أرجع مازن مكية امين عام منظمة انصار الدعوة في العراق التفجيرات التي حدثت يوم امس في مدينة الصدر الى ضعف الدولة والصراعات المستمرة بين الكتل والاحزاب السياسية مؤكدا في الوقت نفسه " ان من حملوا مسؤولية شأن الأمة قد إستهانوا بمسؤوليتهم المقدسة وقطعوا شرايين الوطن والشعب بمشارط الصراع الدائم بينهم والذي يشكل خطرا أكبر تتضائل على اعتابه كل الأخطار. وقال في بيان استنكار اصدره مكتبه في بغداد هقب فيه على الجريمة البشعة التي راح ضحيتها نحو 200 من الابرياء "من الغريب أن يتحدث السياسيون عن الأحداث المؤلمة التي تكتنف الساحة العراقية وآخرها الحدث الأليم الذي حصل في مدينة الصدر بطريقة المتألم والغاضب والناقم على الجهات التي تجرأت وتتجرأ كل يوم على حرمة العرض والمال والدم العراقي المستباحة منذ زمن طويل. وتابع" حيث أمعنت هذه الجهات منذ سقوط النظام في تكثيف الاداء المجرم وتعميق اثره في المجتمع الى درجة تلاشى فيه امن المواطن وأستهين بحياته في سابقة خطيرة لامثيل لها في تأريخ الشعوب والدول . فإذا كان الجميع رافض لما يحصل فليت شعري من هو المسؤول عن ذلك اذن. واوضح" اننا ومن خلال إستقراء المشهد العراقي وتداعياته والمواكبة الدقيقة للأحداث على هذه الساحة استطعنا ومنذ زمن تحديد اركان المشكلة العراقية وقلنا أن كل ما وصلنا اليه هو نتيجة حتمية للصراع السياسي الدائر على ساحة العراق بين الأحزاب والكتل. مضيفا" ليس بالضرورة أن يكون دور هذه الكتل مباشرا في ممارسة الفعل المدمر ولكنها كانت سببا مباشرا وأساسا يقوم عليه ضعف الدولة برلمانا وحكومة حتى افقدتها هيبتها وسلبتها قوتها واضاعت قدرتها على مسك الزمام وجعلتها تتخبط في تيه المصالح الحزبية ودهاليز الاروقة السياسية. وبين" إن اسباب ضعف الدولة اصبحت واضحة للقاصي والداني عندما لم تستطع هذه الكتل والأحزاب على تجسيد عنوان حكومة الوحدة الوطنية الى واقع ملموس . ولم تقدم للعالم مصداقا يؤكد توحدها وتظافر جهودها لخلق بناء وطني يكون بمثابة القطب من الرحى والعمود من الخيمة والمحور الذي يستقطب كل جزيئات النسيج العراقي ويشدها اليه ليحقق إصطفافا وطنيا حقيقيا فاعلا يؤكد ثقة الجماهير والعالم بقدرة العراقيين على التجرد عن الذات ونبذ المصالح الخاصة والسعي الى حياة جديدة قوامها العهد على النهوض بذلك الواقع المزري. واردف قائلا" فتجرأت عليها الرعاع وإخترقت جسدها جراثيم التآمر وقطعت اوصالها سكاكين الأجندات والبرامج التي تملأ حقائب الجوار والمحتل وعصابات الإجرام والمصالح السياسية. إننا نكتشف بشئ من التدقيق أن الصراع السياسي يمثل طرف المعادلة الأول في المشكلة العراقية متجسدة بفقدان الأمن وتعطيل الحياة وتوقف عجلة النماء عن الدوران وليس سوى ذلك. وجدد مكية دعوته لشكيل التجمع الوطني العراقي الذي اعنله قبل اسبوعين تقريبا وحصل على دعم عدد كبير من الاحزاب مراكز الثقل السياسي والمرجعيات الدينبة وقال" ومن هنا إنطلقنا في مشروعنا لدعوة الخيرين والشرفاء ومواقع الحس الوطني الصادق بغض النظر عن مذاهبها ومشاربها وإنتماآتها والتي لا تتحرك على أساس تصفية الحسابات ولا تنطلق من بين ركام الإرث المقيت مقيدة بأغلال الماضي الى تجمع عراقي وطني ينتشل الوطن والامة من هذه المأساة. داعيا العراقيين الى الانقلاب عن الواقع المساوي وقال" ولابد للأمة بعد اذن أن تقف وقفة المحاسب لكل من يستهين بمقدراتها ومصيرها ولا يأن لأنينها . ولا يتألم لألمها. ولا يحوز لها حيازة المحب والناصر والمخلص. ومن لا يقف هذا الموقف فأنه شريك لكل من عاثت يداه بأمن ومستقبل ومصير هذه الأمه .مشيرا الى ضرورة تبني حطاب وطني جديد. الذي يجمع كل العراق في وعاء المصير الواحد.