سعد الغديني / بابل / بنت
الرافدين
تحت شعار نتحد لوقف نزيف
الدم اقامت المنظمة العراقية للدين والديمقراطية وبالتعاون
مع جامعة الحلة للدراسات الإنسانية والعلمية والدينية ورشة
عمل حول المصالحة الوطنية في العراق وعلى قاعة الجامعة
ذاتها . إبتدأت الورشة بمحاضرة لسماحة السيد الأستاذ فرقد
الحسيني القزويني اكد فيها على نبذ كل أشكال العنف
والطائفية والتوجه إلى التوحد ورص الصفوف والإنطلاق من
مبدأ أننا عراقيون ولا فرق بيننا وكلنا أبناء هذا الوطن.
وأضاف القزويني : إذا كانت المصالحة على أساس المناصب
السياسية, فهذه من اختصاص الكيانات السياسية ولا دخل
للشعب العراقي فيها. وإذا قلنا أن المصالحة مع فئات
المجتمع العراقي فليس هناك خلاف بين فئات المجتمع العراقي,
لا دينية ولا قومية. الخلاف نشأ من عملية سياسية لعبت على
أساس المحا صّة القومية والمحاصّة المذهبية التي أدت
بالتالي إلى خلق جو مشحون.. وأرى أن السياسيين العراقيين
عليهم أن يطمئنوا جميع أفراد الشعب العراقي بكافة طوائفه
ومذاهبه وقومياته, يطمئنونهم على أنهم ساسة العراق وقادة
العراقيين . وأن الدستور الجديد يطبق على الجميع..
وأكد ايضا : إذا أردنا أن
نتصالح فعلينا أن نجرد الشرطة والجيش من الفئوية والمذهبية
والقومية, نجرده بحيث نثقف الجندي العراقي والشرطي العراقي
على أنك عراقي تخدم العراق والعراقيين على اختلاف
شرائحهم.. فإذا جردنا هذه القوة الأمنية (والكلام
للقزويني) سنقضي على 90% من الإرهاب, يبقى 10% وهم ٍأصحاب
المنافع الخاصة وأصحاب المصالح التي ضُربت بعد انتهاء
الأنظمة الشمولية, فهؤلاء يكون الزمن كفيل بأن ينتزع من
قلوبهم (صدام الصغير). وأشارإلى أن المصالحة يجب أن تنطلق
من المثقفين, يعني رجل الدين, والمثقف العراقي, عليه أن
يُعلِّم العراقيين مبادئ الديمقراطية وأن يُفهِمَهم
الدستور والإنتخابات لأن المصالحة لا يمكن أن تحدث وتكون
مصالحة منتجة ما دام هناك جهل وهناك مرض عقلي ومرض جسدي.
وبعدها ألقى الشيخ ستار السراي محاضرة عن نظرة القانون في
المصالحة الوطنية وتجربة دولة (رواندا) حيث أكد على أن
المشرع العراقي يعمل من أجل الوصول إلى مبدأ الصلح بين
الأطراف المتنازعة من أجل حقن الدماء وكذلك إنهاء حالات
التباغض والتباعد بين أطراف المجتمع العراقي مشيراً إلى أن
التجربة الرواندية في المصالحة الوطنية التي تبنتها هذه
الدولة من أجل إيقاف حالات العنف والإقتتال التي شهدتها
وكيف استطاعت هذه الدولة النامية من التغلب على مصاعبها,
وقال أن هذا الأمر يدعونا إلى ان نستفاد من هذه التجربة
لكوننا نملك كل الطاقات والسبل التي لا توجد عند راوندا.
من جانبه اكد الشيخ رفيق الكعبي رئيس المنظمة ان الهدف من
اقامة هذه الورش هو للتثقيف حول اهمية المصالحة
الوطنية وخصوصاً الظرف الذي نعيشه والذي يشهد حالات من
العنف والاقتتال مشيراً الى ان لطلبة العلوم الدينية الدور
الاكبر في هذا الامر لما لهم من تاثير كبير وواضح في صفوف
المجتمع العراقي .