محمد
الكحط / القاهرة
على ضفاف النيل الخالد،
في المجمع الثقافي في دار
الأوبرا المصرية ابتدأت
أعمال ملتقى القاهرة
الدولي للشعر العربي
للفترة من 10الى 13
فبراير/ شباط 2007، تحت
عنوان كبير هو ( الشعر في
حياتنا) وحملت الدورة أسم
الفقيد الشاعر صلاح عبد
الصبور، أعد المهرجان
برعاية المجلس الأعلى
للثقافة و أفتتحه الفنان
فاروق حسني وزير الثقافة،
دعيت أليه عشرات الشخصيات
الإبداعية من شعراء ونقاد
في مجال الشعر من معظم
البلدان العربية والعديد
من بلدان العالم. دارت
أعمال المؤتمر حول خمسة
محاور هي:
1- الشعر حاجة إنسانية.
2- التنوع الإبداعي
والتعددية الثقافية.
3- الشعر والهوية.
4- الشعر في عصر العولمة.
5- الشعر والجمهور.
أفتتح هذا المهرجان
الشعري الكبير الدكتور
جابر عصفور الأمين العام
للمجلس الأعلى للثقافة
بكلمة مؤثرة طارحاً
العديد من الأسئلة مبتدأً
بماذا يمكن أن يفعله
الشاعر العربي في هذا
الزمن الذي يكفر الإبداع
ويغرس السكين في رقبة
نجيب محفوظ، واضعاً أمام
الشعراء والمبدعين مهمة
كبيرة لما يواجهه الشعر
اليوم من أزمة عالمية،
مذكرا بأن القبيلة
العربية كانت تقيم
الأعراس و الاحتفالات
وتقدم لها القبائل الأخرى
التهاني بقدوم شاعر لها،
فاليوم عيد كبير هنا في
مصر حيث يجتمع عدد كبير
من شعراء العرب والعالم.
ثم تكلم مقرر لجنة الشعر
الأستاذ أحمد حجازي،
مؤكدا الحاجة الى الشعر و
مطالباً بإنقاذه ، فنحن
بحاجة الى لغة نحب ونحلم
ونتذكر ونغني بها، محذرا
من العولمة المتوحشة التي
تندثر في ظلها اليوم
عشرات اللغات، منهياً
كلامه قائلاً، أن الشعر
في خطر لأن السعادة في
خطر.
بعدها جاءت كلمة
المشاركين العرب التي
قدمها الأستاذ حيدر
محمود، ومن ثم كلمة
المشاركين الأجانب التي
ألقتها الشاعرة الإيطالية
فرانشيسكا كورا التي
اختزلت كلامها بعبارة
رقيقة بقولها الإنسانية
موجودة داخل الشعر، وفي
ختام الجلسة الافتتاحية
تحدث الفنان وزير الثقافة
فاروق حسني مرحبا بالجميع
متمنياً للفعاليات
النجاح. بعدها جرى حفل
استقبال لجميع الحضور.
ومن ثم جرت الفعاليات
بواقع جلستين صباحية خصصت
للجوانب البحثية وجلستين
مسائية خصصت للشعر
وللشعراء، وعلى قاعة
المسرح الصغير بدأت
الجلسات البحثية الأولى
ثم تتواصل في قاعة
المؤتمرات في اليوم
الثاني والثالث والرابع،
أما أمسيات الشعر، فقدمت
في اليوم الأول والثاني
من على مسرح الهناجر ضمن
مجمع الأوبرا، واليومين
الثالث والرابع من على
منصة المسرح الصغير في
دار الأوبرا.
ومن خلال تجوالنا في
قاعات المهرجان التقينا
مع المبدعين العراقيين
المدعوين والمشاركين في
هذا الملتقى، وهم كل من
الدكتورة وجدان عبد الإله
الصايغ القادمة من اليمن،
والتي حدثتنا عن مشاركتها
في بحث عنوانه
(( القصيدة الأنثوية
وثقافة الراهن)) ،تقول عن
هذا البحث ( لفتت القصيدة
الأنثوية العربية
الانتباه إليها بشدة لما
تمتلكه من مقومات حداثية
استطاعت أن تثبت جدارة
الحضور النسوي في المشهد
الثقافي العربي إذ لم تبق
هذه القصيدة في إطار
الجسد الناعم ونداءاته
المحمومة للاكتمال بالآخر
ولا في إطار الغرف
المغلقة ونصف المضاءة،
وإنما أعلنت عن حضورها
المتماهي بالراهن الثقافي
والسياسي والاجتماعي
والمندغم مباشرة بطبيعة
الأنثى البيولوجية
والنفسية وظرفها
الاجتماعي الخاص. وهو
حضور ينظر بعين الحذر الى
الحركة النقدية التي
تتراوح بين المساندة
والمناهضة التي تخلط
الأوراق حين تنكر على
الأنوثة حرفة
الإبداع....)، كما يشارك
الأستاذ الدكتور والناقد
العراقي حاتم الصكر
والقادم من اليمن كذلك،
ببحث عنوانه( من جمهور
الشعر الى متلقي القصيدة)
ويحدثنا الأستاذ الصكر عن
بحثه قائلاً ( تناقش
الورقة صلة الشعر
بالجمهور و تسعى إلى دحض
آلية هذه الصلة والاعتراف
بالفزع من وضع أو صياغة
هذه المعادلة – الشعر –
الجمهور، حيث يتصاغر
الشعر باعتباره نتاجاً
فردياً معبراً عن ذات
بمقابل وجود الجمهور
ككتلة استهلاكية ضخمة
وضمير جمعي، كما تحضر
المقولات الأيديولوجية
التي تربط الشعر انعكاسيا
بالجمهور كمادة له وموضوع
وهدف في آنٍ واحد....)،
أما المشارك الآخر من
المبدعين العراقيين في
مجال البحوث وكذلك قدم من
نتاجاته الشعرية الجميلة
أيضاً فهو الدكتور علي
جعفر العلاق القادم من
الأمارات العربية وعن
بحثه المعنون ب (الشعر
حاجة إنسانية متجددة)
يقول الأستاذ العلاق- كان
الشعر لقرونٍ طويلة،
وسيلة الإنسان وسلاحه
ربما، في التعبير عن
تلقائيته الحارة وغرائزه
المحتدمة من جهة، وعن
فهمه للعالم المحيط به
بكل ما فيه من مفاجآت
مهلكة أو حميمة من جهة
أخرى، ومع تقدم الحضارات
انزاح الإنسان عن سريره
الغائم، الآمن، الطري،
لصالح الثقافة وما فيها
من فتوحات علمية، وخسارات
روحية وأحلام تتآكل
تباعاً....).
كما شارك الشاعران
العراقيان سعدي يوسف
القادم من بريطانيا
وشوقي عبد الأمير القادم
من فرنسا بالأمسيات
الشعرية بتقديم العديد من
القصائد القديمة والحديثة
لهما. وفي نهاية الملتقى
تم منح الشاعر الفلسطيني
محمود درويش جائزة
المهرجان من قبل لجنة
التحكيم، نظراً لمحافظته
على إبداعه الشعري كما
قالت وسلم الفنان فاروق
حسني وزير الثقافة المصري
الجائزة للشاعر درويش في
أجواءِ مؤثرة ضمن الحفل
الفني الموسيقي لفرقة
خماسي الموسيقى العربية
بدار الأوبرا.