كان
التدهور الأمني في العراق
هو العنوان الرئيسي
للجريدة المصرية الرسمية
الأكبر- الأهرام،
ومحورالكلمة الافتتاحية
لإثنتين من كبريات الصحف
الرسمية الصادرة
اليوم(الأخباروالجمهورية)،
ورغم إدانة أعمال العنف
ضد المدنيين فقد تشابه
تقييم الجريديتين
المتشائم للخطة الأمنية
الجديدة، فيما غطت معظم
الصحف التفجيرات التي
شهدها سوق الشورجة
بالعاصمة بغداد أمس، وقد
وصفت في غير جريدة بأنها
"أول تحد دموي للخطة
الأمريكية الجديدة لتأمين
بغداد"، كما نقلت الجرائد
فحوى كلمة المرجع الشيعي
الأعلي السيد علي
السيستاني، وطلبه من
أتباعه عدم القيام بأعمال
ثأرية في هذه مناسبة
(الذكري الأولي لتفجير
مرقدي الإمامين علي وحسن
العسكري في مدينة سامراء)
بعد أن أدت عمليات الثأر
لدخول العراق في دائرة
"عنف أعمى على حد قوله.
وكان العنوان الرئيسي
للأهرام هو "مجازر دامية
تقتل وتصيب مئات
العراقيين.مشاهد من
الجحيم بأسواق شعبية
تعرضت لتفجيرات بسيارات
ملغومة في بغداد"
وقالت الجمهورية في
كلمتهاالافتتاحية المعنون
بـ "لا أمن لبغداد.. في
ظل الاحتلال" أن
العراقيين يدفعون كل يوم
ثمن محاولة واشنطون"إنكار
فشل عملية الغزو التي
دبرتها بليل وورطت فيها
بعض الفئات العراقية التي
تصورت في الاحتلال منقذا
لها من ممارسات صدام
حسين"
وقيمت الجريدة الخطة
الأمنية الجديدة
باعتبارها" آخر محاولة
لوقف نزيف الدم ولكن ما
يثير الألم والسخرية أن
تتحدث التقارير عن خلافات
حول أي المناطق تستهدفها
الخطة الجديدة بالهجوم
والاقتحام والتصفية في
مرحلتها الأولي وهل تكون
سنية أو شيعية أو غيرها
من المسميات التي تفرق
بين أبناء الشعب الواحد"
وأضافت" إن من يقتلهم
الاحتلال وأعوانه يوميا
هم عراقيون سواء كانوا في
مناطق شيعية أو سنية
وعربية أو كردية أو
تركمانية ولا يمثل قتلهم
بدعوي فرض الأمن
والاستقرار حلا للمشكلة
العراقية التي صنعها
الغزاة بل الحل الوحيد في
أن يرحل الغزاة ويتركوا
للشعب العراقي تقرير
مصيره بنفسه."
وكانت الكلمة الافتتاحية
لجريدة الأخبار أيضاً حول
العراق وعنونت بـ"حتي لا
يضيع العراق في بحور الدم
"
وأشارت الجريدة ابتداء
للعنف المتصاعد بالعراق
يقوم به" مجموعات شاردة
لا تنتمي إلي الشعب
العراقي أو دين أو ملة.
وهو ما عبر عنه أحمد
أبوالغيط وزير الخارجية
بإن ما يحدث صدمة وألم
للجميع."
وكانت الجريدة تشير في
هذا الصدد لتصريح
لوزيرالخارجية المصرية
بعد تفجيرات الصدرية
الأسبوع الماضي حيث قدم
عزاء مصر حكومةً وشعبا
لذوي الضحايا معتبرا
إياهم شهداء، وهو وصف لم
يكن يستخدم كثيرا في
تصريحات رسمية مشابهة.
ومضت الجريدة لأنه يجب
"إدانة مثل هذه الأعمال
الوحشية التي لا تهدف سوي
لاشاعة الرعب والفرقة
والانقسام بين أبناء
الشعب العراقي وما تشهده
الساحة العراقية يهدف إلي
زرع الفتنة ودفع البلاد
إلي حرب أهلية دامية..
لن يخرج منها فريق منتص
بل يخرج منها الجميع
مهزوما."
