يدعو الى تعاون السعودية وإيران مع جهود المصالحة السياسية في العراق

كشفت مصادر اعلامية  اميركية ان مؤتمر مغلق وغير علني عقد الاسبوع الماضي بمدينة اسطنبول التركية وشاركت فيه مجموعة رفيعة من الخبراء والمسئولين من العراق وست دول مجاورة له، إضافة إلى الولايات المتحدة، لتحديد خطوات فعلية من شأنها المساعدة على استقرار العراق والمنطقة المحيطة به. وأشرف على المؤتمر كل من معهد السلام الأمريكي، والمركز التركي للدراسات الإستراتيجية اليور-أسيوية،ضمن مشروع "العراق ودول الجوار" بمعهد السلام الأمريكي هو أحد أهم برامج معهد السلام الأمريكي، ويركز المشروع على الحوار بين خبراء ومسئولين في المجال الأمني والعملية السياسية من العراق ودول الجوار، ويهدف الحوار على بحث القضايا والتحديات الهامة المشتركة في هذه المنطقة، ودور الولايات المتحدة فيها. ويشرف على المشروع الخبير سكوت لازنسكي ومنسق المشروع الباحث هشام سلام. وخلصت مناقشات المؤتمر إلى 36 توصية-خطوة إجرائية، نصح المؤتمرون بالأخذ بها لكونها الوصفة الأفضل من وجهة نظرهم لاستقرار العراق. وغطت هذه التوصيات قضايا عدة من ضمنها: السيطرة على الحدود، التعاون الإستخباراتي، الحوار الديني، مشاكل نزوج السكان واللاجئين.  وقد عبر المشاركون  بحرية عن أرائهم وتصوراتهم لاستقرار الوضع في العراق، وتوصل المشاركون بالإجماع لصيغة إعلان  . أطلقوا  عليه "إعلان مرمره" إشارة إلى اسم الفندق الذي عقدت فيه مناقشات المؤتمر وقالت  المصادر الإعلامية الاميركية ان انعقاد هذا المؤتمر (الذي لم يحظ) بالتغطية الإعلامية المناسبة يأتي قبل أسابيع من عقد مؤتمر دول جوار العراق على المستوى الوزاري في مدينة الموصل العراقية. وحضر مناقشات اسطنبول ممثلون من الأردن وسوريا وإيران والسعودية والكويت وتركيا، إضافة إلى خبراء من معهد السلام الأمريكي. وتأتي أهمية هذا المؤتمر لكونه جاء على خلفية دعوة لجنة بيكر هاميلتون على ضرورة إشراك سوريا وإيران في تناول الشأن العراقي، ودعوة التقرير الإدارة الأمريكية إلى تغيير إستراتيجيتها بهذا الخصوص.  وقال موقع معهد الامن العالمي وهو مؤسسة اميركية غير حكومية على شبكة الانترنيت ان خبراء معهد السلام الأمريكي بعد عودتهم لواشنطن واطلعوا  مسئولين كبار في إدارة الرئيس بوش وأعضاء في الكونغرس على تفصيلات إعلان مرمرة ونقل الموقع عن هشام سلام منسق برنامج "العراق وجيرانه" بمعهد السلام الأمريكي. قوله يجيء مؤتمر مرمرة بعد أسابيع قليلة من عقد مؤتمر بغداد الذي ضم دول الجوار العراقي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى مصر والبحرين والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لبحث الأوضاع الأمنية المتدهورة في العراق وسبل وضع حد لدوامة العنف هناك. 
وأقر المشاركون بالمؤتمر مسؤولية دولهم ودورها الهام في دعم استقرار العراق، كون العراق المستقر يرتبط مباشرة بحماية الأمن القومي لهذه الدول. وذكر بول ستيرز مدير المؤتمر، ونائب رئيس معهد السلام الأمريكي "ناقشنا أهم التحديات التي تواجه العراق وجيرانه بطريقة صريحة وبناءة"، وأضاف ستيرز "أن الوثيقة الختامية تعكس السلوك الايجابي من كل المشاركين، وتظهر إجماع عام على الحاجة لاستمرارية الحوار الإقليمي بخصوص الوضع الحرج شديد الأهمية".
وشددت وثيقة المؤتمر التي أطلق عليها "إعلان مرمره" على ضرورة أخذ المسئولين الحكوميين في الاعتبار لقضايا هامة ومناقشتها بصورة متعمقة، ودعت العديد من التوصيات إلى ضرورة مساهمة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في قضايا المحيط العراقي ومن أهمها:

- ضرورة تبني الولايات المتحدة عملية سلام إقليمية بخصوص العراق، ويجب أن تحسن العلاقات مع سوريا وإيران، خاصة فيما يتعلق بالجزء الخاص بالعراق. ومن الجانب الأخر، على كل من سوريا وإيران أن تساهم في هذا الشأن بصورة إيجابية وبناءة.

