بيان رئيس الوزراء بمناسبة ذكرى صدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان

 

سارة الطائي / بنت الرافدين

    تحتفل البشرية اليوم بالذكرى السادسة والخمسين لصدور وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، هذه الوثيقة التي رأت النور بعد انجلاء غبار الحرب العالمية الثانية التي خلفت  الموت والدمار وعطلت مسيرة الانسانية نحو السلام والاعمار والتقدم وبهذه المناسبة الكبيرة بمعانيها ومضامينها والتي تلخص كفاح الانسانية من اجل الانعتاق والتحرر، تحيي الحكومة العراقية العاملين في هذا المجال باعتبارهم يمثلون صوت الضمير  الانساني. ويكتسب هذا اليوم اهمية مضاعفة بالنسبة للشعب العراقي , لأنه يستذكرفيه الانتهاكات المروعة  لحقوق  الانسان التي تعرض لها في الحقبة  الدكتاتورية ,  والتي ظلت بدون إدانة تذكر من قبل  المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الانسان . هذه الانتهاكات التي مازالت جروحها ظاهرة على الجسد العراقي , ومازال شعبنا يدفع ثمن تبعاتها جراء استمرار نهج  القتل والاختطاف والتهجير والتهديد , تحت شعارات واغطية  لجماعات تتسابق  على فرض ارادتها بقوة السلاح في انتهاك فاضح لحقوق الانساني يسلبه حقه في طريقة العيش وفق مايعتقد ويرغب . ويواجه الشعب العراقي بعد ان تخلص من اغلال  الدكتاتورية اعداء حقوق الانسان من الصداميين والتكفيبيرين الذين هالهم ان يتنفس الشعب العراقي نسيم  الحرية  ويبني وطنه ويختار نظامه السياسي الذي يلبي اماله وتطلعاته, ان  هؤلاء الاشرار يشنون اليوم  حربا بشعة ضد جميع مكونات  الشعب العراقي وهم يستهدفون المدنيين الابرياء في محاولة لاعادة عجلة التاريخ الى الوراء ان الشعب العراقي الذي تخلص من النظام الدكتاتوري استطاع خلال فترة وجيزة  , ورغم التحديات والضروف الصعبة التي يمربها العراق انتخاب  مجلس للنواب  وتشكيل  حكومة وحدة وطنية , والتصويت على دستور دائم  يضمن  ويصون حقوق الانسان و يحترم جميع الانتماءات ,  مع اقرارنا بالمصاعب ومشقة الطريق الذي يفضي الى تحقيق  الامال والامنيات التي نأمل ان يقف العالم الحر الى جانبنا  لبلوغها .ان احترام حقوق  الانسان ثقافة اصيلة في ديننا  الاسلامي الحنيف ومنظومته القيمية   تنبع من قوله تبارك وتعالى ( ولقد كرمنا بني ادم )  ويتجسد هذا الاحترام في تقديس حياة الانسان  وحريته  الفكرية والثقافية  وممارسة شعائره الدينية. ان الحكومة العراقية تنظر بإهتمام بالغ للتقارير التي تنشرها منظمات حقوق الانسان عن الاوضاع في العراق,  وتؤكد سعيها الدائم  لمقاضاة المسؤولين عن تلك الانتهاكات اينما وجدت , وفرض سلطة  القانون ودعم استقلال القضاء  ورفع مستوى ادائه لتمكينه من تحقيق رسالته. في العراق الجديد  تتصارع اليوم  ارادتان ؛ ارادة  الشعب العراقي  بختلف مكوناته وشرائحه , وارادة الشرالمتمثلة بالارهاب وقوى الظلام واعداء حقوق الانسان الذين يستهدفون الصحفي والسياسي واصحاب المهن الحرة وعمال الاغاثة والاماكن المقدسة ودور العبادة . وفي الوقت الذي نعلن فيه تصميمنا على الانتصار في هذه المعركة نؤكد اننا نسعى جاهدين لان يصبح  العراق بلدا تحترم فيه  حقوق الانسان  التي كفلها الدستور الدائم   ورفض اي تجاوز او انتهاك لهذه الحقوق , ومحاسبة المقصرين  , والعمل  على اشاعة ثقافة التسامح   ونبذ ثقافة التكفير والكراهية والطائفية والتمييز,  وان مبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقناها   هي  دعوة  للحوار والاعتراف بالاخر , كما انها تعد احدى الركائز المهمة لتكريس مبادى حقوق الانسان وبناء العراق الجديد. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org