كلمة
رئيس مجلس النواب في مؤتمر المرأة حول المصالحة
الوطنية
احمد الطائي / بنت
الرافدين
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن
تبعه باحسان الى يوم الدين
ممثل دولة رئيس
الوزراء
معالي وزيرة
الدولة لشؤون المرأة
الاخوات المشاركات
الحضور الكريم
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته،
يطيب لي في البدء
ان اثمن عاليا جهود وزارة المرأة في تنظيم وعقد
هذا المؤتمر الذي نتمنى له النجاح في تحقيق اهدافه
باعتباره احد حلقات استكمال نجاح مشروع المصالحة
الوطنية كما اعرب عن دعواتي للقائمين على المؤتمر
والمشاركين فيه بالسداد والتوفيق ومواصلة النهج
الوطني خدمة لبلدنا وابناء شعبنا العزيز.
ايتها السيدات،
تعلمن جيدا طبيعة
المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها العراق
والتي تقتضي من جميع شرائح ومكونات الشعب العراقي
التكاتف والتماسك والتحلي باعلى درجات المسؤولية
والوعي والانضباط لتجاوز الظروف الصعبة والمعقدة
التي تمر بها
بلادنا وتهدد
حاضرها ومستقبلها. وعلى الرغم من سوء الاوضاع التي
يعاني منها شعبنا في كل المستويات لا سيما في
الجانب الامني الذي يمثل التحدي الابرز والاهم
الذي يواجهنا الا ان امكانية التصحيح ومعالجة
الاخطاء والسلبيات والانتقال الى مرحلة البناء
والاعمار وتحقيق تطلعاتنا في حياة امنة مرفهة
كريمة ماتزال قائمة وفي متناول ايدينا.
الاخوات
الكريمات،
قادت سياسات
واخطاء الانظمة السياسية التي تعاقبت على حكم
العراق خلال تأريخه الحديث وافتقارها الى الرؤيا
والاهداف الوطنية المشتركة المعبرة عن تطلعات جميع
اطياف الشعب العراقي ولجوءها الى الاستبداد وكبت
الحريات والاستحواذ على الثروات وتغييب سيادة
القانون ومؤسسات الدولة الى ضعف الروح الوطنية
وتعدد الولاءات والاحساس بالظلم الاجتماعي وانتشار
مشاعر الكراهية والحقد وانعدام الثقة بين
العراقيين. ومع غياب سلطة الدولة اثر زوال النظام
السابق، تجلت نتائج التراكمات الاجتماعية
والسياسية والاقتصادية والدينية والعرقية السلبية
للمراحل السابقة في المشهد السياسي العراقي الحالي
متمثلة بالاحتقان والتوتر الطائفي والديني والقومي
وعمليات القتل الجماعية الوحشية والتصفيات الجسدية
والاعدامات التي تنفذها فرق الموت الجوالة لهذه
الجهة او تلك. ويحاول اعداء الشعب العراقي
والارهابيون استثمار هذه الاوضاع بتغذيتها بوسائل
شتى ومنها ما يتكرر بين فترة واخرى باستهداف
المساجد والحسينيات والرموز الدينية والمقدسات
والقتل على الهوية لاثارة فتنة طائفية وتأجيج
المشاعر والعواطف الدينية والمذهبية لجر البلاد
الى حرب اهلية لن ينجو منها احد لو وقعت لاقدر
الله بما في ذلك دول الجوار والمنطقة عموما.
