عقد في مدينة بون الألمانية اللقاء السنوي بين السفارة والجالية العراقيتين وشارك فيه سفير العراق علاء الهاشمي والسكرتير الثاني في السفارة صبحي البرواري ونائب القنصل سرمد حمودي وممثلو الجمعيات والمنتديات العراقية وجمهور غفير من بنات و أبناء الجالية العراقية في ألمانيا وذلك يوم السبت 21 نيسان 2007 في قاعة الأحتفالات بجامعة بون الألمانية. وأشتمل برنامج هذا اللقاء على جزئين الأول باللغة الألمانية (الأوضاع في العراق والعلاقات العراقية الألمانية) والجزء الثاني باللغتين العربية والكردية والذي توزع على جلستين الأولى (الشؤون القنصلية وقضايا اللاجئيين ) والثانية ( تنظيم شؤون الجالية ) أفتتحت المهندسة أنوار الوزان عضو مجلس أدارة المركز العراقي الألماني هذا اللقاء بكلمة باللغة الألمانية رحبت فيها بالمشاركين من الألمان والأجانب والعراقيين وشكرت جامعة بون على تعاونها في عقد اللقاء ، وعبرت عن قلق الجالية العراقية من الأوضاع الأمنية في العراق التي يذهب ضحيتها عشرات العراقيات والعراقيين بصورة يومية ، وأكدتت على أهمية المشاركة الألمانية في أعادة بناء العراق كما ناشدت الحكومة الألمانية تفهم قضايا اللاجئيين العراقيين وأيقاف أجراءات ألغاء اللجوء والأبعاد ضدهم. أدار الجلسة الأولى الدكتور حامد السهيل نائب مدير المركز العراقي الألماني حيث قدم سفير العراق في محاضرة حول الأوضاع في العراق والعلاقات العراقية الألمانية داعيا الجمهور الألماني والأجنبي الى التعرف على الأوضاع في العراق من خلال وجهات نظر العراقيين وليس من خلال ما تنقله يوميا وسائل الأعلام والى المشاركة في حوار جاد حول ذلك.
وألقى سفير العراق علاء الهاشمي كلمة باللغة الألمانية رحب فيها بالحضور الذي تضمن إضافة إلى ممثلي الجالية العراقية , بعض أساتذة الجامعة وطلابها وبعض الصحفيين والمهتمين بالشأن العراقي من الألمان وسلط فيها الضوء على الأوضاع في العراق وأخر تطورات خطة فرض القانون وتداعياتها على الوضع الأمني العام ومؤتمر دول الجوار الذي انعقد في بغداد والآخر المزمع عقدة في مقتبل الشهر القادم في مصر وجهود السفارة المستمرة في عرض الإمكانيات المتوفرة لتقديم المساعدة للعراق في إعادة البناء من قبل الشركات الألمانية وذلك خلال لقاءاته المستمرة مع المسؤولين الألمان وأمور أخرى. وأفتتح عامر الموسوي الجزء الثاني من اللقاء ( الجزء العربي ) بالدعوة للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء العراق كما ألقى كلمة ترحيبية باللغة العربية. وقال أمانج صالح نائب مدير المركز العراقي الألماني في كلمة له باللغة الكردية ألقاها بأسم الأتحاد الوطني الكردستاني رحب فيها بعقد هذا اللقاء وعبر عن حرص الكرد على المشاركة بفعالية في أي لقاء عراقي كما تحدث فيها عن آخر المستجدات في العملية السياسية الجارية في العراق مؤكدا على أهمية دعمها للمضي قدما بأتجاه تفعيل الدستور بكل مواده وأستكمال أصدار وأقرار القوانين المنبثقة عنه وصولا الى أستقرار العملية السياسية. وتحدث يوسف نباتي رئيس جمعية عشتار المسيحية بأسم الكلدان الأشوريين السريان عن أهمية التعايش بسلام ومحبة بين مكونات الشعب العراقي كافة داعيا الجميع الى مراجعة وتفعيل العملية السياسية بما يؤدي الى بناء دولة القانون التي تضمن الحياة الآمنة والمشاركة السياسية لكل القوميات والأديان والطوائف العراقية.
