في ما يلي نسخة عن خطاب
السيد جاسم محمد جعفر ـ
وزير الشباب والرياضة ـ
والذي تسلمت بنت الرافدين
نسخة عنه جاء فيها:
منذ القدم وعبر كل مراحل
التاريخ شرعت الدول ببناء
قدراتها بالاعتماد على
الشباب الذين يشكلون مصدر
القوة والاقتدار في
مجتمعاتهم فلا يمكن لأي
دولة أو منظمة أو جهة
مسؤولة أن تنهض بأعباء
ومتطلبات المسؤولية دون
أن يكون لديها قاعدة
واسعة من شريحة تعتبر
الأهم من شرائح المجتمع
وهي الشباب بحيث لا يمكن
لأي مجتمع أن ينمو ويتطور
ويمتد ويتوسع إذا لم يكن
هناك فكراً شبابياً يغذي
تطلعاته وسواعد شبابية
تبني مستقبله ولا يمكن
لأي بيت أو عائلة أن تحيا
بالحيوية والديمومة دون
أن يكون لها رصيد جيد من
تلك الشريحة لان الشباب
هم مقياس القوة والاقتدار
وهم أساس استمرار الدول
والكيانات والحضارات
وعمودها الفقري الذي يحرك
فيها عجلة التقدم والنمو
والتطور.
فإذا أخذنا الشباب المجرد
ووقفنا من خلاله على
الأسباب التي تجعل منه
لبنه أساسية لقاعدة رصينة
للنهوض والتقدم وفي كل
المجالات لوجدنا أنه
يتمتع بقابليات وقدرات لا
نجدها في شريحة أخرى
فقابلياته العقلية مثلا
تكون في ذروتها ونشاطه
البدني ينعكس إيجابا
وبشكل طردي مع نشاطه
العقلي مما يجعله في
مستوى متقدم من القدرة
على التعليم والتدريب
واستيعاب المهارات
واكتساب الخبرات خلال
فترات قصيرة فهذه المرونة
العقلية التي يتمتع بها
تجعله مكتسباً للعلوم
التطبيقية والإنسانية
والنظرية وهذه تعتبر
المحاور الأساسية التي
ينطلق منها أي مشروع سواء
على مستوى الدولة أو
المجتمع أما القابليات
النفسية فإنها تمتاز
بالمرونة والشفافية وهذه
الصفات تكسبه القدرة على
التكيف السريع مع
المتطلبات الاجتماعية أو
المهنية أو النشاطات
العامة مما يجعله عضواً
فاعلا ومتفاعلاً معها
بنفس الوقت ويضيف لها من
خبراته وتجاربه لونا آخر
مع الألوان الشبابية
الأخرى حتى يظهر الوسط أو
المحيط ذا هيئة فسيفسائية
متنوعة بعيدة عن الجمود
واللون الواحد.
أما قدرات الشباب البدنية
فهي أهم ما يمتاز به
فأغلب المجالات التي
تُعنى بالجانب البدني مثل
الأعمال الجسدية الشاقة
ومختلف أنواع الرياضات
سيما العنيفة منها تكون
شريحة الشباب المتصدية
الوحيدة لها.
فباجتماع الصفات الثلاثة
العقلية والنفسية
والجسدية يكون الشباب قد
أكتسب صفة الأهمية مما
يتطلب إسناده بدور فاعل
من أجل تطوير مجالاته
المختلفة وعلى كافة الصعد
وهذا لا يأتي إلا من خلال
برنامج شمولي وواقعي
تتبناه الحكومة وتؤمن له
كل المستلزمات والوسائل
التي تساعد على تحقيقه
وصولا إلى تحقيق قاعدة
شبابية مؤثرة في كل
المفاصل الحياتية وبشكل
ايجابي لأن عكس ذلك سيكون
له تأثير سلبي خطير يهدد
الكيان الاجتماعي
والاقتصادي والأمني
ويصيبه بالتخلخل
والاضطراب لأن هذا
التأثير السلبي ينبع من
وفرة الطاقة التي يتمتع
بها الشاب واندفاعه نحو
ركوب المغامرات التي قد
تكون غير محسوبة والتي
ستكلفه الكثير ومن جانب
آخر قد يحاول الشاب إثبات
ذاته من خلال التمرد على
واقعه الاجتماعي متجاهلا
عاداته وقيمه وتقاليده
قافزاً فوق حدوده
متجاوزاً كل قيوده –
الدينية أو العشائرية أو
الإنسانية فيصبح عند ذاك
خطراً يهدد الأفراد
والمؤسسات بدلاً من أن
يكون مصدراً للخدمة
والبناء والفائدة.
