نظمت وزارة
شؤون المرأة مؤتمراً اليوم الثلاثاء 19-9-2006
تحت شعار (المرأة بالمحبة تبني و بالمصالحة
تعمّر)، و قد ألقت مستشارة رئيس الجمهورية
لشؤون المرأة سلمى جبّو، كلمة رئيس الجمهورية
في المؤتمر، و التي أكد فيها إن المرأة بطبعها
و طبيعتها، رافضة للعنف و الغلو، حاضنة لأفكار
المحبة و التسامح، فيما يلي نص الكلمة:
"أيتها
السيدات أيها السادة
السلام عليكم
و رحمة الله و بركاته
يسرني أن احيي
مؤتمركم الذي ينعقد في ظرف حساس تمر به
بلادنا، و يقتضي تظافر جهود الخيرين جميعاً،
من اجل تحقيق الأمن و بلوغ الاستقرار و إعادة
الاعمار و التطلع نحو مجتمع المساواة و
العدالة و الرفاهية.
أيتها السيدات الفاضلات أيها السادة الأفاضل
لقد لعبت
النساء دوراً متميزاً عبر تاريخ العراق منذ
العصور القديمة و حتى يومنا هذا.
و هي اجترحت
مآثر كبرى خلال التاريخ المعاصر بدءاً من ثورة
العشرين و مروراً بكل عهود الكفاح من اجل
الانعتاق الكامل و مقارعة الأنظمة الاستبدادية
و الدكتاتورية. و بعد سقوط نظام الطغيان أتيحت
أمام المرأة العراقية آفاق واسعة و منحت
حقوقاً كانت محجوبة عنها، و غدت مشاركة فعالة
في هيئات السلطة من برلمان و حكومة و إدارات،
و لها حضور كثيف و واسع في الإعلام و منظمات
المجتمع المدني، ناهيك عن الحقول التي كانت
المرأة دوماً رائدة فيها مثل التعليم و الطب و
الأبحاث و غيرها. بيد أن الحق الأول للمرأة،
كما لكل إنسان، و هو حق الحياة ما زال مهدداً
بفعل الإرهاب و عمليات العنف المستمرة و القتل
العشوائي، و بسبب استمرار الاحتقان الطائفي, و
للخروج من دوامة العنف لا بد من التقيد
بالمبادئ العملية النبيلة التي تضمنها مشروع
المصالحة الوطنية الطامح إلى تجاوز الضغائن و
الاتفاق على الثوابت الوطنية المشتركة التي
يقوم عليها العراق الديمقراطي الاتحادي
التعددي. و إن نجاح مشروع المصالحة سوف يهيئ
إمكانات تحقيق السيادة الكاملة للعراق ما يلغي
الحاجة إلى وجود القوات متعددة الجنسيات. و
تلك هي الأرضية التي تتسارع فوقها عملية
الاعمار و بناء مجتمع الازدهار و الرفاهية. و
إن للمرأة دوراً مهماً في ذلك كله، و هي
بطبعها و طبيعتها، رافضة للعنف و الغلو، حاضنة
لأفكار المحبة و التسامح. و لكي تؤدي المرأة
رسالتها يجب أن تزال من أمامها كل العوائق و
تفتح كل الأبواب لكي تمارس دورها المتكافئ
بالكامل مع الرجل في جميع الميادين. أتمنى
لمؤتمركم النجاح و التوفيق في أداء مهمته
النبيلة، و لنساء العراق موفور الصحة و
السعادة و الجمال.
جلال طالباني
رئيس جمهورية
العراق