أجرت فضائية "الحرة"، يوم
27-9- 2006 ، حوارا مع رئيس
الجمهورية جلال طالباني، خلال
فترة تواجد فخامته في
الولايات المتحدة الأميركية،
وقد تسلمت بنت الرافدين نسخة
عن هذا الحوار من المكتب
الصحفي لرئاسة الجمهورية و
فيما يلي نصه:
*الرئيس جلال طالباني، لا أرى
هناك حاجة للتقديم أو التعريف
، الكل يعرفك ، أريد أن ابدأ
من الزيارة الحالية، أتذكر
خلال العام الماضي عندما جئتم
بزيارة مشابهة لحضور اجتماعات
الأمم المتحدة كان هناك توتر
و اخذ و رد بين رئيس الوزراء
و رئيس الجمهورية في العراق
وهذا العام يبدو الأمر مرّ
بهدوء تام وحضرتك حضرت.
- بالعكس هذه المرة كان هناك
خلاف أيضا لأنني كنت أصر أن
يأتي رئيس الوزراء ليلقي كلمة
العراق و هو كان يصر على أن
اذهب أنا لنيويورك
* هل الأمور الآن تسير مع
رئيس الوزراء بصورة أكثر
سلاسة من الماضي؟
- أود أن أجيب على سؤالك بشكل
أخر، علاقتي ممتازة مع الأخ
رئيس الوزراء (نوري المالكي)
وأنا أيدت ترشيحه بقوة وأيدت
اختياره لرئاسة الوزراء بقوة
وأؤيده الآن في سعيه لقيادة
الحكومة ولتحقيق أهدافه.
علاقتي جيدة جداً معه وليست
هناك بيننا أية مشكلة، بل على
العكس أنا اعتقد ان علاقتي مع
الأخ الأستاذ نوري المالكي
لعلها أحسن من علاقته ببعض
أخوته في أطراف الائتلاف
العراقي الموحد.
*ما الذي تحقق في حكومة
المالكي ولم يتحقق سابقاً في
الحكومة السابقة؟
- أرجو ان تعفيني من هذه
المقارنة، لإانني لا أود ان
أقارن بين حكومة المالكي، لقد
حقق الأخ المالكي أولا حكومة
وحدة وطنية وهذا انجاز كبير و
هو خطوة كبيرة على طريق
المصالحة الوطنية.و ثانياً
فانه بدأ فعلاً بفرض القانون
أينما أمكن ذلك وحقق
الاستقرار في منطقة البصرة،
فقد ذهب هناك بنفسه و قام بحل
مشكلة البصرة التي كانت مشكلة
يصعب حلها كما انها كانت تهدد
لمخاطر عديدة، فهذا انجاز
كبير يحسب له.
وكذلك فان المالكي قام بإطلاق
الأموال المقررة لمساعدة
المحافظات بحيث انها الآن
تستطيع الاستفادة من هذه
الأموال لانجاز مشاريع
التنمية والتقدم في المنطقة،
و قام كذلك بتشكيل لجنة
لتطبيع الأوضاع في كركوك التي
هي أيضا مشكلة مهمة وخصص لها
(200) مليون دولار لانجاز
مهامها، ثم قام بزيارة دولية
ناجحة جداً إلى الولايات
المتحدة الأميركية وزيارة
عربية ناجحة إلى المملكة
العربية السعودية الشقيقة
والى الخليج والكويت و قد
حقق، في مجمل هذه الزيارات،
انجازات كبيرة، ثم قام بزيارة
ناجحة إلى إيران و أيضا حقق
نتائج ملموسة جيدة انعكست على
الوضع في البلاد. كما الأخ
المالكي مستمر في إدارة
الأمور اليومية للحكومة
بنجاح. و أحب أن أشير إلى
فضيلة أخرى للمالكي و أود أن
أسجلها أمام الجميع، و هي
المالكي يؤمن بالقيادة
الجماعية فهو دائماً يشارك في
اجتماعات المجلس السياسي
للأمن الوطني و قد قام بعرض
حتى خطابه في الأمم المتحدة
على هذا المجلس، و حتى نداءه
للمصالحة، عدا البيان
الوزاري، كلها طرحت على
المجلس السياسي للأمن الوطني
و اقر هناك بعد أن أجري بعض
التعديل و التبديل والتغيير،
ثم انه يطلب مراراً مني أن
أدعو لاجتماع الرئاسات التي
ليست لها أي صيغة قانونية لكن
حرصه على التشاور مع جميع
الإخوة المسؤولين يدفعه إلى
أن يطلب مني أن أدعو إلى
اجتماع الرئاسات الثلاث
للتشاور و للتباحث و تلك هي،
في الحقيقة، فضيلة منه
يلاحظها الجميع، وكذلك فإن
أفكاره واضحة فيما يتعلق بفرض
القانون، موضوع الميلشيات
والقضايا المطروحة في العراق،
و في الواقع فإنه يبذل جهوداً
حثيثة لإرضاء إخوتنا العرب
السنة وللتعاون والتشاور معهم
في جميع القضايا.
