الطالباني: العرب السنة والشيعة مستهدفون من قبل الارهاب

 

زهراء سعدي / بنت الرافدين

أكد رئيس الجمهورية أن الوضع الأمني في البلاد آخذ في التحسن، وهناك مناطق في العراق تنعم بالأمن والاستقرار مثل إقليم كردستان والمحافظات الجنوبية. ونفى الرئيس طالباني وجود نزاع طائفي في البلاد. وقال، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء نوري المالكي، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، عقد في بغداد امس السبت، "لا يوجد الآن نزاع طائفي في العراق". وأضاف فخامته "بصريح العبارة، ان العلاقات السنية - الشيعية هي على ما يرام"، وتابع بالقول "من الناحية السياسية، هناك توافق وانسجام واتفاقات جديدة بين الطائفتين، ومن الناحية الدينية، فإن علماء السنة التقوا بعلماء الشيعة وتشكلت لجنة مشتركة بينهما... لا يوجد اليوم استهداف للعرب السنة، كما لا يوجد استهداف للعرب الشيعة، بل توجد أعمال إرهابية على سبيل المثال موجهة ضد الحزب الإسلامي وأخرى ضد المناطق الشيعية".

وأشار الرئيس طالباني إلى التحسن الذي حدث على الصعيد الأمني في محافظة الأنبار، وقال "أن الانبار محررة الآن من الإرهابيين، وأن الأهالي بدأوا يتعاونون مع القوات الأمنية في المناطق الأخرى، بهدف طرد الإرهابيين وإحلال الأمن والاستقرار في مناطقهم".

من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ضرورة عدم الاستسلام إلى رغبة الإرهابيين بإفشال حكومة الوحدة الوطنية في العراق. وقال في كل وقت يتم خلاله إحراز تقدم في العملية السياسية، فإن الإرهابيين يعمدون إلى مضاعفة الجهود من أجل إجهاض هذا التقدم. وشدد بلير على أهمية التصدي للإرهابيين والوقوف في ذات الوقت إلى جانب الحكومة الوطنية في العراق.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني وسائل الإعلام إلى عدم التركيز في تغطيتها الإخبارية لأحداث العراق على الجوانب السلبية فقط، لاسيما وان هناك تقدما حاصلا في العراق. موضحا انه "على الرغم من كل هذه المصاعب، فان الهجمات الإرهابية هي ليست وحدها ما يحدث في العراق، ودعونا نشير هنا إلى جزء مما يحدث من تقدم في البلاد، فنحن الآن نقف في مؤتمر صحفي وسط بغداد، وان هناك صحافة حرة تستطيع ان تسأل ما تشاء، سواء كان لي أو لرئيس الوزراء العراقي أو لرئيس الجمهورية".

بدوره، علق دولة رئيس الوزراء نوري المالكي على الموضوع بقوله انه "من حق الصحفيين والمراقبين البعيدين الذين لم يطلعوا على حقائق ما خطط وما أريد له أن يكون في العراق، أن يتساءلوا، فلو علموا حجم الحشد الإرهابي المدعوم من الخارج، و السعي لإسقاط هذه العملية السياسية، و دليل ذلك هو ما أعلن عن حكومة العراق أو ما يسمونها حكومة العراق الإسلامية، كانوا يعتقدون أن الدعم المقدم لهم، و الحشد المقدم من مختلف الدول سيسقط العملية السياسية". وأضاف المالكي "لو علموا حجم هذا الدعم لعرفوا ما قامت به الحكومة العراقية من عملية كسر لكل هذه التوجهات و مواجهة كل التحديات الموجودة سواء كانت داخليا أم خارجيا". وتابع بالقول "ان ما يقومون به هؤلاء الآن لا يشكل شيئا أمام ما كانوا يخططون له، وما كانوا يتوهمون انه سيحقق هدفهم بإسقاط التجربة الديمقراطية".

