تعتبر عمـلية الابداع من العمليات المعقدة ، فهي عبارة عن تفاعل العقل مع النفس، كما يعبر عنها بعض علماء النفس، وهذا التفاعل يكون خاضعاً الى عوامــل داخلية وخارجية يكون الفرد المبدع خلالها كتلة ملتهبة من النشاط العقلي والتركيز الذهني العميق نحو مشروعه بجهد متواصل وحثيث ، حتى ترى فكرته النور وتخرج على شكل اكتشاف علمي، او اختراع غير مسبوق او نظرية ذات اهمية في مجـالات معينة، وغيرها من القنوات الابداعية من قبيل الادب، الــشعر والرسم ..الخ.

 وقد اثبتت الدراسات الحديثة ان اغلب حالات الابداع تظهر خلال فورة الشباب حيث يكون الشاب في اوج تالقه الذهني والجسدي خصوصاً في الفتـرة الواقعة بين سن(14- 30) سنة، وهي مرحلة مهمة يجب التركيز عليها حيث يمكن من خلال ذلك رصد الحالات الابداعية بصورة واضحة. ولما كان لهذه الشريحة المهمة تلك القابليات والاستعدادات ، فبات من المهم ان يتم تهيئة الظروف المناسبة لاستقطاب كفاءات هذه الشريحة، ومبدعيها، يتم تصنيف قابلياتهم الابداعية حسب مجالات اختصاصاتهم ، وهذه المسؤولية تلقى على عاتق وزارة الشباب والرياضة بالدرجة الاساس كونها المؤسسة الاولى التي تعنى بتلك الشريحة الغراء ، . وهي لاتتردد في اي جهد يبذل في سبيل انجاح مشروع تطوير الشباب، ورفع قابليات المبدعين منهم ودعم افكارهم وطروحاتهم واختراعتهم . وللوزارة رؤيا واضحة في وضع خطة شاملة لدعم المبدعين في مختلف الاختصاصات والاتجاهات لاسيما العلمية منها كالاختـصاصات (الطبـية، الهندسية، الزراعية، التقنية وغيرها ..)  بما لها من اهمية في دعم القطاعات الوطنية ورفع جودة المنتوج الوطني .. وقد تم تحديد المحاور ألاساسية لهذه الرؤيا وفق خطة تأخذ بنظر الاعتبار مأياتي  :-

أ‌. الدراسات والافكار العلمية الجديدة .

ب‌. الابتكارات العلمية .

ج. برمجيات ذات علاقة بتطوير دوائر الدولة .

د. اجهزة علمية .

ه. معدات تقنية ومهنية .

 وعلى هذا الاساس، تم وضع الية معينة تشكل من خلالها لجنة محلية ضمن الاقليم او المحافظة، تقوم باستلام المقترحات والافكار والاختراعات ، المقدمة من قبل المبدعين الشباب، وتكون اللجنة برئاسة احد مساعدي رئيس الجامعة ضمن المحافظة وعضوية مدراء التربية ومراكز الشباب لتلك المحافظة المعنية. حيث تقوم اللجنة بفرز الاوائل من المبدعين ضمن محاور الابداع الاساسية المذكورة انفاً، وتحال بعد ذلك الى اللجنة المركزية في وزارة الشباب والرياضة التي تأخذ على عاتقها توسيع دائرة الاهتمام بمشروع رعاية المبدعين وتضم هذه اللجنة التي يرأسها وكيل وزارة الشباب والرياضة وعضوية مدراء عامين من وزارات الشباب والتعليم العالي والبحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا  وخبراء وأكاديميين من هذه الوزارات وتتجه النية في الوزارة الى اشراك وزارات اخرى في دعم هذا المشروع الحيوي ولكي تتحقق اهداف المشروع لابد من انجاز الملاحظات التالية :-

 أ‌. أعداد ورقة عمل للابداعات العلمية للشباب في العراق .

ب‌. تحديد آليات وشروط التقديم .

ج. تقييم المبدعين الذين يتم تحويلهم من اللجان المحلية .

د. تحديد الفائز الاول من الاختصاصات المختلفة .

هـ. تقوم اللجنة باستثمار الافكار والابداعات الفائزة من خلال استحصال براءات الاختراع لهم او ادخال الافكار في مجال التطبيق .

و. تحديد مكافآت مجزية للمبدعين، ويحدد يوم سنوي للأحتفال بهم وبابداعاتهم ويكون باشراف فخامة رئيس الجمهورية او دولة رئيس الوزراء .

ز. يتم تغطية هذه النشاطات من تهيئة قنوات اعلامية مختلفة، ويكون دورها الاساس هو اطلاق حملة اعلامية شاملة لاستقطاب المبدعين الى المراكز المحلية والشبابية ، ليتم تصنيف ابداعاتهم واحالتها الى وزارة الشباب والرياضة حسب آلاليات المذكورة انفاً .

 ان رعاية ودعم الموهوبين والمبدعين يعتبر واجباً وطنياً كونهم ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها، وهذه الرعاية والدعم سيساهمان بتعزيز قدرة المبدع ويعمق ثقته بنفسه والحكومة فتصبح لديه حالة من التفاني والاخلاص تجاه بلده وشعبه دون الانحياز والتطرف الى هذه الجهة او تلك، ويكون بناء العراق وتطويره من أجل رفاهية وازدهار شعبه هو الهدف المنشود لكل المبدعين.