منذ سنين والعلماء يبحثون
في تكوين المجتمعات وأثر
الفرد في بنائها لغرض
الوصول بها الى مراحل
متطورة ومتقدمة والمجتمع
العراقي من هذه المجتمعات
مع انه ذو تركيبة لها
خصوصيتها بحكم ظروف
المعاناة التي تعرض لها
وبفعل ظروف خارجة عن
ارإدته كان اقساها خلال
حكم النظام البائد
وسياسته الحمقاء التي
القت بظلالها السلبي على
كل مفاصل الحياة والمجتمع
كما هو معروف يتأثر
بعاملين متضادين ..
اولهما: الجانب الايجابي
الذي يخضع للعوامل
الاخلاقية والفكرية
والعقائدية حيث تتأثر
شخصية الفرد بوجود هذه
المفاهيم وخاصة القيم
الرائعة التي اوجدها
الدين الاسلامي كالأيمان
وألامل والارإدة القوية
والتي ساهمت بشكل كبير في
بلورة شخصية الفرد كما ان
القوانين الوضعية لها
تأثير مضاف في الحد من
الميول البشرية المتمردة
..
أما الجانب الثاني: هو
السلبي وهذا ما يجب
تحديده ومكافحته وتحصين
الافراد تجاهه من اجل
بناء مجتمع متحضر يعرف
فيه كل فرد حقوقه
ووأجباته ودوره الانساني
وهناك ثلاث عناصر تساهم
في بناء الفرد هي الاسرة
والمدرسة والبيئة حيث
تكمل المدرسة ما بدأته
الاسرة في البناء
الاجتماعي ويتعزز هذا
البناء من خلال تأثير
البيئة في اعداد الفرد
بشكل ايجابي او سلبي وهنا
نستذكر قول :- العالم
النفساني الامريكي
((واتسن)) (الذي يقول
اعطني اثنا عشر طفلاً
وهيأ لي ظروفاً مناسبة
اجعل ممن اريد منهم
طبيباً حاذقاً اوأستاذاً
قديراً اومهندساً بارعاً
او رساماً وحتى لو شئت
لصاً اوشحاذاً )اذن
للبيئة دور كبير في
التكوين النفسي والفكري
للشخص ..
وان هذا التكوين لايأخذ
مداه اذا لم يكن هناك
جسداً صحياً معافى يتمتع
بلياقة بدنية وقوة
جسمانية تؤهله لتقبل
الافكار والعلوم وهذا
لايتم الا من خلال
الرياضة التي لو وضعت لها
برامج علمية تراعي
المرحلة العمرية للأفراد
منذ دخولهم المدرسة
لتمكننا من بناء رياضة
مدرسية منهجية بأسس صحيحة
تعتمد الانشطة الرياضية
المختلفة وفق حصص دراسية
ثابتة تجعلنا نتجاوز
مرحلة الاهمال التي عانت
منها الرياضة المدرسية
فالطالب يحتاج الى نشاط
بدني ورياضي لديمومة
تعلمه وتقبله للعلوم
الاخرى وهذا ما ادركه
المسلمون تاريخياً عندما
وجدوا ان هناك صلة وثيقة
بين الجسم والعقل وعبروا
عنه بالحكمة القائلة
((العقل السليم في الجسم
السليم ))حيث وضعوا مبادئ
خاصة في المدارس
الاسلامية توازن بين
الرياضة والمنهاج الدراسي
وقالوا بان الجسم المريض
اوالمجهد لايساعد العقل
على الفهم من هنا فأن درس
الرياضة ذا تأثير في
نفسية الطالب حيث يؤدي في
حالة تركه اوأهماله الى:
*.ضعف القدرة البدنية
وظهور حالات تعب جسدي
ونفسي .
*. زيادة الكسل والخمول
لدى الطلبة .
*. زيادة ظاهرة السمنة
لدى الكثير من الطلبة .
*.استشراء ظاهرة العنف
الجسدي بين الطلاب والذي
من الاجدر ان يوظف في
الالعاب الرياضية البدنية
.