فمن أجل هؤلاء الشباب من
ذوي التأثير الإيجابي
البناء والآخرين من
السلبيين والخطرين وجدت
وزارة الشباب والرياضة
لتنفيذ برنامج الدولة
الشامل والطموح وتهيئة كل
الوسائل والمستلزمات
لاحتواء تلك الشريحة
الفعالة وضمّها إليها دون
استثناء لتعزيز وتطوير
الكفاءات والمهارات لذوي
الاتجاهات الايجابية
البناءة وتقويم وتهذيب
وتثقيف ذوي الاتجاهات
السلبية وتأهيلهم بما
يساعد على تغيير دورهم
السلبي إلى دور ايجابي
يسهم بشكل فاعل في بناء
الوطن وتعزيز دوره في
تحمل مسؤولية التغيير نحو
الأفضل مع مراعاة سنوات
الحرمان والإهمال
والتهميش التي عانى منها
شباب العراق في ظل سياسة
النظام البائد عندما
تحطمت أحلامه وتطلعاته
وفقد الأمل بالحياة حينما
تحول إلى وقود لنيران
حروب النظام العبثية
ونزواته الشريرة عندما
ملئ السجون والمعتقلات
بخيرة شباب العراق وتوجها
بالمقابر الجماعية
وانفاله سيئة الصيت ..
إن البرنامج الشمولي
الطموح الذي يجب أن
نتبناه في وزارة الشباب
والرياضة وبدعم ورعاية
الحكومة الوطنية المنتخبة
التي نريد منها تدخلا"
فاعلا"ومؤثرا" في ممارسة
دورها القيادي البناء في
ميدان الشباب والرياضة
ليس في مجال تأمين
المستلزمات والدعم المادي
والمعنوي فقط بل في رسم
البرامج والسياسات
ومراقبة تنفيذ ذلك بدقة
لان تقرير السياسة
الشبابية والرياضية
للدولة هو من واجبات
الحكومة وعبر أجهزتها
التنفيذية وفق قوانين
توضح المهام وتمنع
الازدواجية.
إن برنامج إعداد الشباب
يجب أن يعتمد على خطط
طموحة طويلة الأمد تنفذ
بمراحل لإعداد الشباب
ثقافيا" واجتماعيا"
وفنيا"وعلميا" ورياضيا"
من خلال مؤسسات الوزارة
المتمثلة بمديريات الشباب
والرياضة ومنتديات الشباب
ومراكز الرعاية العلمية
ومراكز الثقافة والفنون
وكذلك من خلال الوزارات
ذات العلاقة ومنظمات
المجتمع المدني.
كما تعمل الوزارة على
العناية بأصحاب المواهب
وإعدادهم الإعداد الصحيح
باعتبارهم هدفا" أساسيا"
لعملية التطور والنهوض.
وتسعى الوزارة كذلك إلى:
1- مساعدة الشباب للحصول
على فرص عمل مناسبة ويتم
ذلك من خلال:
أ- المحاضرات والدورات
الثقافية والتربوية التي
تساعدهم على رسم أهداف
بناءة لحياتهم والحفاظ
على سلامتهم البدنية
والنفسية وامتلاك الوعي
الكافي الذي يحتاجون
إليه.
ب-مساعدتهم على اكتشاف
قدراتهم وقابلياتهم
البدنية والعقلية من خلال
الأنشطة التي توفرها لهم
المنتديات الشبابية عبر
البرامج الثقافية والفنية
والعلمية.
ج- تزويدهم بالمهارات من
خلال ورش التدريب على
الكهرباء ، الميكانيك ،
النجارة ، الخياطة والحرف
والمهن الأخرى.
ء- الأنشطة الرياضية التي
تعلمهم الانضباط والتنظيم
وتزرع فيهم روح التعاون
والعمل الجماعي كما
تمنحهم القوة والسلامة
البدنية.
2- دمج المرأة الشابة في
الأنشطة الرياضية
والشبابية وإعطائها فرص
متكافئة مع الشباب من
خلال المنتديات الموجودة
أو من خلال المنتديات
النسوية.
3-تطوير السياسات
الشبابية من خلال إجراء
الدراسات والبحوث وإقامة
المؤتمرات والدورات
والندوات ولمختلف
الاختصاصات وتحفيز
المشاركين من خلال تخصيص
جوائز للفائزين
الأوائل.
