الشاعر يحيى السماوي في ملبورن

 

احمد الطائي / بنت الرافدين

 برعاية المنتدى الأسترالي العراقي أقام أصدقاء الشاعر العراقي يحيى السماوي في ملبورن أمسية شعرية ناجحة وحافلة للشاعر ألقى خلالها مجموعة من القصائد الوطنية التي جسدت بعمق وحساسية عالية معاناة وتطلعات العراقيين والعذابات التي مروا ويمرون بها وهم يتطلعون إلى عراق ديمقراطي موحد يضمن للوطن الكرامة والاستقلال والازدهار، وللشعب العراقي بكافة مكوناته الإخاء والحرية والرفاه والأمان. وقد نجحت الأمسية في تقديم صورة رائعة لوحدة العراقيين، إذ حضرها جمهور كبير يمثل مختلف شرائح الجالية العراقية وانتماءاتها الدينية والعرقية والسياسية. وفي بداية الأمسية تحدث الشاعر خالد الحلي فشكر الحاضرين جميعاً على حضورهم من مناطق مختلفة ومتباعدة إلى مكان انعقاد الأمسية في مكتبة توماستاون العامة، وعبر عن الامتنان الكبير لمبادرة المنتدى الأسترالي العراقي للمرة الثانية على التوالي إلى رعاية أصدقاء الشاعر السماوي في ملبورن لإقامة أمسية شعرية له. وقد تحدث الشاعر الحلي عن المسيرة الشعرية للشاعر وقال في هذا الإطار أن الشاعر السماوي كان قد أصدر المجموعة الأولى من مجاميعه الشعرية الخمس عشرة الصادرة حتى الآن، قبل ست وثلاثين سنة، أي في عام 1970، وقد قوبلت عند صدورها يومذاك بترحيب بالغ من قبل النقاد والقراء على حدٍ سواء، وكان من بين الذين كتبوا عنها بشكل متفائل ومتحمس عميد النقد الأدبي الحديث في العراق الناقد الراحل الدكتور علي جواد الطاهر. وعن مسيرته الوطنية والنضالية قال : إن شعر الشاعر السماوي وصدره يتحليان بأحلى أوسمة الكفاح والنضال ضد النظام الدكتاتوري الصدامي المقبور، ولكنه إذ يتمسك بالحق والحق وحده فقد فضح كل أخطاء الاحتلال وما يجري في العراق الآن من مفارقات بحس وطني عالٍ، وبنزاهة موضوعية تستمد ضوءها من الحقيقة وضوء الشمس. وتحدث بعد ذلك الدكتور كاميران عبدوكا عضو الهيئة الإدارية للمنتدى الأسترالي العراقي فعبر عن سرور المنتدى الكبير برعاية هذه الأمسية، وألقى في حديثه بعض الأضواء على القيم الإبداعية والوطنية والإنسانية في شعر السماوي، وجسد اعتزاز أبناء الجالية العربية في ملبورن بالشاعر الكبير، ناقلاً إليه رغبتهم في الانتقال إلى ملبورن للعيش بينهم، وإن تعذر الأمر فزيارة ملبورن مرة كل عام على الأقل. وأشار في حديثه إلى أهداف ومنجزات المنتدى الأسترالي العراقي. ثم جاء دور الشاعر السماوي فكانت الكلمات النثرية التي شكر فيها منظمي الأمسية وحضورها تترقرق شعراً، وفي جو يسوده التوهج الشعري والتفاعل الخلاق بين الشاعر والحاضرين، كان السماوي يتنقل بين حدائق شعره ليقرأ الجميل والمعبر في مناجاة العراق أرضاً ووطناً وشعبنا، والتعبير عن هموم وتطلعات العراقيين، ثم قرأ بعض القصائد الوجدانية التي توجها بقصيدة رائعة تحت عنوان "وجدان" أهداها إلى زوجته الفاضلة وتدفقت بمشاعر عميقة صافية جسدتها بتألق لغته الشعرية الجميلة وصوره التعبيرية الأخاذة. وبعد فترة استراحة لمدة ربع ساعة تناول فيها الحاضرون الشاي والمرطبات وتعرفوا خلالها