*هل تعتقد أن حكومة الوحدة
الوطنية كانت انجازاَ؟ كيف
تركت تأثيرها؟
- اعتبر حكومة الوحدة الوطنية
انجازاً كبيراًَ، لماذا ؟
لأنه إذا تتذكرون في البداية
كان إخوتنا العرب السنة قد
قاطعوا الانتخابات، ثم بعد
ذلك اقتنعوا بالمشاركة في
الانتخابات، وعندما أجريت
الانتخابات كانت لهم اعتراضات
حتى جاءت هيئة دولية و أقرت
النتيجة وكلنا قبلنا بقرارات
هذه الهيئة الدولية، وبعد
الاشتراك في البرلمان كان
هنالك قطيعة استمرت لفترة من
الزمن لغاية ان تم جمعهم و
بذلنا جهوداً كثيرة للجمع بين
التوافق و الائتلاف و التحالف
الكردستاني والعراقية، حينئذ
بدأنا نتشاور في موضوع
الاتفاق على البيان السياسي،
و الاتفاق على تشكيل المجلس
السياسي للأمن الوطني، و
الاتفاق على تشكيل لجنة الأمن
الداخلية، الاتفاق على
المصالحة الوطنية و على
القيادة المشتركة للأعضاء. إن
هذه الحكومة قد تشكلت و تم
تمثيل الكتل النيابية الأربع
فيها، كما أنني بذلت جهود مع
كتلة السيد صالح المطلك
للاشتراك ولكن شروطهم كانت
غير ممكنة التحقيق آنذاك و
الا تجد الآن في الحكومة
ممثلي جميع الأطراف الممثلة
في البرلمان وبالتالي هذه
الحكومة هي حكومة وحدة وطنية
واضحة المعالم، واعتقد أن هذه
الحكومة تحظى بدعم أكثرية
كبيرة في البرلمان.
*الا تعتقد ان حكومة وحدة
وطنية تعرقل وتبطئ كثيراً من
سرعة القرارات بحيث أن كل
قرار الآن يخضع للتجاذبات
والأخذ والرد و انسحابات من
البرلمان من قبل هذه الكتلة
أو تلك ثم إما أن يصدر القرار
متعثراً أو لا يصدر ، هل
سياسياً يمكن ان يسرع من عمل
الحكومة؟
- ان يحسّن من عمل الحكومة
وان يبرز الاتفاق العراقي ،
فهنا قد لا تكون العجلة من
الأمور المستحبة، لكن إنضاج
القضايا وطرح المعالجات
الناضجة الممكن تحقيقها و
المتفق عليها من قبل الجميع
هي خير للعراق في هذه الظروف
من قرارات سريعة، و انا اعتقد
ان السيد المالكي لا يتوقف
كثيراً على القرارات عندما
يتطلب الموقف ان يتخذ قرارات
جريئة و يتشاور مع الجميع وثم
يقبل بمن قبل و يسير إلى
الأمام في هذا الموضوع. و
بالعودة إلى موضوع حكومة
الوحدة الوطنية، أقول إن
طبيعة الأمور هكذا في
الحكومات الائتلافية في
العالم ، ففي جميع الحكومات
الائتلافية فإن تبادل الآراء
والتوافق بين الكتل المؤتلفة
مطلوب ، و هذه ليست ظاهرة
عراقية فقط فهي موجودة في كل
أنحاء العالم، لكن هناك نقطة
أود أن أشير إليها وهي ان
العراق يمر بفترة خاصة و حرجة
، نحن نمر بفترة بناء دولة
على أنقاض دكتاتورية تركت
الخراب في العراق. كما إن هذه
المرحلة تتطلب التوافق الوطني
والتوافق الوطني يتطلب
النقاش، ثم ان من مظاهر
الديمقراطية ان يكون هناك
آراء مختلفة، فنحن في العراق
لم نتعود على الديمقراطية،
حيث ترى في البرلمان حدوث
مناقشات وانسحابات وهذه
المسائل طبيعية تحدث في كل
برلمانات الديمقراطية الحرة
لكن أنا اعتقد انه في الظروف
الحالية وفي المرحلة الحالية
هي الحل الأنسب والأنجع.
تحدثنا
عن انعكاس حكومة الوحدة
الوطنية و دخول الجميع في
العملية السياسية على الوضع
الأمني ، فالكل كان يقول إذا
دخل الجميع سيتحسن الوضع
الأمني وستزول الحجج والذرائع
، و لكن الذي حدث هو ان
الجميع دخل في العملية
السياسية والوضع الأمني كما
هو، إذا لم يكن قد سار نحو
الأسوأ .