4- رفع مستوى المشرفين
على العمل الشبابي وزيادة
خبرتهم وكفاءتهم بإشراكهم
في برامج ودورات تدريبية
في الإدارة والقيادة
وتعزيز دورهم في بناء
القاعدة الشبابية في
العراق سواء أكانت هذه
الدورات داخل أو خارج
الوطن ووضع آليات مناسبة
للإفادة من المشاركين في
فتح وإدارة دورات مماثلة
في الداخل.
5- الاهتمام والتشجيع على
الدراسات العليا في كافة
الاختصاصات المتعلقة
بالشباب لما لذلك من اثر
في تطوير الوطن وتعزيز
إمكانياته.
6- الاهتمام بالطب
الرياضي وأيلائه أهمية
خاصة وفتح فروع له في
محافظات العراق كافة.
7- التنسيق مع وزارتي
التربية والتعليم العالي
والعمل على تخريج معلمين
ومدرسين في الاختصاصات
الشبابية والرياضية لرفد
المديريات الشبابية
والمنتديات بالاختصاصات
التعليمية وعقد مؤتمر
سنوي بين وزارة الشباب
والرياضة وهاتين
الوزارتين لدراسة تطوير
هذا الاتجاه وتشكيل لجان
متابعة لهذا الغرض وتعزيز
منهجية دروس التربية
الفنية والتربية الرياضية
لتفعيل دور الرياضة
المدرسية وتعزيز أثرها في
تربية النشئ وتوجيهه.
8- تعزيز أواصر التواصل
بين شبابنا وشباب البلدان
الأخرى لا سيما من تجمعنا
معهم مشتركات ثقافية
وآفاق تعاون لإتاحة
الفرصة إمام شبابنا
بالاحتكاك وزيادة الخبرة
والاطلاع وتوثيق أواصر
المحبة من خلال البرامج
الشبابية والرياضية
والكشفية المتبادلة
وتوقيع البروتوكولات
اللازمة لتحقيق ذلك.
9- السعي إلى الحصول على
مبادرات دولية من الأشقاء
والأصدقاء سواء أكانت
حكومية أو عبر منظمات
المجتمع المدني لدعمنا
وإسنادنا للنهوض بواقعنا
الراهن إلى مرحلة أفضل
نتمكن من خلالها بناء
قدراتنا وتفعيلها وتهيئة
البنى التحتية الشبابية
والرياضية وتوظيفها
بالاتجاه الصحيح.
10- التعاون والانفتاح
مع كل الآراء والطروحات
والأفكار لأصحاب الخبرة
والاختصاص والأكاديميين
وتوظيف هذه الأفكار
لمصلحة المنهج الذي نريده
أساسا لعملية البناء وان
باب الوزارة ومديرياتها
مفتوحة أمام الجميع
للمساهمة والعطاء لان
العراق لهم جميعا".
إننا نأمل أن نحقق ما
نصبو إليه في بناء قدرات
الشباب وتوظيفها لصالح
المجتمع بما يخدم بناء
الوطن ويعزز قدراته
مؤمنين إن أي عمل أو فعل
لا يأخذ مداه المتكامل
إلا من خلال خطة واضحة
طموحة ومنهجا" للتنفيذ
محدد بزمان معين وان
إيمانا" كبيرا" بدور
منظمات المجتمع المدني
والأساتذة المختصين
وأصحاب الخبرة في تطوير
البرنامج الذي نعتبره
نقطة البداية كما إننا
نعقد الأمل كل الأمل على
دور الحكومة ورعايتها
وإسنادها لوزارة الشباب
والرياضة في تنفيذ
الأهداف الطموحة ونعول
على بناء قدرات الشباب
وتهيئة فرص العمل لهم
أولا" وقبل كل شيء لنقضي
على البطالة وننعش
الاقتصاد ونوجه الشباب
نحو الطريق الصحيح لبناء
العراق بدلا" من ان
تدفعهم حاجة العيش
ومتطلباته للارتماء في
أحضان الإرهاب
والإرهابيين ولنعمل
جميعا" على مساندة
الحكومة الوطنية في سعيها
الحثيث لإرساء دعائم
الديمقراطية والحرية
وتحريك عمليات البناء
وتنمية الاقتصاد
والاهتمام بالأمن والأمان
ومقاتلة الإرهاب اللعين
ودحره لبناء العراق
الجديد وجعله عضوا"
فاعلا" ومؤثرا في محيطه
الإقليمي والدولي وبناء
قدرته بما يحقق الرفاهية
والتقدم لشعبه ويسهم في
إرساء دعائم الأمن
والسلام في العالم وكل
هذا سيتحقق برعاية الشباب
لبناء
العراق.