وفي جلسة خاصة بالشؤون القنصلية ومشاكل اللاجئين شارك فيا كل من السيد السفير ونائب القنصل سرمد حمودي وأدارها كل من صلحيه حميد من الأتحاد الوطني الكردستاني ومحمد محبوب مدير المركز العراقي الألماني وتحدث سفير العراق عن أهمية بناء الثقة والمصداقية في العلاقة مع السلطات الألمانية وأشار الى حصول السفارة على شكر وتقدير من هذه السلطات نتيجة للتعاون الذي أبدته السفارة وأكد السفير على أهمية الحفاظ على سمعة العراق وعدم التفريط بها مهما كانت المبررات. شرح السيد نائب القنصل في البداية طبيعة عمل القنصلية وأهم الصعوبات والمشاكل التي تصادف عمل القنصلية وأشار إلى انهم في القنصلية جهة تنفيذية تحكمها قوانين وضوابط مركزية وليس من صلاحيتهم البت في أمور ليست من اختصاصهم مثل مشكلة اللاجئين الذين قدموا للألمان معلومات شخصية خاطئة مثل الاسم والمواليد ومحل الولادة وأمور أخرى وبعدها تم الإجابة على استفسارات الحضور من قبل كل من السفير ونائب القنصل.
وقال محمد محبوب مدير المركز العراقي الألماني لا سمعة لوطن على حساب حياة وكرامة مواطنيه مؤكدا على أهمية أحترام كرامة وحياة المواطن العراقي وتسهيل حياته والمساهمة في حل مشكلاته ودعا الجالية العراقية الى التحرك الأيجابي من خلال الرأي العام والمجتمع المدني الألمانيين لمواجهة المشكلات التي تعاني منها وممارسة ضغوط على السلطات الألمانية بأتجاه أيقاف أجراءات سحب اللجوء والأبعاد ضد اللاجئيين العراقيين كما دعا حكومة العراق وسفارته في برلين الى تسهيل معالجة المشكلات التي تعاني منها الجالية ومن بينها قضية الأسماء غير الحقيقية التي يحملها آلاف اللاجئيين العراقيين. وفي جلسة حول تنظيم شؤون الجالية العراقية في ألمانيا , شارك فيها كل من سفير العراق والسكرتير الثاني صبحي البرواري وأدارها كل من د. حسن حلبوص وبختيار إبراهيم اللذين استعرضا من خلال وجهات نظر مختلفة التصورات المطروحة بأتجاة إيجاد مظلة أو شكل تنظيمي يضمن لم شمل الجالية وإدارة شؤونها ومتابعة مصالحها والدفاع عنها. أستعرض السفير جهود السفارة في هذا الاتجاه وكون هذا اللقاء جزء منها داعيا الى أعتماد التعامل بواقعية وموضوعية وأقترح أعتماد نظام عادل لمعالجة الخلل في تمثيل الجالية من خلال آليات ديمقراطية يتم التوافق عليها بين مكونات الجالية العراقية في ألمانيا.
في ختام هذا المحور عرض صبحي البرواري السكرتير الثاني في السفارة رؤية السفارة العراقية في كيفية الوصول إلى أفضل السبل التي تكفل لم شمل الجالية والآليات التي تقود بهذا الاتجاه وأكد بأن رؤية السفارة هي مجرد مشروع قابل للنقاش والتعديل وبأن الهدف النهائي من كل هذا اللقاءات بممثلي الجالية العراقية في الولايات الألمانية هو الوصول إلى التعرف على الأراء والمقترحات والجهود التي بذلت في هذا الاتجاه وبالتالي عقد اجتماع تمهيدي موسع في برلين لممثلي الجالية يقود إلى الاجتماع النهائي الذي ينبثق منه تأسيس مجلس للجالية بعد أن يكون قد تم الاتفاق على الآليات والضوابط وكل الأمور ألتفصيله الأخرى وحسب ما يراه ممثلو الجالية العراقية دون التدخل المباشر للسفارة. وأثار العشرات من المشاركات والمشاركين قضايا ذات مساس بحياة الجالية العراقية ومنها الأوضاع في العراق وتحسين مستوى الخدمات القنصلية والجوازات العراقية والأسماء غير الحقيقية وأجراءات سحب اللجوء والأبعاد والعلاقات العراقية الألمانية وشؤون وقضايا الجالية الأخرى. وفي ختام هذا اللقاء الذي نظمته جمعيات ومنظمات عراقية ناشطة في ألمانيا ودام لأكثر من خمس ساعات وحضره جمهور غفير من الجالية وأساتذة جامعة بون وطلبتها وبعض الصحفيين والمهتمين بالشأن العراقي من الألمان تم الأتفاق على بعض التوصيات والمقررات التي ستسهم في تحسين حياة الجالية العراقية في ألمانيا ، بعد ذلك دعا عامر الموسوي ( عريف الحفل ) الى الأستماع وقوفا الى السلام الجمهوري العراقي وأختتام اللقاء.