عن قرب على الشاعر، بدأت الفترة الثانية من الأمسية التي استهلها الشاعر خالد الحلي بالحديث عن تجربة ترجمة قصائد الشاعر إلى الإنكليزية مؤكداً على أهميتها في إيصال الصوت العراقي إلى القاريء الأسترالي باللغة الإنكليزية، وتجسيد تفاعلنا مع مجتمعنا الأسترالي. وتوقف قليلاً عند صدور مختارات شعرية له باللغة الإنكليزية مؤخراً تحت عنوان “Two banks with no bridge” – فتان ولا جسر- قامت بترجمتها إلى اللغة الإنكليزية الروائية والشاعرة والأستاذة الجامعية الدكتورة إيفا ساليس، دون أن تبتعد كثيراً عن روحية ووهج النصوص العربية. بعد هذا عاد الشاعر السماوي لينقل الحاضرين عبر إلقائه الجميل المعبر، وقصلئده التي تعانق ذرى الإبداع، ليلقي المزيد من شعره حاملاً معه الحاضرين إلى سماواته الشعرية الباذخة، ممتزجاً مع مشاعرهم وأحاسيسهم، وانتهت الأمسية وهم يتمنون أن تستمر أكثر. وفي ختام الأمسية قدم الدكتور رياض المهيدي رئيس المنتدى الأسترالي العراقي هدية تذكارية إلى الشاعر يحيى السماوي، وهدية تذكارية أخرى إلى الشاعر خالد الحلي. هذا وكان الشاعر مدعواً قبل إقامة هذه الأمسية بيوم واحد إلى المشاركة في المهرجان الثقافي الدولي الثاني الذي أقامته مؤسسة مكتبة ألثم الثقافية في ولاية فكتوريا بحضور نخبة من المبدعين والمفكرين من أستراليا وخارجها، وكان المشارك العراقي والعربي الوحيد فيه . وقد قام الشاعر خلال المهرجان بقراءة مختارات من قصائده باللغة العربية قامت بقراءة ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية بعده الأديبة جهاد شهاب الأطرش التي تقيم وتعمل في ملبورن منذ سنوات عديدة. وقد شدت قصائد السماوي انتباه الحاضرين "وكلهم من غير العرب باستثناء ثلاثة أفرد بينهم الشاعر نفسه"، وقد وصلت مساحة هذا الانتباه إلى مديات لا محدودة عند قراءة ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية. وهكذا كان نصيب الشاعر السماوي الحصة الأكبر بين المشاركين الآخرين من الأسئلة التي وجهها الجمهور، والتي أجاب عليها بالعربية وقامت الأديبة جهاد شهاب الأطرش بنقلها إلى اللغة الإنكليزية. ومن اللافت أن ختام القراءات تحول إلى حفل توقيع كتاب للسماوي لا لغيره من المبدعين الذين كانت كتبهم متوفرة في القاعة، إذ نفذت تماماً نسخ مجموعته الشعرية المترجمة إلى الإنكليزية وكان مقتنو هذه النسخ ينتظرون بالدور التوقيع عليها من قبل الشاعر. ومن القصائد التي أثارت إعجاب الحاضرين كثيراً قصيدة للشاعر بعنوان "أذلني حبي" ويرد فيها قوله:

 وفجأةً

 رأيتُ نخلةً على قارعةِ الدربِ

 هَزَزْتُها

 نهمر الدمع على هُدْبي

 وعندما هَزَزْتُ جِذْعَ الأرضِ يا ربي

 تساقط العراقُ في قلبي

 هذا وكان الشاعر السماوي هو الشاعر العراقي والعربي الوحيد الذي شارك خلال الشهر المنصرم في مهرجان ثقافي آخر أقيم في ولاية جنوب أستراليا بإشراف منظمة قلم الثقافية العالمية لنصرة سجناء الرأي والتعبير من المبدعين والمثقفين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

ا

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org