لا شك إن العنف ضد النساء
يتخذ أشكالاً عديدة, يكون
بعضها أكثر وضوحاً من
البعض الأخر وفي العراق
اليوم برزت إشكال لم تكن
معروفة او منتشرة من
قبل.ومنها عمليات
الاغتيال او الخطف
للنساء بقصد الاتجار او
الابتزاز وهو امر يشكل
خرق خطير للعادات
والتقاليد العراقية
الدينية والعشائرية فضلا
عن انه خرق للقوانين
والاعراف الدولية السائدة
.
ولم تكن مدينة
النجف الاشرف ببعيدة عن
مظاهر العنف هذه ضد
النساء على الرغم من
القيم الدينية الصارمة
التي تعطي حصانة كبيرة
لاحترام وحماية المراة في
المجتمع .الا ان عدد من
الاعتداءات طالت النساء
في العامين المنصرمين.
ففيما كانت الدكتورة
خوله زوين الاستاذه في
كلية الطب جامعة الكوفة
متوجه الى عملها يوم
الاربعاء التاسع من تشرين
الثاني من العام الماضي
داهمتها مجموعة مسلحة
برشقات من الرصاص الأمر
الذي أدى إلى وفاتها في
الحال الطبيبة خولة زوين
ولم تكن اول ضحية ولا
الاخيرة من
ضحايا الاعتداءات ضد
النساء في المدينة واذا
كانت قضية الدكتورة
الشهيدة خولة زوين قد
نالت اهتمام الأعلام
والمجتمع فان حالات
اغتيال عديدة لنساء يعملن
في صالونات الحلاقة
النسائية لم تحض بأي
اهتمام . وفي غالب
الاحيان لا يمكن الحصول
على إحصاءات حقيقية عن
عدد النساء الأتي تعرضن
للقتل.
لكن في الاشهر القليلة
الماضية اعلنت الادارة
المدنية في المدينة عن
القاء القبض على عصابتين
تقومان بعمليات خطف وقتل
للنساء. ففي يوم 11/11/
2006داهمت مديرية مكافحة
الارهاب دار في احد احياء
المدينة الجنوبية وألقت
القبض على شخص رمزت له
الشرطة ب(ا-ج) يبلغ من
العمر 34 عام يقوم بخطف
النساء ومن ثم بيعهن
وذكرت أنها عثرت على
المراة (ا-ع) تبلع من
العمر 25 سنة قالت انها
خطفت من مدينة العزيزية
بمحافظة الكوت،الشرطة
أكدت ( لبنت الرافدين) ان
التحقيق لازال
مستمرا. و قد يسفر عن
معلومات اخرى اذ ان هذه
المجموعة كانت تقوم بخطف
النساء ومن ثم بيعهن او
مساومة ذوييهن من اجل
الحصول على المال،
وكانت الشرطة اعلنت
25من الشهر الماضي القاء
القبض على قاتل لامرأة
تدعى أزهار داخل دارها
الواقعة في حي الوفاء
وذلك بعد أطلاق 7 رصاصات
عليها أصابتها مباشرة في
الرأس دون ان تذكر الشرطة
اسباب القتل وفي شهر
كانون اول الجاري كشفت
اجهزة الشرطة عن وكر يقوم
بالخطف والابتزاز
يتزعمه ضابط منتسب للحرس
الوطني قام باختطاف فتاة
وقتلها ودفنها في الوكر
ذاته وقد أفاد مقربون من
الضحية انها تبلغ من
العمر 18 ربيعا الى ذلك
اكد المسؤول الاعلامي
لمحافظة النجف احمد
دعيبل (لبنت الرافدين)
ان هذه الاعمال فردية
اجرامية ولا يمكن وصفها
بالظاهرة. ومن بين اشكال
العنف الاخرى و التي تركت
اثارا واضحة على النساء
في المدينة الاثار
المؤلمة لاوضاع الامنية
التي يشهدها البلد وخاصة
عمليات التهجير القسري
التي تتعرض لها العوائل
والنزوح الناتج عنها
اذتعاني النساء اوضاع
سيئة في المخيمات وتشير
اخر احصائية اعلنتها
الادارة المدنية في
المدينة الى وجود
1057 عائلة مهجرة في
المدينة كما ادت عمليات
الخطف والقتل الطائفي
للشباب _وهم من الذكور في
العالب _ الى زياد ة عدد
النساء الباحثات عن أخبار
مصير أقاربهن المفقودين.
إذ إن عدم القدرة على
الحداد ودفن أحبائهم
ترك أثراً هائلاً على
النساء النجفيات والنساء
المهجرات الى المدينة
وعلى آليات التكيف التي
يتبنونها. اذ تتخذ تلك
النسوة من مرقد الامام
علي مكان للتنفيس عن هموم
كبير ويمكن لنساء
الزائرات الاستماع الى
عشرات القصص المساوية من
نساء فقد ابنائهم او
اخوانهم او ازواجهم نتيجة
للعنف الطائفي في بغداد
وعدم تمكنهن من العثور
على جثثهم او دفنهم ومن
الجدير بالذكر هنا ان
القانون الإنساني يعترف
بحاجة وحق العائلات في
الحصول على المعلومات
الخاصة بمصير أقاربهم
الغائبين.
ومن
بين انواع العنف الاخرى
التي يمكن تاشير انتشارها
هو العنف الأسري والذي
تتعرض بموجبه النساء الى
الضرب والاعتداء من قبل
اقاربهم وذويهم (الزوج
/الاب /الاخ /الاقارب
)لاسباب عدة ويجب
الاعتراف بصعوبة الحصول
على احصاءات دقيقة بهذا
الخصوص نتيجة للاعراف
السائدة وقد رصدت (بت
الرافدين) حالة خطرة من
العنف الأسري حدثت في
النجف قبل ايام اذ أدى
شجار نشب بين زوجين وهم
من(المتزوجين الشباب)
الى اصابة الزوجة بحروق
شديدة جدا قد تؤدي الى
الوفاة في حالة عدم
الحصول على العلاج الازم
الزوجة لازالت ترقد في
المستشفى الزوج هروب
منذ وقوع الحادث.