إن الحرية تبقى مفهوم فلسفي وسياسي،
وتطلع البشرية الواعية في التفكير والتعبير والخلق. ومازال الأنسان
عموماً والفنان خصوصاً قلق في بحث الدائم والمضني من أجل ممارسة
الحرية كاملة، وبكل أغراضها وأشكالها كمعنى للوجود وأملاً للأنسانية في
تحقيق الآمال، وتكسير كل طواطم المحرمات الأثنية والأجتماعية، التي
تعيق مساحات إبداعه، المتطلع نحو آفاق العدالة والمساواة والكرامة.
ومن هذا المنطلق كانت مشاركة الفنان
العراقي ساطع هاشم، الذي أنجز هذا العام مجموعة من الأعمال الفنية حول
موضوع الحرية، والأنجاز كان بتكليف من المتحف الوطني للفنون في مدينة
ليفربول ومتحف ليستر.
حيث رشحته مؤسسة المتاحف في مدينة
ليستر لهذا التكليف اوخر العام الماضي ليمثل المدينة في معرض –الحرية-
الذي ينظم بالاشتراك والتنسيق مع اربع مدن بريطانية اخرى حيث اختيرلكل
مدينة فنان واحد لتمثيلها. وسوف تعرض اعمال الفنان ساطع هاشم في شهر
حزيران القادم في عرض خاص في متحف- كيلدهول-التاريخي ولعدة اسابيع.
ويتم عرضها ضمن معرض-الحرية- في متاحف المدن الاربعة المشاركة
وهي"ليستر \سالفورد \سندرلاند في نيوكاسل \ ليفربول"وعلى مدى عام كامل
وقد تم اختيار لوحة من الحجم الكبيرللفنان ساطع ستعرض تباعا في هذه
المدن، مع فلم وثائقي قصير عنه تم تصويره في مراحل مختلفة اثناء عمله
على انجازه لهذه اللوحات. حيث يتراوح اللون فيها ما بين اللون الأزرق
الذي يشع بالدفء والأمل، الذي لا بد منه، وقد إفترش الكثير من
المساحات، ولوحة وحيدة توزعت بقوة اللون الأبيض والأسود، لتغرق في
إشعاع رمادي، وكأنه ثقل ماض ، يسحق الطفولة، التي تتوشح بذهب برائتها.
ولم تتخلَ اللوحات عن ظلال الأنسان الذي هو ما تعنيه الحرية التي تيبست
أقدامنا في إنتظارها على طرقات المنفى.
والمعروف أن الفنان ساطع هاشم من
مواليد مدينة بهرز العراقية التابعة لمحافظة ديالى، حيث تتوارد الخبار
منها ، عن معارك طاحنة بين أهالي المدينة وعناصر من تنظيمات القاعدة
وبقايا حزب البعث العفلقي، ومدينة بهرز غنية عن التعريف بميولها
اليسارية منذ أواسط ثلاثينيات القرن الماضي، والتي أصبحت بعد سقوط نظام
البعث العفلقي مرتعاً لوحوش وضباع البعث العفلقي والأسلاميون الجهلة،
حيث الشر الذي يعترض سكان المنطقة هناك.