رئيس الوزراء يوجه بيانا الى الشعب العراقي بمناسبة اعدام الطاغية صدام

 

احمد الطائي / بنت الرافدين

بسم الله الرحمن الرحيم

ولكم في الحياة قصاص ياأولي الألباب

صدق الله العلي العظيم

 

 ياأبناء الشعب العراقي العزيز

يامن تحملتم عذابات السنين وعانيتم من ظلم الطغاة والمتجبرين طيلة عهد الدكتاتورية البغيض، إن أرضكم الطاهرة المعطاء قد تخلصت وإلى الأبد من دنس الدكتاتور وطويت صفحة سوداء من تأريخ العراق وخمدت أنفاس الطاغية. لقد نفذت العدالة بإسم الشعب حكم الإعدام بحق المجرم صدام الذي واجه مصيره مثل كل الطغاة مذعوراً مرعوباً في يوم عسير لم يحسب حسابه.

 أيها الشعب العراقي الكريم

 إن إعدام صدام يعد نهاية لكل الرهانات الخائبة على عودة الدكتاتورية ونظام الحزب الواحد. لقد ولت وإلى غير رجعة سياسة الإقصاء والتمييز والتهميش التي عانى منها العراق على مدى خمسة وثلاثين عاماً جرته إلى حروب ومغامرات طائشة سفكت فيها دماء مئات الآلاف من الأبرياء وعاد العراق عشرات السنين إلى الوراء.

 أيها العراقيون الشرفاء، ياأبناء دجلة والفرات

 إن الطاغية صدام الذي نال جزاء ماإقترفت يداه الآثمة كان من أكثر الحكام المستبدين إستخفافاً بحياة الشعب، فقد سن قوانين الإعدام الجائرة التي طالت مختلف الشرائح الإجتماعية والقوى السياسية والزعامات الدينية والكفاءات العلمية والأكاديمية والعسكرية، كما إرتكب جرائم ضد الإنسانية، فهو الحاكم الوحيد الذي إستخدم الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه وزرع المقابر الجماعية في طول البلاد وعرضها. إن الدكتاتور الذي حرم ضحاياه من أية محاكمة، وفر له القضاء العراقي ولفريق الدفاع عنه الفرصة كاملة في محاكمة عادلة ونزيهة لم يشهد لها تأريخ العراق الحديث مثيلاً.

ياأبناء الشعب العراقي الكريم

 إن إعدام الطاغية يمثل درساً بليغاً لكل الحكام المستبدين الذين يرتكبون الجرائم بحق شعوبهم وأن القمع والإضطهاد والقتل لن ينفعهم في البقاء في السلطة ولايوصلهم إلا إلى المصير الأسود الذي لاقاه من سبقوهم في إنتهاك حقوق الإنسان.

 لم يكن صدام حاكماً شرعياً، فقد إستولى على السلطة بإنقلاب عسكري وأشرف شخصياً على التصفيات الدموية التي طالت جميع القوى السياسية ومن مختلف إتجاهاتها السياسية والفكرية. لقد كان طريقه للسلطة ملطخاً بالدماء وقائماً على الدسائس والمؤامرات وهو ليس سوى رئيس عصابة إحترفت الجريمة وعاثت في الأرض فساداً. وأنتم ياأبناء الشعب العراقي الذين عانيتم من بطش هذه العصابة تعرفونهم بأسمائهم التي لاتستحق الذكر.

 أيها الشعب العراقي العزيز

 إننا وكما أكدنا في خطابات سابقة، نرفض رفضاً قاطعاً إعتبار صدام ممثلاً عن أي فئة أو طائفة من مكونات الشعب العراقي، فالطاغية لايمثل إلا نفسه الشريرة.

 إنني أدعو وبإسم الشعب جميع المغرر بهم من أزلام النظام البائد أن يعيدوا النظر في مواقفهم، فالباب لايزال مفتوحاً أمام كل من لم تتلطخ أيديه بدماء الأبرياء، للمشاركة في عملية إعادة بناء العراق الذي سيكون لكل العراقيين دون إستثناء أو تمييز، فالعراق الجديد لن يحكمه بعد اليوم حزب أو طائفة.

 إن إنزال عقوبة الإعدام برأس النظام البائد لم ينطلق من دوافع سياسية، فالقضاء العراقي أثبت طيلة فترة المحاكمة كفاءته ونزاهته في محاكمة صدام وأعوانه وأن من يحسبون على القانون هم الذين قدموا الأدلة الدامغة على عدم حيايدتهم وأنهم كانوا يدافعون عن دكتاتور إرتكب أبشع المجازر بحق شعبه.

 وأقول لكل من يعترض على إعدام المجرم صدام، إنكم تستهينون بشهداء العراق وعوائلهم الذين صنفهم النظام البائد على أنهم أعداء وحرمهم من أبسط الحقوق. إن من يدافع عن الدكتاتور لايمكن أن يكون مدافعاً حقيقياً عن حقوق الإنسان وأن الشعب العراقي لن يسامح أولئك الذين جددوا آلامه بدفاعهم عن الطاغية المقبور.

 ياأبناء قواتنا المسلحة الباسلة

 أنتم اليوم تدافعون عن العراق وشعبه الذي يواجه هجمة شرسة من الإرهابيين وحلفائهم من الصداميين والتكفيريين وأن المسؤولية الملقاة على عاتقكم كبيرة وخطيرة وأنتم بعون الله أهل لها، فالقوات المسلحة من الجيش والشرطة لم تعد في العراق الجديد أداة بيد شخص أو طائفة أو حزب تقمع الشعب. إن على الأجهزةالأمنية والعسكرية أن تكون على أهبة الإستعداد وأن تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه أن يلحق الضرر بالمواطنين وممتلكات الدولة. إننا على ثقة تامة بأن قواتنا المسلحة التي تحضى بدعم الحكومة والشعب ستتصدى بكل قوة وحزم لكل من يحاول زعزعة الأمن والإستقرار في البلاد.

 ياأبناء الشعب العراقي الكريم ؛ لنطوي سوياً هذه الصفحة المظلمة من تأريخ العراق ولننظر إلى الأمام لنبني العراق معاً، وأن حكومتكم، حكومة الوحدة الوطنية مصممة على مواصلة جهودها في عملية إعادة البناء في المجالات كافة وأن الأبواب مفتوحة أمام كل مخلص يريد خدمة شعبه ووطنه.

 المجد والخلود لشهداء العراق جميعاً، و لتقرعيون عوائل شهداء العراق من ضحايا المقابر الجماعية والانفال وحلبجة والمعدومين في زنزانات واقبية النظام البائد ولتفرح الثكالى واليتامى والارامل باعدام الدكتاتورالمقبور

 بسقوط النظام البائد تهاوت مقولة القائد الضرورة، وبإعدام الطاغية، لن يبق في العراق مكان لحكم الفرد.

 وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين. 

نوري كامل المالكي

رئيس وزراء جمهورية العراق

30/12/2006

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org