ما يحدث في المستنقع
العراقي الدامي دليل علي
فشل الخطط الأمنية وعجزها
وقصورها ودليل علي ان
العراق في طريقه فعليا
إلي حرب أهلية شاملة..
وما يحدث للعراقيين يجب
عدم السكوت عليه.. حماية
للشعب العراقي.. ناقوس
الخطر يدق ليس علي
العراقيين فحسب بل علي
المنطقة خاصة بعد التحذير
الدولي بوجود أكثر من
مليون ونصف المليون عراقي
يعيشون في مخيمات لجأوا
إليها في ظروف قاسية بسبب
تداعيات الحرب.
ووصفت الجريدة الوضع
الحالي بالعراق بأنه يسير
نحو الهاوية والانزلاق
إلي ما هو أكثر فوضي
ودموية وآخرها حادث تفجير
منطقة الصدرية ومئات
القتلي والجرحي من
الأبرياء العزل الذين لا
ناقة لهم ولا جمل في كل
ما يحدث بالعراق.
ودعت الجريدة لمعالجة
حقيقية وجذرية تنهض علي
افاق سياسية وتجعل
المعالجة الجادة والعملية
ضرورة وليس مجرد خيار أو
تصريحات اعلامية لا سند
لها ولا رصيد ميدانيا أو
شعبيا وحتي لا يضيع شعب
العراق في بحور من الدماء
وجبال من الجماجم وأعداد
لا تنتهي من المعوقين
والأرامل واليتامي
والثكالي.
ونشرت الأهرام حواراً تم
في واشنطون مع سيمور هيرش
(الصحفي الأمريكي الشهير
الذي كشف عمذبحة ماي لاي
في فيتنام عام1969 من
خلال تتبع تفاصيل صغيرة
ثم واصل الصحافة
الاستقصائية و حت الكشف
عن فضيحة تعذيب السجناء
العراقيين في سجن أبو
غريب) ، وقد وروي هيرش ما
سمعه من قصص قاسية عن
الجنود الأمريكيين في
العراق منها الام التي
ذهبت لرؤية ابنها المتورط
في فضيحة ابو غريب لكنها
بادرته بجملة شديدة
القسوة قائلة: لقد
ارسلت لهم ولدا حسن
الأخلاق فأعادوه لي
قاتلا، ومن القصص الغريبة
للعائدين تلك المجندة ـ
حارسه سابقة في أبوغريب
ساهمت في تسريب معلومات
عن وقائع التعذيب ـ التي
عادت من العراق لتغطي
كامل جسدها بالوشم ناتو
حتي العنق رغبة منها في
تغيير لون جسدها بعدما
تورطت فيه في السجن
العراقي وقال ان بعض
الجنود الامريكيين
العائدين من العراق
يحملون أعراضا مشابهة
للامراض النفسية التي
أصابت جنودا أمريكيين في
فيتنام. وأبدى هيرش
تشاؤما من احتمالات نجاح
الخطة الامنية الجديدة
بالعراق متهما بوش
بالتفكير بصورة منفردة
عما يصله من نصائح
وتوصيات.
وعاب هيرش عدم قدرة
الاعلام الامريكي ـ
التيار الرئيسي ـ توقع
فرص وقوع حرب أهلية أو
صدامات طائفية في هذا
البلد ولم يحدث نقاش حول
الامر إلا بعد ان نشر
المحلل الاستراتيجي
انتوني كوردسمان مركز
الدراسات الاستراتيجية
والدولية في واشنطن دراسة
في عام2003 توقعت حدوث
صدامات طائفية. فيما
نشرت جريدة المساء بتفصيل
كبير اتهام الجيش
الامريكي لمسئولين
إيرانيين رفيعي المستوى
"بامداد المليشيات
الشيعية في العراق بقنابل
متطورة".
وتراجع اهتمام كتاب الرأي
بجريدة الوفد الليبرالية
المعارضة بالشأن العراقي
هذا اليوم كما الأيام
الفائتة، رغم اهتمام
الجريدة لفترة سابقة
بالشأن العراقي وتخصيصها
ملف في مننتصف الشهر
الماضي لأحوال العراقيين
بمصر.