- اولاً أود أن اعلق على شيء،
و هو إن مجرد اجتماع الجميع
في حكومة وحدة وطنية قد خلق
أرضية لمباحثات بين المعارضة
العراقية المسلحة، التي هي
معارضة عراقية أصيلة و في بعض
الأحيان تسمى بالمقاومة
الوطنية، و بين الحكومة
العراقية ، ثانياً : ان
الإرهابيين هم ليسوا كلهم
عراقيون حتى يتأثروا بدخول
الجميع في الحكومة، فالقاعدة
هي منظمة إرهابية عالمية
مصممة على معاداة شعب العراق،
و القاعدة كفّرت الشيعة وقالت
إنهم كلهم روافض وخونت الكرد
وقالت إنهم كلهم خونة وقالت
إن العرب السنة الذين لا
يقبلون بآرائهم مرتدون وهي
تعادي المسيحيين أيضا، لذلك
فإن إرهابيي القاعدة يواصلون
العمل مهما كانت تركيبة
الحكومة ، حتى وصل بهم الى حد
ادرجوا الحزب الاسلامي
المرتدين، وقالوا حزب طارق
الهاشمي أيضا مرتد... ، نقطة
أخرى وهي ان الجماعة الصدامية
لا تتأثر أيضا لأنها لم تشارك
في الحكومة الحالية لكن هنالك
مناخا جيدا لمشاركة هؤلاء،
فهناك دعوات صريحة بهذا
الشأن، و على سبيل المثال تلك
التي دعا خلالها الأستاذ طارق
الهاشمي نائب رئيس الجمهورية
الذين سماهم بالمقاومة بان
يتبدلوا ويفهموا الوضع الجديد
و هناك استجابات وهنالك
العديد من المنظمات المسلحة
تجري مفاوضات مع رئيس الوزراء
ومعي ومع السفير الأمريكي
الصديق خليل زاد.
* ما فائدة الحديث عن
المصالحة مع هذه المجموعات
وخاصة و انكم قد ذكرتم أن
القاعدة أساسا ترفض الكل؟
- نعم لهذه المحادثات فائدة
كبيرة ، أولا إذا هدأت
المناطق التي تعمل فيها هذه
الجماعات العراقية المسلحة
فبإمكاننا أن نتفرغ إلى العمل
ضد القاعدة، والقاعدة أصبحت
مكروهة ومنبوذة من قبل الشعب
و هناك استعدادات الآن من أهل
المناطق التي تمارس فيها
القاعدة نشاطاتها للقيام
بالعمل ضدها ، على سبيل
المثال، لابد انك سمعت ان
رؤساء العشائر في منطقة
الانبار اجتمعوا وقرروا تشكيل
وحدة بينهم لمقاتلة
الإرهابيين وهنالك العديد من
المناطق عندما يتم التفاهم مع
المعارضة العراقية المسلحة
الأصيلة، فاعتقد إن مهمة
القضاء على الإرهابيين
التابعين للقاعدة تكون مهمة
سهلة ونستطيع انجازها بسرعة،
نقطة أخرى مهمة أود الاشارة
إلها و هي إذا كنا نلاحظ ان
الأعمال الإرهابية تقلصت في
العديد من المناطق خاصة ضد
قوات التحالف، و الآن الذي
يجري في العراق هو نوعان من
الهجمات:
الأول يتمثل بالسيارات
المفخخة و بالانتحاريين الذين
هم عادة من جماعة القاعدة
وليسوا من الجماعات العراقية.
* لكن هناك عراقيين بينهم؟
- ولكن يجب ان نعلم ان
القاعدة منظمة إرهابية
عالمية. رئيسهم سعودي ونائبه
مصري فريق بينهم عراقيون أيضا
وغيرهم لكن كمنظمة هي منظمة
القاعدة بينما المنظمات
العراقية المسلحة لا ترتكب
هذه الجرائم أما النقطة
الثانية فهي ، الاقتتال بين
العراقيين من المتطرفين السنة
ضد المتطرفين الشيعة وبالعكس.
شيء آخر أود أن يفهمه الجميع،
فاذا نظرنا إلى نسبة
العمليات، نرى انها تقلصت،
فبغداد مثلاً كانت قبل أشهر
عديدة تشهد يومياً بين 10 إلى
14 سيارة مفخخة ، أما الآن
فإنها تشهد بين 1-3 أو 4 .
نقطة أخرى أود الاشارة إليها
أيضا و هي إن عدد القتلى في
الأشهر الأخيرة كان يصل و
يتجاوز (1000) شخص في الشهر
الواحد، أما الآن فهو اقل من
ذلك.
* الان كل يوم هناك مئة قتيل؟
- لا ،لا القتل ليس بين
العراقيين. انا اريد ان أميز
بين الذين يقتلون بالسيارات
المفخخة والانفجارات، و بين
الذين يقتلون من قبل
العراقيين. لقد تناقص هذا
العدد أيضا و هذا يدل على ان
حكومة الوحدة الوطنية كانت
لها أثرها الخاص على الجميع و
قد أسهمت فيه وان هناك
استعدادات الآن من جماعات
سنية، اشتركت في الحكومة
العراقية، ان تقود عمليات
تطهير المناطق العربية السنية
من الإرهابيين وهذا تقدم بحد
ذاته.
* في مقابلة سابقة مع الحرة
تفضلت بان هناك سياسيين من
يعمل ضمن العملية السياسية
نهاراَ وعند المساء يعمل مع
الإرهابيين ، هل ما زال هؤلاء
على نفس نهجهم؟
- بعضهم نعم، أنا استندت في
قولي آنذاك الى شعر الجواهري
وهو:
يلغ الدماء مع الوحوش نهاره
ويعود في الليل تقياً راهبا
* هل هؤلاء يستخدمون العمليات
المسلحة والعنف كورقة ضغط؟
- بعضهم وليس كلهم، بعضهم
مازال يلعب لعبة ساق في
المعارضة و ساق أخرى في
العملية الديمقراطية ولهم
علاقات مع العناصر المعارضة
المقاتلة ومع الخارج أيضا.
