شيعت الأوساط الفنية
والثقافية وأبناء
الناصرية ابن المدينة
البار وشهيد الحرية و
والفن والإعلام الفنان
المخرج والممثل وليد حسن
حسن جعاز احد كوادر قناة
الشرقية الفضائية والذي
اغتيل على أيدي إرهابية
في منطقة اليرموك وسط
العاصمة بغداد. وشارك في
التشييع عدد كبير من
أدباء وفناني ومثقفي
مدينة الناصرية إضافة إلى
المئات من محبي الفنان
وأهله وأقاربه. وانطلق
موكب التشييع الذي كان
رمزيا، من ساحة ألحبوبي
الشهيرة وسط المدينة
باتجاه بهو بلدية
الناصرية مرورا بشارع
ألحبوبي.
وتخلل موكب التشييع
أحاديث غاضبة ومنددة
بالجريمة النكراء التي
ارتكبتها الأيدي الآثمة
باغتيالها احد الفنانين
المدافعين عن قضايا الشعب
العراقي الصابر، وفي
أحاديث جمعناها أثناء
موكب التشييع قال الفنان
المسرحي عبد الرزاق سكر
رئيس اتحاد المسرحيين
العراقيين فرع ذي قار لقد
اغتالوا وليد حسن
واغتالوا معه الطيبة
والبراءة، لقد اغتالوا
معه الثقافة والفن وحب
الوطن. فبأي ذنب تقتل
براءة وليد حسن جعاز وهو
الذي نذر نفسه لطرح قضايا
الشعب، فهل أصبح القتل في
العراق من اجل القتل فقط،
نعم هكذا أظن .. فوليد
كان إنسانا شفافا واضحا
وليس له علاقات سياسية
بأية جهة، لقد كان وليد
إنسان رائع يحمل من
الصفات الجميلة الكثير
الكثير .. انه شاب طموح
تعلق بمدينته الناصرية
وبوطنه العزيز وشعبه
ودافع عنهم عبر أعماله
الفنية المميزة. كما إن
مدينته ووطنه تعلقوا به
أيضا فلماذا يقتل مثل هذا
الإنسان الرائع الذي
اعرفه منذ أن كان صغيرا
يافعا، وعمل معي في عدة
أعمال، فقد اعتلى مسرح
الناصرية في مسرحية (
شجرة العائلة ) بصحبتي في
ثمانينيات القرن المنصرم،
واستمرت علاقتنا حتى لحظة
اغتياله رحمه الله.
أما الفنان حازم ناجي
نقيب الفنانين العراقيين
في المحافظة فقد تحدث
قائلا: لقد عرفت الفنان
الشهيد وليد حسن جعاز منذ
أكثر من 25 سنة واعرف انه
فنان ملتزم وشفاف ويمتلك
أخلاقا عالية ، يحبه كل
من حوله ويحب هو كل
الناس، وقد عمل معي في
عدة أعمال فنية ومسرحية
أبرزها (شجرة العائلة)
عام 1981 و(راس المملوك
جابر) عام 1993 إضافة إلى
أربع اوبريتات غنائية
أبرزها (اوبريت الشمس)
وقد كان هذا الفنان مرحا
يملا أركان المسرح بالفرح
ويدخل في قلوب زملائه
السرور، فبئسا لمن يقتل
المرح والبراءة
والشفافية.
أما الفنان ثائر خضير
صديق الشهيد الشخصي فقد
تحدث والعبرة تملا روحه
قائلا: انه الخبر الصدمة،
لقد اغتالوا كل شيء جميل
فـ (وليد حسن جعاز) كان
يمثل الجمال بكل صوره وقد
قدم لوطنه ومدينته
الناصرية الكثير الكثير،
وأنا زاملته مذ كنا
أطفالا نعشق المسرح وعملت
معه في العديد من الأعمال
المسرحية والفنية طوال
فترة تواجده في مدينته
الأم الناصرية، وقد قدم
على مسارح مدينته عددا
كبيرا من الأعمال أبرزها
مسرحية (الدربونة) إخراج
الفنان الكبير بهجت
الجبوري عام 1975 واوبريت
(المسيرة) مع المخرج مهدي
السماوي عام 1974 واوبريت
(وضاح اليمن) مع المخرج
ذاته واوبريت (انكيدو)
الذي عرض عام 1976 في
مدينة اربيل وحاز على
الجائزة الأولى على مستوى
العراق. وقد كان الشهيد
وليد ضمن مؤسسي فرقة
شبعاد للفنون الشعبية،
وله مشاركة عربية في
المهرجان العربي الثالث
للفنون الشعبية والمسرحية
عام 1973، وله تجارب
إخراجية أبرزها (عرس
الهور) الذي شاركني فيه
عام 1992 قبل ان يغادر
مدينته صوب التلفزيون
ويستقر في العاصمة بغداد.
حيث بقي هناك حتى اغتياله
من قبل هذه الزمر الجبانة
التي تغتال الفرح أينما
كان.
فيما قال المؤلف المسرحي
محمد حسين عبد الرزاق :-
لقد عرفت وليد منذ أن كان
في العام العاشر من عمره
، حيث عمل معي في مسرحية
(ثورة عقل) وهو أول عمل
مسرحي له ويومها كان
بصحبة الفنان منير
العبيدي. وقد كان الفنان
الشهيد مثالا للفنان
الملتزم العاشق لفنه، وقد
صدمني خبر اغتياله، فهو
انسان هادئ ومرح وليس
لديه انتماءات سياسية
معينة. فكيف يقتل مثل هذا
الإنسان؟ ادعوا له
بالمغفرة ولاهله الصبر
والسلوان.
وتحدث المخرج المسرحي
احمد موسى قائلا:
من الصعب تقبل خبر اغتيال
هذا الفنان الرائع
والملتزم، واسأل الزمرة
التي قتلته، بأي ذنب يموت
وليد وهو الإنسان الذي
اسعد الملايين وحمل معه
معاناتهم أينما حل. أنا
اعرفه جيدا فقد عمل معي
في أعمال عدة، حيث اشتغل
معي كمساعد مخرج في
اوبريت (عودة الطيور).
وشارك معي في عدة أعمال
شعبية، وكان حضوره متميزا
في مسرحية (كورة
الزنابير)، لقد كان (رحمه
الله) مثالا للفنان
الملتزم، حيث انه كان
يجيد التمثيل والحب
والالتزام.
وعلق المواطن جمال هويدي
احد أصدقاء الشهيد قائلا:
يبدو ان وليد قد تجاوز
الخطوط الحمر التي تضعها
العصابات السوداوية فكان
مصيره مشرفا له ولمدينته
ومحبيه وعائلته.