لا يمهلنا الزمن طويلا دون
أن يأتينا بالإخبار الحزينة والمريرة منذ أن انتشر سرطان
الإرهاب والتكفير على ارض الرافدين .ولا تنفك الأحزمة
الناسفة والسيارات المفخخة من حصد الارواح البريئة وعلى
الأخص منها أرواح الشباب الذين ضاقت بهم سبل العيش
وراحوا يتدافعون على أبواب مراكز التطوع في سلك الشرطة
والجيش ويخطف الموت كل مرة عشرات بل مئات الشهداء من
إخواننا وأبنائنا الذين وضعهم الوضع الجديد بين مطرقة
الفقر والجوع وسندان الموت المجاني.
ان المتتبع لهذا المسلسل المرعب لايجد نفسه إلا أمام أسئلة
يعجز من الإجابة عليها كل من يظهر على شاشات الفضائيات او
من يصرح لأجهزة الإعلام من المسؤولين الأمنيين وغير
الأمنيين.
فمن باحة وزارة الداخلية الى أسوار مطار المثنى ومن باب
أكاديمية الشرطة في الحلة الى مبنى اللجان الطبية في الحلة
المنكوبة أيضا..يتكرر نفس المشهد وكان أرواح الشباب
المتدافع للتطوع لا تهم أحدا الا إبائهم المنكوبين الذين
تخشع القلوب لنشيج بكائهم وأمهاتهم الثكلى التي لا تجد غير
لطم الخدود وشق الجيوب شيئا تعبر به عن حزنها وغضبها على
الإرهابيين ومن فسح لهم المجال على السواء دون ان يعمل
المسؤولون في الجهات الأمنية على التعلم من سابقات الحوادث
لكثرة الأخطاء الأمنية التي لا نجد مبررا لها الا الإهمال
وقد يكون المقصود والمتعمد.
وبالأمس صعدت الى بارئها أرواح مجموعة من شبابنا المتقدمين
الى العمل في الحرس الوطني والذين راحوا ضحية لعمل إرهابي
جبان.. إضافة إلى إطلاق النار العشوائي بعد الحادث الذي
أصاب عددا من الشباب وسكان المنطقة ووفقا للمعلومات التي
رشحت لدينا عن الحادث فان تقصيرا واضحا في الإجراءات
الأمنية شجع على حدوث هذه الكارثة وسوء التدبير الذي بدا
واضحا من خلال تجمع ألاف الشباب على شارع عام دون حماية
جدية كان المفروض ان يدخلوا داخل معسكر محمي يحميهم من
الإرهاب المقيت .
لذا نطالب الحكومة بالعمل السريع لتخطي مثل هذه الأخطاء و
تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقا ثق ومحاسبة المقصرين
وإحالتهم إلى القضاء لنيل عقابهم العادل لما سببوه من
إزهاق لأرواح الشباب .