* هل تعتقد أنهم يسعون وراء
ذلك إلى مكاسب من خلال الضغط،
أم أنهم دخلوا العملية
السياسية لتخريبها من الداخل
كما يرى الكثيرون؟
- الأمران معاً ، من جهة
لتخريب العملية السياسية من
الداخل وعرقلتها وخلق مشاكل،
ومن جهة ثانية أنهم يجاهرون
بالقول و علناً أنهم يريدون
عودة البعث ويريدون عودة
الجيش العراقي يريدون مسائل
معينة فلهم هدفان، ولكن الذي
أريد أن أقوله أنهم لن ينجحوا
في تحقيق الهدفين.
*هناك حديث من الذين يدعون
إلى إعادة صدام أو حزب البعث
، أصوات عشائرية وسياسية
وغيرهم داخل العراق تخرج
وتطالب بذلك، بماذا يستقوي
هؤلاء؟
- أولا لو نقارن ذلك مع مجموع
الشعب العراقي فليس هؤلاء
بكثيرين بل هم أقلية من
العناصر المستفيدة من النظام
الدكتاتوري السابق وهذه
الأقلية منبوذة ، مثلاً سمعنا
بوجود تظاهرة شارك فيها
(500-600) شخص، و هذا العدد
لا يقاس بالنسبة لملايين
العراقيين الذين يخرجون في
التظاهرات ويطالبون بإعدام
صدام حسين، و أنا اعتقد أن
الأكثرية الساحقة من الشعب
العراقي تكره النظام القديم
وحزب البعث القديم وحتى هم لا
يفكرون الآن بنفس الطريقة
القديمة ويريدون ان يظهروا
بشكل جديد ، هنالك بعض
العشائر كما ان هناك بعض
القوى المرتبطة ومازالت
مرتبطة و تتلقى دعماً مالياً
من بقايا نظام صدام حسين تقوم
بهذه العمليات مستفيدة من
الديمقراطية الواسعة الموجودة
في العراق ومن عدم تطبيق
قانون مكافحة الإرهاب، أنا
اعتقد ان ذلك يجري في نطاق
ضيق، بالعكس ان أكثرية الشعب
العراقي الآن تطالب بإسراع
إنهاء محاكمة صدام حسين
وإنزال عقوبة العدالة بحقه.
*ما رأيك بطريقة سير محاكمة
صدام؟
- طريقة سير المحاكمة ، لنكن
صريحين نحن جيل جديد من
الحكام و القضاة كنا في
المعارضة تعودنا على نقض
القوانين ، الآن جئنا نطبق
القوانين، المحاكم أيضا
مستقلة في العراق و خلال
المرحلتين الأولى والثانية
اعتقد ان المحكمة سارت بشكل
جيد جداً وفي المرحلة الأخيرة
حدث ما هو نقض من قبل القاضي
لمبدأ أساسي وهو مبدأ الحياد
فانه، حسب القانون، إذا خرج
القاضي عن الحياد و ادلى
بتصريح ايجابي أو سلبي أثناء
المحاكمة يجب تنحيته فوراً
وهذا ما حدث في العراق ، أنا
اعتقد ان سير المحكمة عادلا و
مفتوحا وهذه ثاني محكمة، بعد
محكمة المرحوم (المهداوي)، في
العراق تجري بهذه الصورة ،
محاكمة المتهمين وصدام حسين
في العلن و يظهر للدفاع عن
نفسه بكل حرية ويخطب و يعرض
ويلقي الخطاب السياسي، أود أن
أقول ان الحاكم يقول إن صدام
في لقائه الخاص هو ليس كذلك،
بل على العكس، ولكن بسبب وجود
الكاميرا يقوم بذلك.
* تدور أحاديث عن خطط
للانقلاب في العراق حيث تقول
الأنباء ان رئيس إحدى الكتل
المشاركة في الحكم يعمل لهذا
الغرض ، هل تعتقد ان هناك
فعلاً نية أو إمكانية
للانقلاب العسكري؟
- أولا ليست هنالك أية
إمكانية و لا اعتقد بأنه
هنالك نية و لا اعتقد إن
السياسيين و أنا اعرف ما
تقصده من الكتل وهم ليسوا
بهذه السذاجة بان يفكروا
بوجود كل هذه القوات الضخمة
للأمريكان و وجود الجيش
العراقي لا يقبل بالانقلاب،
ان يفكر بعض الناس بالانقلاب
، أولا ان القائد العام
للقوات المسلحة هو الرئيس
نوري المالكي ، و قائد القوات
العراقية هو بابكر زيباري
والذي هو كردي و لا يمكن أن
يشترك في أي انقلاب ضد
الحكومة الحالية ، قادة الجيش
وزير الدفاع رجل عراقي أصيل
وتعذب في العهد الصدامي و سجن
وهو موال للنظام الجديد وحريص
على تطويره وتقدمه ، كما ان
وحدات الجيش العراقي هي وحدات
وطنية مخلصة للبلاد لا يمكن
دفعها إلى الانقلاب أبدا لذلك
أنا اعتقد ان هذه فكرة ساذجة
و دعاية مغرضة.