- على الولايات المتحدة تبني إستراتيجية متكاملة للانسحاب الشامل من العراق على مراحل زمنية محددة تراعي أمن واستقرار العراق.
-على الولايات المتحدة التخلي عن رغبتها في إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق، إلا إذا طلبت ذلك منها الحكومة العراقية. 
- الحاجة إلى عقد مؤتمر دولي بصورة عاجلة من أجل دعم العملية السياسية في العراق....وجدول زمني للحكومة العراقية للقيام بمسئولياتها بصورة كاملة في جميع أنحاء العراق. 

أهداف "إعلان  مرمره" 

*تأمين العراق واستقراره وتأمين سيادته وتخليصه من الإرهاب والتوترات الاثنية هو هدف مشترك يجمع العراقيون وجيرانهم.

*وحدة العراق والتوزيع العادل لثرواته، وضرورة دعم العملية السياسية الديمقراطية، إضافة إلى ضرورة   إنجاز مصالحة وطنية عراقية تضمن الحفاظ على حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وسيادة القانون.

أولويات "إعلان مرمره"

دعم الأمن العراقي وأمن المنطقة

بمقتضي هذه النقطة يمتنع جيران العراق عن تمويل وتجهيز ودعم أي ميليشيات عرقية في العراق. في نفس الوقت، على العراق أن ينهي وجود وأنشطة أي جماعة تمثل خطرا على أيا من جيران العراق. وضرورة دعم وتمويل العراق وجيرانه من أجل تحسين السيطرة على الحدود المشتركة، وتبادل الملومات الإستخباراتية.

وقف إثارة العنف ووقف دعم المتمردين

يجب أن يقوم قادة المجتمع المدني في العراق والدول المجاورة له بمحاربة الرسائل التي تدعو للعنف وإزكاء نار الطائفية. وضرورة تبادل الخبرات الإعلامية وقيام القادة الدينيين وقادة المنظمات الأهلية  بزيارات متبادلة. إضافة إلى ضرورة السيطرة على التحويلات النقدية بين دول جوار العراق.

اللاجئون ونزوح السكان
التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى المتخصصة من أجل حماية ومساعدة اللاجئين والسكان الذين تم إخراجهم من ديارهم بما يتلاءم مع الأعراف والمواثيق الدولية. ضرورة توفير الخدمات والحقوق الأساسية للاجئين العراقيين في دول الجوار بما يساعدهم على العودة لديارهم.

المصالحة السياسية العراقية
تعاون دول الجوار العراقي خاصة السعودية وإيران مع جهود المصالحة السياسية العراقية عن طريق التشاور مع القوي السياسية العراقية المختلفة. وقف عنف الميليشيات المسلحة والمتمردين هو أهم الأولويات، وبمجرد الانتهاء من نزع سلاح هذه الميليشيات وجماعات التمرد، يمكن إصدار عفو عام. والقيام بتعديلات دستورية إذا ما كانت ستساهم في عملية مصالحة سياسية عراقية شاملة.

وبخصوص قضية مدينة كركوك، أشار الإعلان الختامي إلى ضرورة حلها عن طريق تعديل دستوري يراعي حساسية وخصوصية وضعها. وإصلاح قانون "اجتثاث البعث"، كونه خطوة هامة على طريق المصالحة السياسية، وخطوة تشجع الدول العربية السنية على المساهمة في العملية السياسية في العراق بما يضمن مشاركة أكبر من سنة العراق.

تقوية الحكومة العراقية
تعديل قوانين الانتخابات العراقية بما يزيد من قدرة السكان المحليين على محاسبة المسئولين بدلا من محاسبتهم على المستوى القومي الأكبر. وعلى المجتمع الدولي دعم المجتمع المدني العراقي، والمؤسسات العامة، خاصة تلك ذات الطبيعة الأمنية.

ما يتوقعه العراق وجيرانه من الولايات المتحدة
على الولايات المتحدة الالتزام بضرورة دعم جهود جيران العراق فيما يخص عملية "سلام العراق" عن طريق البدء بتحسين العلاقات مع سوريا وإيران. هذا بالإضافة على ضرورة تبني الولايات المتحدة إستراتيجية متكاملة للانسحاب الشامل من العراق على مراحل زمنية محددة تراعي أمن واستقرار العراق.