ايتها الفاضلات،
في ظل الاوضاع
السياسية والامنية التي يعيشها العراق حاليا، يبرز
مشروع المصالحة الوطنية كضرورة وحاجة وطنية ينبغي
تفعيله وتوفير اسباب نجاحه باعتباره الطريق الامثل
والانسب لمعالجة المشاكل التي يعاني منها ابناء
شعبنا الابي وتحقيق الاستقرار لبلادنا. وكثيرة هي
الدول والمجتمعات التي مرت عبر مراحل تأريخها
بظروف مشابهة لما يمر به بلدنا العزيز في الوقت
الراهن وربما اكثر صعوبة وتعقيدا وكان للحوار
وتبادل الاراء والتواصل بين مختلف شرائح ومكونات
المجتمع وتعزيز الثقة بين ابناءه والتجاوز عن
اخطاء الماضي والتركيز على المستقبل هو الطريق
لاستعادة الاستقرار وبناء الانسان والبلاد ولنتذكر
سوية تأريخ الشعوب الاوربية والغربية عموما المليء
بالحروب والقتل والدمار وكيف استطاعت اوربا ان
تنفض عن نفسها غبار الحرب العالمية الثانية
وتتجاوز مخلفاتها وخلافاتها لتظهر للعالم كقوة
موحدة. والامثلة على ذلك كثيرة جدا بكثرة الحروب
والصراعات بين ابناء البلد الواحد واتباع الدين بل
المذهب الواحد كتجربة جنوب افريقيا ولبنان
والجزائر وايرلندا الشمالية ومبادرة الحكومة
الاسبانية مؤخرا للحوار مع حركة ايتا الانفصالية
لتحقيق السلام معها ولا ننسى تجربة ابناء شعبنا
الحبيب في اقليم كردستان عندما تناسوا جميع
الاحقاد وتساموا باخوتهم فوق مخلفات المراحل
السابقة من اجل استقرار وتطور ورفاهية شعب
كردستان. ولنتأمل كثيرا في الموقف الانساني
الخالد لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه واله وسلم
بالعفو عن اهل مكة عندما اتاها فاتحا بالقول
(اذهبوا فانتم الطلقاء).
الاخوات العزيزات،
ان دوركن كبير
ومهم في استباب الاوضاع في وطننا والمشاركة في
اعماره سواء من خلال دعمكن لمشروع المصالحة
والمساهمة في انجاحه او من خلال عملكن في مجلس
النواب او غيرها من مجالات الحياة. ودوركن هذا
نابع من حجمكن وتأثيركن داخل المجتمع، ولسنا هنا
بصدد الحديث عن اقرار حقوقكن او تحديد حجم
المسؤولية المناطة بكن، فهذه مسألة اصبحت من
المسلمات التي اكدنا عليها مرارا في بداية تسلمنا
لرئاسة مجلس النواب. ويحق لنا التأكيد على ضرورة
ادلاءكن باراءكن وابداء ملاحظاتكن واهمية مساهمتكن
الفاعلة في رسم وتوجيه مسار المصالحة والحوار
الوطني، فانتن الام والزوجة والاخت والبنت
والمربية والاستاذة والزميلة في العمل، وعين
السداد والصواب قول الشاعر (( الام مدرسة اذا
اعددتها، اعددت شعبا طيب الاعراق)). ان المسؤولية
الوطنية والاخلاقية تفرض على جميع شرائح ومكونات
واطياف الشعب العراقي المساهمة الفاعلة والجادة
لانجاح مشروع المصالحة والحوار الوطني واعتماد
اعلى درجات الصراحة في تشخيص مكامن الخلل وطرح
الملاحظات كي تصح المعالجات ونتمكن من تضييق مساحة
الخلاف والتباين في وجهات النظر وسد الثغرات التي
يحاول اعداءنا النفاد منها لعرقلة مسيرتنا نحو
بناء مجتمعنا الديمقراطي، ونستطيع توسيع المشتركات
بيننا وخلق التصورات الموحدة لطبيعة ونوعية
الاهداف والقيم التي ينبغي للجميع التحرك نحوها
لضمان مستقبل بلادنا واطفالنا.
اخواتي،
لايسعنا امام هذا
الاصرار والجدية التي نلمسها من مختلف القيادات
والقوى السياسية والشرائح والمكونات العراقية في
التعامل مع مبادرة المصالحة والحوار الوطني وتهيأة
المناخ الايجابي لنجاحها الا التفاؤل بمستقبل
بلدنا والثقة بقدرتنا على تجاوز المرحلة الحرجة
التي نمر بها وتحقيق امال جميع ابناء شعبنا. ادعو
الله تعالى لكن ولمؤتمركن المبارك هذا السداد
والنجاح ولبلدنا الاستقرار والامان ولشعبنا الحبيب
الابي الازدهار والرفاهية.
((ربنا اتنا من
لدنك رحمة وهيىء لنا من امرنا رشدا))
صدق الله العظيم
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
د. محمود المشهداني
رئيس مجلس النواب
19-9-2006