* لكن الحديث يدور حول ان هذه
الخطوة ستكون إنقاذا للوضع
الحالي وليست انقلاباً على
العملية السياسية؟
- كيف نصفها بالإنقاذ إذ ان
حكومة الرجل القوي
(الدكتاتورية) ستصطدم بمحاربة
الشيعة والكرد والديمقراطيين
والتقدميين وستكون حكومة
معزولة و منبوذة و مكروهة
تسقط خلال أيام، فكيف يمكن أن
تأتي حكومة على خلاف إرادة
الأكثرية البرلمانية وأكثرية
الشعب العراقي وانا اعتقد ان
هذه الحكومة الحالية هي حكومة
الإنقاذ الوطني كما انها
حكومة الوحدة الوطنية التي
تستطيع ان تحقق الأهداف ، أما
أي حكومة أخرى فبالأصل لا
تستطيع ان تلقى عدداً من
الوزراء يشاركون معها في
حكومة غير هذه الحكومة، حكومة
الوحدة الوطنية القائمة
حالياً فالعراق الجديد ليس
كالسابق ليس هنالك بلد مستقر
يأتي بعض الضباط يقومون
بالانقلاب ، انا اعتقد ان عصر
الانقلاب قد ولى إلى الأبد في
العراق.
* وهل هو بمثابة ضغط على
الحكومة العراقية لدفعها الى
المزيد من الصرامة؟
- انا اعتقد ان الحكومة
العراقية لديها ما يكفي من
الصرامة يا إخوان، يعني السيد
المالكي رجل مؤدب و رجل نجيب
ولكن لا تنقصه الصرامة والحزم
عندما يكون ذلك ضرورياً ولكن
المشكلة هي ان السيد المالكي
هو صاحب نداء المصالحة
الوطنية و خلال العمل من اجل
المصالحة الوطنية لابد ان
يراعي مجموعة مسائل مثلاً
يخالف احدهم إذا قام هو
باعتقاله، و هذا يعرقل عملية
المصالحة الوطنية، لذلك هو
يغض النظر على الكثير من
المسائل الآن في فترة
المصالحة الوطنية إلى ان
تتحقق المصالحة أو تقطع
المصالحة الوطنية خطوات جدية
إلى الأمام وحينئذ لن يتساهل
مع احد لكن هذا التساهل مقر
ومصادق عليه من المجلس
السياسي للأمن الوطني. انا من
الناس الذين يؤيدون خطواته
هذه لأنه كمثل أحيانا يأتي
رجل دين يدلي بتصريحات نارية
يخالف القوانين وهو ممكن
تقديمه للمحكمة وفقاً لقانون
مكافحة الإرهاب ،السيد
المالكي ليس ضعيفاً إنما
تقديراً للموقف فانه يجب
العمل عليه العمل من اجل
إنجاح المصالحة الوطنية فهو
يغض النظر عن اتخاذ هذه
الإجراءات وهذا لا يؤدي إلى
تمادي هؤلاء حيث نحن إذا
قطعنا خطوات إلى الأمام نحو
المصالحة الوطنية آنئذ تكون
لدينا أرضية صالحة لاتخاذ اشد
الإجراءات ضد كل من يعرقل
الوضع. نحن وضعنا أمامنا
خارطة طريق و أهم شيء هو
تحقيق المصالحة الوطنية،
المصالحة الوطنية تحتاج إلى
خطة شاملة سياسية، إعلامية،
اقتصادية، أمنية...الخ و من
اجل إنجاح خطة المصالحة
الوطنية نغض الطرف أحيانا عن
بعض المسائل، ولكن هذا ليس
ضعفا بل هذا شعور بالمسؤولية
من اجل إنجاح المصالحة
الوطنية لأنه إذا نجحت
المصالحة الوطنية فعندها
ستتوفر أرضية جيدة وممتازة
لفرض حكم القانون على اكبر
شخص أو هيئة في العراق.
*ألا تعتقد ان مفهوم المصالحة
الوطنية المطروحة غائم بعض
الشيء وغير محدد المعالم ؟
- كلا، فالخطة واضحة ورئيس
الوزراء في خطاب واضح وصريح
حدد معالم المصالحة وهنالك
هيئة عليا تعمل لذلك وهناك
اجتماعات تعقد، و تم عقد
اجتماع لرؤساء العشائر كما تم
عقد اجتماع لمندوبي منظمات
المجتمع المدني و سيعقد
اجتماع للأحزاب السياسية ثم
يعقد اجتماع لرجال الدين كل
ذلك لأجل توضيح الموضوع بشكل
أحسن.