ان هذه الظواهر نتيجة
لافتقارنا الى دروس
رياضية منهجية أساسية مثل
بقية المواد الاخرى
وابتداءٍ من المرحلة
الابتدائية وصولاً الى
المرحلة الجامعية وهذا
لايتم الا بالدعم
والرعاية من قبل كل
الجهات المسؤلة ذات
العلاقة من الوزارات
المعنية بهذا الجانب لكي
تاخذ الرياضة المدرسية
دورها في اعداد جيل صحي
معافى وتهيئة شباب
يتمتعون بامكانيات جسدية
قادرة على تحمل الصعاب
ولكي نصل بالرياضة
المدرسية الى مستوى مثالي
نرى في وزارة الشباب
والرياضة ضرورة وضع منهاج
عمل متكامل يجسد طموح كل
المعنيين بتطور الحركة
الرياضية في العراق بشكل
عام والرياضة المدرسية
بشكل خاص وهذا لايتم وفق
رؤيتنا الامن خلال تبني
الجوانب التالية ونبقي
الباب مفتوحاً لكل
الخيرين لأضافة ما يرونه
مناسباً ومكملاً لمثل هذا
المنهاج..
1 .التاكيد على المنهاج
الدراسي للرياضة والذي
لأبد من ان يعد من قبل
مجموعة من الاختصاصين
والتربويين والنفسانيين
حيث نصل الى منهاج دراسي
متكامل يحضى باهمية
وتطبيق لايختلف عن بقية
الدروس المنهجية المقررة
من خلال وضع حصص ثابتة في
الجدول الأسبوعي ويتضمن
أجراء اختبارات نظرية
وعملية..
2. وضع منتديات وزارة
الشباب والرياضة تحت تصرف
وزارتي التربية والتعليم
العالي في اقامة ورش عمل
خاصة بالتربية الرياضية
لاعداد وتقويم الجوانب
العملية والنظرية على ان
تقوم وزارة الشباب
والرياضة والاندية
والاتحادات الرياضية في
انتقاء الطـــــــلاب
المتميزين في الألعاب
الرياضية ووضع برامج
عملية لاعدادهم وتاهيلهم
ودعمهم مادياً
ومعنوياً.
3. العمل على تشجيع
الرياضة التخصصية وفق
بيئة كل محافظة وتقديم
المشورة والدعم وألاسناد
لمثل هذه البرامج
التخصصية في الاعداد
وتهيئة مستلزمات الاعداد
من المدربين والمعسكرات
التدريبية المتقدمة ..
4. ضرورة وضع برنامج
متكامل لاستيعاب خريجي
كليات التربيية الرياضية
البالغة ( 7) كليات والتي
تخرج سنوياً ما لا
يقــــل عن((1800)) مدرس
تربية رياضية لغرض
ألافادة من هذه الملاكات
المتخصصة واستثمار
خبراتهم في وزارة التربية
او النوادي والمنتديات
والا فما داعي لتخريج مثل
هذه الاعداد دون
استيعابهم واستثمار
قدراتهم.
5. اكتشاف الموأهب
الرياضية ورعايتها
وتطوريها من خلال زجها في
مدارس خاصة ووضع برامج
متطورة في تنمية قدرات
هذه المواهب واعداد ابطال
يعتمد عليهم في المنافسات
الرياضية.
6. تكثيف المسابقات
الرياضية المدرسية
المنظمة سنوياً في مختلف
الالعاب وفي كل المراحل
الدراسية والجامعية
والاهتمام بالمنتخبات
المدرسية والجامعية
والمشاركة بها في
البطولات المحلية
والعربية والاقليمية.
7. العمل على غرس بذور
التعاون والتألف والوطنية
بين الشباب وتوجيههم
الوجهة الصحيحة بما
يتناسب والقيمة
الاعتبارية والوطنية
لتمثيل الوطن. واخيراً
اننا نعمل جاهدين من اجل
تجاوز حالة الاهمال التي
اصابت الرياضة المدرسية
نتيجة لكل الظروف التي مر
بها العراق وتهيئة اجواء
ورعاية مناسبة لتفعيل هذه
الرياضة وتأمين
مستلزماتها كاملة لتحقق
رياضة مدرسية فاعلة تكون
قاعدة واسعة ومؤثرة في
أعداد جيل شبابي رياضي
قادر على المساهمة
والمنافسة لتحقيق رياضة
الانجاز التي نريدها
ونطمح اليها لبناء قاعدة
رياضية رصينة تعيد للعراق
الجديد دوره الرياضي
المرموق.