كلمة دولة رئيس الوزرء في الحفل التأبيني لشهداء الصحافة

 

سارة الطائي / بنت الرافدين

بدءا نحيي  الصحفيين العراقيين  لدورهم الكبير في الدفاع عن الحقيقة وترسيخ قيم الديمقراطية   وبالأخص منهم الشهداء  الذين دفعوا حياتهم  فداء  للعراق مهد الحضارة  والابداع. لقد  شهدت وسائل الاعلام  العراقية المختلفة بعد سقوط النظام الدكتاتوري نقلة نوعية في التعددية والحرية والانفتاح  لم يعرفها تاريخ العراق الحديث. فقد انتهى عهد الرأي الواحد ومقولة القائد الضرورة، واختفى والى الابد الرقيب الذي كان يحبس انفاس الصحفيين. في العراق الجديد يضمن الدستور حرية العمل الصحفي ولاتضع حكومة الوحدة الوطنية حدوداً لحرية التعبير والعمل الصحفي المهني ولا تضيّق عليه فلم يحصل ان وجّهت الحكومة انذارا او تحذيرا لوسائل الاعلام الوطنية واكتفت بلفت الانتباه الى خطورة الاوضاع التي يمر بها العراق  الذي يتعرض الى هجمة ارهابية وحشية.

إن حكومتكم ومن اجل حماية البلاد والدفاع عن مصالح الشعب اضطرت لاتخاذ اجراءات محدودة جدا بحق عدد من وسائل الاعلام التي لم تلتزم بقواعد السلوك المهني، واعتمدت نهجاً تحريضيا منحازا يحض على الكراهية والبغضاء، وهي اجراءات  لايمكن النظر اليها على انها ضد حرية الصحافة ، فلو ان اية دولة في العالم تتعرض لما يعاني منه العراق اليوم من عمليات ارهابية، فانها وبدون ادنى شك، ستتخذ اجراءات عقابية قاسية ضد وسائل الاعلام.

لقد حرصت حكومة الوحدة الوطنية ان يمارس الصحفيون العراقيون دورهم الريادي في عملية اعادة البناء باعتبار ان التعددية الاعلامية وحرية التعبير واحترام الرأي الاخر تشكل ركيزة اساسية في دعم العملية السياسية وبما يساهم في تعزيز التجربة الديمقراطية وعلى الرغم من ضراوة الهجمة الارهابية التي يتعرض لها الصحفيون، فان ابناءالسلطة الرابعة كما باقي فئات الشعب يواصلون حمل مشعل الكلمة الصادقة في مسيرة تعبر عن ارادة وطنية في مواجهة الارهاب والتصميم على تحقيق الامن والاستقرار والازدهار. اننا نقول وبكل جرأة ان وسائل الاعلام الوطنية الحريصة على خدمة الحقيقة تحولت الى رأس حربة ضد الارهابيين الذين شنوا حملة شعواء ضد الصحفيين المخلصين لوطنهم وشعبهم، وليس أدّل على مسؤولية الارهابيين عن قتل واختطاف الصحفيين اعلان المنظمات الارهابية مسؤوليتها عن قتل الصحفيين ومنهم الصحفية الشهيدة اطوار بهجت، والصحفي الشهيد موحان الظاهر وغيرهم. ان الارهابيين من التكفيريين والصداميين يستهدفون اليوم كل مايمت الى الحياة بصلة، فهم يقتلون الاطباء والمهندسين واساتذة الجامعات، ويحرقون الكتب في شارع المتنبي كما لم ينج منهم عمال البناء في أماكن طلب الرزق الحلال. ان الحكومة تدين بقوة العمليات الارهابية التي تستهدف الصحفيين وتتابع باهتمام التقارير التي تنشرها منظمات الدفاع عن حقوق الصحفيين المحلية منها والاجنبية  وستعمل كل مابوسعها لضمان حقوقهم حسب الاطر القانونية وتوفير الظروف المناسبة لعمل الصحفيين الذين يضحون بانفسهم وارواحهم في خدمة الحقيقة التي هي هدفنا جميعا. تحية اجلال واكبار لشهداء الصحافة العراقية الذين نجتمع اليوم وفاء لهم، كما نتقدم بأحر التعازي لذوي الشهداء وللاسرة الصحفية العراقية. عاش العراق حرا  عزيزا كريما بهمة وعزيمة ابنائه وباصرارهم على تحدي الصعاب   ومواصلة المسيرة الديمقراطية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org