*في كلمتك أمام الجمعية
العامة للأمم المتحدة دعوت
بشكل واضح دول الجوار إلى
التوقف عن الاحتفاء بالأعمال
الإرهابية داخل العراق، فهل
مازالت الدول المجاورة تتدخل
بنفس القوة ومن هذه الدول ؟
-ليست بنفس القوة، ولكن
مازالت أحيانا تتدخل ومازالت
هناك أحيانا محاولة الاحتفاء،
مثلا تمجيدهم بوصفهم المقاومة
الوطنية العراقية بالبطلة إلى
غير ذلك، هذا احتفاء بهم، نحن
نريد من دول الجوار موقفا
سياسيا واضحا، هل هم يؤيدون
النظام الديمقراطي المنتخب من
قبل الشعب العراقي ؟ هل
يؤيدون إرادة الشعب العراقي
المعبر عنها في البرلمان وفي
الحكومة ؟ أم لهم مواقف
معادية، نحن لا نهتم بما يقال
بإجراءات أمنية ووضع عدد من
المخافر على الحدود وغيره،
نحن نهتم بالموقف السياسي
الواضح المؤيد للشعب العراقي،
إذا اتخذت دول الجوار موقفا
سياسيا واضحا مؤيدا للشعب
العراقي حينئذ نطلب منها ان
تتخذ قرارات ضد الذين يحتمون
بهم، هنالك قادة من حزب البعث
الحاكم هاربون إلى بعض
البلدان، هنالك إرهابيون
يأتون من هذه المناطق، هنالك
تشجيع، نحن لدينا وثائق
كبيرة، أنا معي الآن (حتى إذا
اقتضى النقاش مع الإخوان)
حقيبة مليئة بالوثائق عن
التدخل لكن نحن هدفنا الآن ان
لا نكشف ذلك.
*أي دولة ؟
-لا
أريد أن أقول، دائما
اسأل عن هذا الموضوع و أقول
ريثما يتم لقاء ثنائي مع هذه
الدول وبعدما نوضح المسائل
معهم ونتفق معهم إذا احترموا
اتفاقاتهم معنا ووقفوا موقف
المؤيد و إلا سنعلن عنها.
*ما الذي يمنع أو يحول دون
هذه اللقاءات، خاصة ولكم
علاقات جيدة ومعروفة مع هذه
الدول؟
- مازالت العلاقات جيدة، ليس
هناك ما يمنع، فقد التقيت في
مؤتمر القمة الإسلامية بالأخ
فاروق الشرع وطلبت منه ان
يجلس مع وزير خارجيتنا
ويهيئوا لاتفاق عراقي – سوري
وأعلنت استعدادي أن ازور
سوريا بعد ذلك في هذا اللقاء
الأخير مع الأخ وليد المعلم
وهو صديق قديم اتفقنا على
دعوته لزيارة العراق، ان يأتي
إلى العراق ونعلن تجديد
العلاقات الدبلوماسية ونهيئ
لزيارتي إلى سوريا، كنت ارفض
دائما التعليق من جانبي على
سوريا، و كنت أقول دائما و
أقول الآن انني اعتبر سوريا
بلدي الأول المكرر وانا لذلك
حريص على إقامة أحسن العلاقات
مع سوريا واطلب من الإخوة في
سوريا ان يتجاوبوا معنا،
سأذهب قريبا ان شاء الله إلى
سوريا وليس هناك مانع بهذا
الشأن.
*ذكرتم انكم طلبتم منهم
الحديث مع وزير خارجية العراق
وان اتفقوا لن يحدث شيء،
باعتقادك لماذا ؟ هل هناك من
هواجس مازالت كبيرة؟
- نحن لدينا هواجس ولكننا
نعتقد ان هذه الهواجس يمكن ان
تزول باللقاء المباشر
وبالزيارة الأخوية الصريحة،
نحن لا نريد ان نتكاشف علنا
أمام الإعلام ولكن عندما
نلتقي وجها لوجه سنتكاشف
وسنقول لهم ما لدينا وما في
أذهاننا وما اتخذناه في
قلوبنا وأنا واثق من أننا
سنتوصل إلى نتيجة، أنا مرة
قلت في تصريح صحفي، قلت إذا
خولتني الحكومة العراقية
لرئاسة وفود إلى إيران وتركيا
وسوريا سأتحمل المسؤولية
وسأذهب إلى هذه البلدان واحل
كل المشاكل العالقة بيننا،
إذا استطعت حل هذه المشاكل
أعود إلى بغداد وإذا فشلت في
حل هذه المشاكل سأعود إلى
السليمانية وأرسل استقالتي
إلى بغداد، و أنا اكرر هذا
الآن، أنا واثق انه يمكن أن
نحل المشاكل، سوريا لها أفضال
علينا، كما تفضلت، نحن
الاتحاد الوطني الكردستاني
تأسسنا في سوريا، المعارضة
العراقية كما تعلمون لسنين
طويلة لم يكن لها ملجأ إلا
سوريا، سوريا أيدتنا في
الماضي، و أنا قلت مزاحا مع
رئيس الوزراء السوري عندما
التقيت به في برازيليا قلت
انه يبدو ان الإخوة في سوريا
متعودون على تأييد المعارضة
فقط، يعني ينتظرون ان نعود
إلى المعارضة ليساعدوننا، انا
واثق أننا سنحل مشاكلنا مع
أشقائنا في سوريا وانا أتطلع
إلى ان أقوم بزيارتها، وان
شاء الله بعد الزيارة إلى
سوريا نرى النتائج التي
سنحققها.
*برأيك هل سيستمر مشروع
الفيدرالية للعراق كله في ظل
هذا الجدل ؟
- نعم، اعتقد ان مشروع
الفيدرالية سيستمر،
الفيدرالية أقرت دستوريا، وفق
الدستور فإن العراق هو دولة
فيدرالية مستقلة تعددية موحدة
ذات سيادة، هذا المبدأ اقر
وبقي موضوع تنفيذ الفيدرالية
و فيما يتعلق بكردستان، الكل
مجمعون على ان التنفيذ ناجح
ومفيد وانه يمكن ان تعمم هذه
التجربة.
