نص كلمة المالكي الموجهة
الى اجتماع ممثلي المكاتب
الاعلامية في الوزارات
زهراء
سعدي
/ بنت
الرافدين
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور..
ممثلي المكاتب الإعلامية
في الوزارات والمحافظات.
يطيب لي بمناسبة عقد
مؤتمركم العام ان اقدم
شكري وتقديري لكل الجهود
المخلصة التي تهدف الى
ايصال المعلومة الصادقة،
والموقف المسؤول الى
الراي العام، بالشكل الذي
يسهم في اقامة علاقة
ايجابية بين المواطن
والدولة، لان من شان هذه
العلاقة ان تعزز حس الثقة
لدى المواطن، وان تعمق
شعورنا بالمسؤولية
تجاهه. ان المكاتب
الاعلامية الحكومية،
قادرة على ان تكون قلباً
نابضاً ولساناً صادقاً
اذا ماتجاوزت السلبيات
المتوارثة من سنوات طويلة
من الحكم
الشمولي الاستبدادي الذي
كمم الافواه وصادر
الحريات ولاسيما حرية
الراي حتى امس العراق
قرية معزولة عن ا لعالم
تماما حيث لافضائيات ولا
الانترنيت ولاخدمات
الهواتف النقالة
ولاغيرها. ان التحولات ا
لتي حدثت على هذا الصعيد
جعلت من الصعب استذكار
صورة العراق السابقة وما
ساده من عقلية سلطوية
تستصغر وعي المواطن،
وتتجاهله في كثير من
الاحيان، ولايغيب عليكم،
ان احدى اخطر ادوات
الارهاب، ومن يدعمه ويروج
له، هو اشعار المواطن
العراقي بفشل مشروعه
الوطني الديمقراطي،
والايحاء له باستحالة
الحياة في ظل دولة
ديمقراطية ودستورية
تعددية تقبل الاخر وتحترم
حق الانسان بالتعبير عن
ذاته وحق المواطن في ان
يكون على اطلاع تام بما
يجري في المؤسسة
الحكومية.
ان الارهاب يبشر بدولة
ظلامية استبدادية وحشية
عبر وسائل عديدة من بينها
التاثير على رؤية
العراقيين لاوضاعهم
وبلدهم، واشعارهم
بالاحباط التام، وبغياب
المخرج وانغلاق الافق
امام مستقبل افضل.
والتحدي الذي تواجهونه
هنا، هو في محاربة منهج
الارهاب بنهج علمي
وموضوعي، يتغلب على لغة
التجهيل والتخويف، بلغة
شفافة صادقة تنقل الحقيقة
دون مبالغة، والواقع دون
تزويق، وتحارب كل شيء من
شانه ان يشوش على رؤية
المواطن وسلامة حكمه على
الامور.
تذكروا ايها الاخوة، انكم
تعبرون عن مؤسساتكم، عن
انجازاتها والمعوقات
التي تواجهها، عن
طموحاتها ومخاوفها، وفي
كل ذلك انتم تنتمون الى
كيانات وطنية، تتصرفون من
منطلق وطني يتفهم ان
مؤسسات الدولة تدار من
حكومة وحدة وطنية وبنفس
يسعى الى تكريس التوحد
ونبذ الفرقة والتشرذم.
وباللسان الذي تنطقون به،
يمكنكم ان تكرسوا في ذهن
المواطن هذه الحقيقة، كما
يمكنكم ان تعززوا نظرته
الى مؤسساتكم كجهات مهنية
وخدمية تسمو فوق الميول
والانتماءات الثانوية.
وبذلك تضمنوا ان يمنحكم
المواطن ثقته، كما
تستطيعون ان تعززوا هذه
الثقة عبر استيعاب
اهتمامات الراي العام،
وعدم عبورها او تجاوزها،
بل الاجابة عليها بصدق
ومهنية الى الدرجة التي
يفهم فيها العراقيون
المدى الذي قطعتموه في
البناء والاعمار ويتفهمون
معه التحديات والمخاطر
التي حالت دون تجاوز هذا
المدى الى مدى ابعد
ويشاركونكم التطلع الى
ماهو افضل عبر تعريفهم
بخططكم الواقعية لتجاوز
الصعوبات.
آيها الاخوة آن الأعلام
هو الخط الأول في الدفاع
عن المشروع العراقي
الديمقراطي، وعن طموحات
البلد التي تواجه هجوما
متسلحا بامكانيات مادية
واعلامية ودعائية كبيرة،
ولايمكن مواجهة هذا
الهجوم الا عبر الاستثمار
في ساحة الوعي لدى
المواطن العراقي، وعبر
زرع روح الثقة والتفاؤل
من خلال جعل عملكم اكثر
جدية ومؤسساتكم اكثر
تفاعلا مع المجتمع،
وادائكم اكثر نضجاً. إن
كسب عقول العراقيين
وقلوبهم هو سلاحنا جميعا
لمواجهة كل المتكالبين
على بناءنا الجديد،
الساعين الى ضرب أسس
البيت الوطني أو الحيلولة
دون اكتماله. أرجو هنا أن
تنظروا بعيون مبصرة
ومتبصرة، لاولئك الذين
يسعون من الداخل الى هدم
اركان بنائنا الجديد،
والذين لم يحسموا بعد
موقفهم من الوطن وطموحات
ابنائه، او حسموه باتجاه
الاصطفاف مع العدو فباتوا
ذراعه الذي يضرب بخبث كل
انجاز جديد، ويعيق كل
تطلع نحو انجاز اخر.
ختاماً، ارجو منكم ان
تكونوا لساناً صادقاً في
نقل الحقيقة، وفي التعبير
عن ضمير العراقي المجتهد
والساعي الى تحقيق امانيه
الصعبة بعد طول معاناة
والم.
والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
نوري كامل المالكي
رئيس
الوزراء