وتساءل دولة رئيس الوزراء "لماذا نقف عند ما تحصل عمليات هنا و هناك و هي طبيعية، و ستكون موجودة، و لكنها قطعا ستواجه يوميا بقوة من قبل أجهزتنا الأمنية والعسكرية"، داعيا وسائل الإعلام إلى التركيز على التطور الحاصل في أجهزة الدولة، رغم التحديات، في شتى المجالات الأمنية والاقتصادية، وضرورة أن يعيد العراق دوره وقوته الاقتصادية، وحضوره الإقليمي والدولي.

وأشار رئيس الوزراء إلى النتائج التي تحققت في مجال الحريات والديمقراطية وإقرار الدستور، وقال "مازلنا نتقدم، في كل المجالات، نحو الأمام رغم التحديات التي هي موجودة على خلفية صراعات إقليمية- إقليمية، وإقليمية- دولية، وبعضها نتاج عقليات مجرمين من داخل البلد".
رئيس الجمهورية أشار إلى انخفاض عدد الهجمات الإرهابية بالسيارات المفخخة في بغداد موضحا، "لقد كان عدد الهجمات بالسيارات المفخخة في بغداد تتراوح بين 10-14 هجمة في اليوم، و ربما يفوق هذا العدد بقليل، أما اليوم فقد انخفضت هذه الهجمات إلى نحو 2-3 خلال اليوم الواحد".

وأكد فخامته، تحرير الجزء الغربي من نهر دجلة بصورة كاملة من الإرهابيين، إلا انه قال "ليس من الصعب على الإرهابيين استخدام قذائف الهاون و السيارات المفخخة في هجماتهم، و أعتقد أن هذا يمكن أن يحصل في كل مكان"، مبينا انه تم مناقشة هذه المسألة خلال الاجتماع الأخير للمجلس السياسي للأمن الوطني، و قد وعد دولة رئيس الوزراء باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب مثل هكذا هجمات.
و ردا على سؤال صحفي بشأن الحوار الأمريكي- الإيراني، قال رئيس الجمهورية "لقد بذلنا الجهود و مازلنا نبذلها من أجل أن يتم هذا الحوار بين الولايات المتحدة و الجمهورية الإسلامية في إيران".

و أضاف فخامته "فمنذ أكثر من سنة و نحن نحاول ان يتحقق هذا الحوار، و ان نتائج جيدة قد تم التوصل إليها بهذا الشأن"، معربا عن أمله في أن يكون هناك حوار مماثل بين المملكة المتحدة و إيران".

في المقابل، اشترط رئيس الوزراء البريطاني على إيران توفير الدعم للحكومة العراقية، وقال "ان علاقتنا ستكون على نحو مختلف فيما إذا حدث ذلك". و أضاف "ان على إيران ان تفهم انها لا يجب ان تساند الإرهاب و في نفس الوقت تريد ان تظهر حسن النية".
و أعرب بلير عن أمله في أن "تدرك إيران أن هناك فوائدا إستراتيجية للجميع في هذه المنطقة، تتمثل في العمل سوية من أجل تحقيق الاستقرار في العراق".

كما حث رئيس الوزراء البريطاني جميع الأطراف السياسية العراقية إلى ضرورة مناقشة مشاكل عدة، منها اجتثاث البعث، و التغيير الذي حصل و الذي يمكن أن يحصل في العراق، و جدد دعم بلاده العراقيين، معربا عن ثقته باستمرار هذا الدعم في المستقبل.
و بشأن ما يتردد عن إمكانية حدوث انقلاب على الحكومة، أكد رئيس الجمهورية عدم إمكانية حصوله. وقال الرئيس طالباني أن "الانقلاب وهمٌ لن يتحقق، فلا توجد هناك قوى قادرة على الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها المالكي، هذه الحكومة التي تحظى بتأييد الأكثرية الساحقة من الشعب العراقي". و أضاف فخامته "عندما تقتضي الحاجة، فأن هناك مئات الآلاف من القوى الشعبية و القوى العسكرية مستعدة للوقوف إلى جانب الحكومة ضد أي محاولة انقلابية".

و أشار الرئيس طالباني إلى الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال اجتماع المجلس السياسي للأمن الوطني و إلى الانسجام و العلاقات الطيبة بين جميع الأطراف، و التي ستنعكس بصورة إيجابية على الشارع العراقي قريبا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org