*الكثير يرون ان التجربة
الموجودة في كردستان هي ابعد
مدى من الفيدرالية بل تقترب
من الكونفدرالية وربما أكثر،
هل تعتقد ان هذا النموذج
فيدرالية حقيقية ؟
- نعم، اعتقد هذه فيدرالية
وليست كونفدرالية، واقل من
بعض الفيدراليات مثلا في
كيوبك بكندا وكتلونيا حقوق
الكتلونيين في بعض المواضيع
أكثر من حقوق حكومة إقليم
كردستان فهذه فيدرالية عراقية
وهذه الفيدرالية أكدت شيئين
يجب ان لا ننساهما، أولا :
أكدت تمسك الكرد بالعراق حتى
عندما كان العراق الرسمي
غائبا وجرت انتخابات وانتخب
مجلس وطني كردستاني، هذا
المجلس اقر بالإجماع البقاء
في العراق ضمن عراق ديمقراطي
فيدرالي، ثانيا: الأغلبية
الساحقة من الشعب الكردي أكثر
من الجنوب والغرب صوتت
للدستور العراقي الحالي وهو
دستور وحدة وطنية عراقية وليس
دستور انفصال، فهذه الحقائق
يجب ان تبرز، ولكن أحيانا
يحدث خطأ، أحيانا تحدث حادثة
وهذا لا يمكن ان يشكل أي
تأثير، النقطة الثالثة: هل
قصرنا نحن عندما ذهبنا إلى
بغداد في العمل من اجل توحيد
الأطراف والقوى العراقية ؟
ألم نكن نحن الوسيط والمساعد
على الالتقاء بين الائتلاف
العراقي الموحد والتوافق
والعراقية؟ ألم ابذل أنا
جهودا حثيثة خلال أكثر من شهر
يوميا من اجل التقارب بين
وجهات النظر، لو كنا نحن نفكر
بالانفصال كنا نترك العرب.
*لكن هناك من لديه شك مثلا
عند المقارنة بين ما جاء في
دستور العراق ودستور إقليم
كردستان، حيث هناك اختلافات
بينهما كمثال موقع الإسلام في
التشريع وإقامة الأقاليم
وكذلك مواضيع النفط ؟
- فيما يتعلق بالقانون، كل
قانون يصدر في إقليم كردستان
يجب ان يراعي خصوصية المنطقة
ولا يتناقض مع الدستور
المركزي وإذا تناقض مع المركز
فبإمكان المحكمة الاتحادية ان
تلغي هذا القانون، وفيما
يتعلق بقضية النفط، أنا اعتقد
ان هناك تشويشا أو عدم وضوح
على الموقف الكردي، ما نطلب
به هو تنفيذ المادتين (111)
و(112) من الدستور العراقي،
المادة (111) تقول ان النفط
والغاز ثروة لكل الشعب
العراقي والمادة (112) تقول
نفس الشيء ولكن في إدارة
المناطق المستخرجة حديثا يكون
الرأي لحكومة الإقليم
والمركز، لكن يجب ان نعلم ان
واردات النفط تذهب إلى
الميزانية العامة في بغداد
وتتصرف بها الحكومة المركزية،
التي يجب عليها ان تتصرف بها
بشكل عادل مع مراعاة عدد
النفوس ولحاجة المناطق إلى
ذلك، نحن نعتبر النفط عامل
الوحدة في العراق لذلك نصر
على ان يكون النفط ثروة
وطنية.
*لكن عمليا، هل الاتفاقيات
التي جرت حتى الآن مع شركات
نرويجية وغيرها تمت في هذا
الاطار؟
-لم تجر اتفاقات نهائية، بل
مسودات أرسلت نسخة منها إلى
بغداد وتنتظر الموافقة، إذا
كان يوافق عليها وزير النفط
أو لا يوافق عليها، لم يتم
إقرار أي قانون أو اتفاق
نهائي مع أي شركة من الشركات
بل كان تفاهما مبدئيا اقر
وأرسل نسخة منه إلى بغداد،
هذه الاتفاقات تنتظر موافقة
الحكومة المركزية وإذا لم
توافق الحكومة المركزية من
قبل وزير النفط السيد حسين
الشهرستاني حينئذ ستلغى،
المشروع ليس قانونا.
*مقابل القبول بفيدرالية
كردستان، هناك رفض شديد
لفيدرالية الجنوب أو
فيدراليات أخرى، لماذا ؟
-أولا، أنا لست من الرافضين
للفيدرالية، نحن من الموقعين
على اتفاق يقضي بدعم إقامة
فيدرالية الجنوب إذا أصرت
جماهير الجنوب عليها، نحن
نؤيدها ونباركها ونتمنى لها
التوفيق هذا السؤال يجب ان
يوجه إلى معارضي الفيدرالية.
