدلل على استيعاب الطروف والمعطيات
الواقعية ولكن من دون الاستسلام والخصوع لهذا الواقع, ونحن في
العراق ـ والقول للسيد البياتي
ـ في بلد الائمة الاطهار بلد علي
والحسين(ع), ندافع عن العقيدة ونمثل الخط الامامي في التصدي لكل
الاعداء والحاقدين والتكفيريين,
وعليه فان مسؤولية نصرة الشعب
العراقي هي مسؤولية كل المسلمين والموالين لاهل البيت عليهم السلام
لان العراق بلد الائمة والحوزة
العلمية وبلد المقدسات ولا يخص
الشعب العراقي وحده, وانما يخص كل الموالين في العالم اجمع. واننا
نواجه التحديات اليوم من خلال
مثلث التضحية والطاعية والصبر الذي
نستلهمه ونستفيد من ذكريات الولادات المباركة والميمونة للامام
الحسين وابي الفضل العباس وزين
العابدين عليهم السلام.
وتابع السيد البياتي بالقول: ان
هذا المثلث (التضحية والطاعة والصبر) يمثل لنا الزاد والقوة
المعنوية في التعامل مع الواقع المرير ومع
الآلام والمعاناة اليومية ولقد
ضحينا بخيرة شبابنا وعلمائنا من اجل الحرية والخلاص من الدكتاتورية
وان تلك الدماء الزكية هي التي
جرفت عرش الطاغية صدام واليوم
سنواصل التضحية من اجل العدالة, فتضحياتنا سابقا كانت من اجل
الحرية والخلاص وانقاذ الوطن من
الفئة الضالة, اما تضحيات اليوم
فمن اجل اقرار وتثبيت معادلة عادلة ومتوازنة للحكم تستند الى رأي
الاغلبية كحق حضاري وديمقراطي
وانساني مشروع.
واضاف الامين العام للاتحاد
الاسلامي لتركمان العراق: اما فيما يتعلق بالقيادة الشرعية فان
طاعتنا لمرجعيتنا العليا في النجف الاشرف,
فهي التي وحدت صفوفنا وحققت لنا كل
تلك المكاسب والامتيازات التي نشاهدها ومنها وجود 130 نائبا في
مجلس النواب. وعليه فان
القيادة الشرعية المتمثلة
بالمرجعية الدينية اليوم هي ربان السفينة والتي ينبغي ان نتمسك بها
ونتمحور حولها.
واشار البياتي الى ان الصبر
الذي نستفيد منه اليوم من الامام الامام زين العابدين عليه السلام
فاننا سوف لن نستسلم وانما سنصبر
على الالم والمعاناة كما صبرنا على
الجهاد والتضحية , سنصبر على مواصلة الطريق وعلى تحمل ثمن ادارة
البلد بشكل عادل. واما ما
تحقق في عراق اليوم فنؤكد ان الشعب
العراقي يمارس اليوم حرية قل نظيرها في المنطقة سواء على مستوى
الصحافة او الرأي او الفكر
او الممارسة. وعلينا ان نعتز بهذه
النعمة.
واردف عضو مجلس النواب العراقي
بالقول: اما النقطة الثانية فهي ان المحافظات العراقية تدار حاليا
بشكل ذاتي من قبل ابنائها عبر
مجالس محلية منتخبة ولاتوجد في اي
محافظة وفي اي موقع فيها كبيرا او صغيرا الا وهم من ابناء تلك
المحافظة, بينما في السابق كان اغلب المسؤولين الكبار في المحافظات
من مناطق معينة لها هوية طائفية وعشائرية محددة.
اما النقطة الثالثة؛ فان الدستور الذي بين ايدينا هو دستور فيه
الشيء الكثير للشعب العراقي, فقد أقر بالشعائر الحسينية وبكافة
الحريات والحقوق واشار الى دور المرجعية الدينية والى حرمة العتبات
المقدسة, كل ذلك يشكل جزءا من هويتنا العقائدية.
واكد البياتي ان الذين يحكمون في بغداد اليوم هم انباؤكم
واخوانكم, بالامس كانوا معكم في هذه المدن وهم يتحسسون معاناتكم في
المهجر وسنتحدث مع المسؤولين في الجمهورية الاسلامية فيما يتعلق
باوضاعكم القانونية ومدارس ابنائكم. ان وطنكم يرحب بكم وان
العراقيين في الخارج يمثلون كفاءات وطاقات ناجحة في كل مجال عملوا
بها, فبلدهم اولى بهذه الكفاءات والطاقات. فصبرا قليلا حيث سيتحسن
الوضع الامني شيئا فشيئا. وقد بدأت بوادر الانفراج تلوح في الافق
السياسي والامني, ونحن سنعمل من خلال مجلس النواب على تسريع
وتشريع قوانين تساهم في تفعيل دائرة نزاع الملكية والتي نعتقد ان
كثيرا من اخواننا في الخارج لديهم املاك وعقارات وبيوت واراضي
مصادرة.
وخلص البياتي الى القول: نؤكد لكم اننا اكتسبنا خلال السنوات
الثلاث الماضية خبرة ادارية جيدة فظهرت كفاءات وقيادات فبالتالي
اصبحنا قادرين على ادارة دفة الحكم بشكل جيد.
هذا وبعد الانتهاء من كلمة السيد البياتي احتشد العراقيون حول
البياتي يستفسرون منه اوضاع بلدهم كما ان عددا من الزوار العرب
عبروا عن عواطفهم واحاسيسهم ازاء ما يجري في هذا الوطن.