*لكن هذا الموضوع يثير هواجس
و أدى إلى الانقسام ؟
-لا اعتقد انه يؤدي إلى
الانقسام لكن كبلد ديمقراطي
يجري فيه النقاش وتبادل الرأي
و الحديث ولكن عندما يتم
إقرار هذا من قبل الجماهير
وعندما يتم تنفيذ الدستور لا
اعتقد ان هنالك من يستطيع ان
يعارض الدستور ويعارض إرادة
الناس في مناطقهم، يمكن ان
يسجلوا موقفا لكن هذا لن يؤدي
إلى انقسام شديد ان شاء الله،
نحن العراقيين متعودون على
الاتحاد ومعروف عنا طريقة
المناقشات.
*جبهة التوافق الجبهة
السياسية المعارضة للفيدرالية
قيل انها سبق وقدمت مشروع
قانون للفيدرالية إلى السفارة
الأمريكية والى الأمم المتحدة
؟
-ليس صحيحا إطلاقا، المشروع
لم يقدم حتى إلى البرلمان،
ولم اسمع بذلك ولا اعتقد ان
ذلك صحيح لأنني على الأقل
اتمتع مع جبهة التوافق بعلاقة
جيدة وكانوا يخبرونني أو كان
يخبرني الصديق خليل زاد عن
ذلك.
*لديكم علاقات جيدة مع
الائتلاف خصوصا المجلس
الأعلى، ألا تستخدمون علاقتكم
بإقناعهم بتأجيل موضوع إقليم
الجنوب ؟
- لنا علاقات جيدة نعتز بها
تاريخيا مع الائتلاف العراقي
وبالتحديد مع المجلس الأعلى
للثورة الإسلامية في العراق
هذه العلاقات تستخدم دائما
لصالح الشعب العراقي ولصالح
الوحدة الوطنية والتوافق
الوطني، نحن نلعب دورا كبيرا
بشكل غير علني للتقريب بين
(التوافق) و(الائتلاف) وبذلنا
جهودا كثيرة من اجل، مثلا،
عقد لقاءات بين الأستاذ طارق
الهاشمي وسماحة السيد عبد
العزيز ونبذل جهودا مستمرة،
إذا وجدنا ضرورة لذلك، سنبحث
مع إخوتنا في المجلس الأعلى
للثورة الإسلامية كل القضايا
التي تهم العراق ودائما
نتفاهم على ما فيه خير العراق
ووحدته.
*مؤخرا صودق على لجنة لإعادة
كتابة الدستور، هل سنشهد
المزيد من الانقسامات ؟
-انا اعتقد ان اللجنة ستبحث
تعديل مواد عديدة من الدستور،
و قد يتم قبول بعض التعديل،
وقد يتم رفض بعض التعديل، هذا
متروك للجنة وللجو الذي ستجري
فيه هذه التعديلات. أنا في
تقديري اعتقد انه إذا سرنا
بخطوات هامة في طريق المصالحة
الوطنية ممكن آنذاك تحقيق
المزيد من التعاون في مجال
تعديل الدستور، لكن إذا لم
نحقق خطوات هامة في المصالحة
الوطنية حينها يمكن ان نعاني
من بعض المشاكل في موضوع
تعديل الدستور، لكن أنا اعتقد
ان الإخوة العرب الشيعة
والكرد مستعدون ليسمعوا من
إخوتهم العرب السنة ملاحظاتهم
ويقبلوا بالأشياء المنطقية
والمقبولة وبالطبع لا يقبلون
بالأشياء التي يعتبرونها غير
مقبولة.
*الاجتماعات التي قلت انك
قدتها للتوافق بين الأطراف
دائما تخللتها مواقف ظريفة
لكن مع ذلك لم تود إلى نتيجة
كبيرة ؟
-لا، ليس كذلك، لقد تم
الاتفاق على البيان المشترك
للحكومة، و تم الاتفاق على
تشكيل المجلس السياسي للأمن
الوطني، كما تم الاتفاق على
المصالحة الوطنية، و تم
الاتفاق على تشكيل الحكومة،
بالإضافة إلى الاتفاق على
تشكيل رئاسة الجمهورية، وعلى
رئاسة المجلس الوطني ورئاسة
الوزراء، كل هذه أعمال كبيرة
هامة جدا، إلا نقطة واحدة،
وهي ان الأمن لم يتحقق بعد.
*هذا هو الأساس.
-لا ليس الأساس، مثلا ايرلندا
منذ (40) سنة ظلت قلقة مع
بريطانيا، أنا اعتقد انه لا
يجب ان ننكر أهمية الأمن ولكن
يجب ان لا تطغى المسألة على
كل القضايا الأخرى، نحن حققنا
انجازات ضخمة قلما يستطيع أي
شعب ان ينجزها خلال فترة
قصيرة، مثلا (3) انتخابات
وكتابة دستور دائم وتشكيل
حكومة وحدة وطنية والاتفاق
على البيان الوزاري والمصالحة
الوطنية و الاتفاق على
القيادة الجماعية وعلى
المشاركة الحقيقية في الحكم،
هذه مسائل عظيمة في بلد متعدد
القوميات والمذاهب والاتجاهات
ولا يمكن إنكارها لان الأمن
غير مستتب، نعم الأمن ضروري،
يجب ان نعمل من اجله، ولكن
هذه الانجازات أيضا ضخمة ولا
يجب إنكارها.