نحيي الصحفيين العراقيين ونبارك لهم ذكرى مولد الصحافة العراقية التي سجلت سطور صفحاتها تأريخ شعب وادي الرافدين وتضحياته ونتاجه الحضاري المتميز. إن العراق الذي علّم الإنسانية الكتابة والفنون وقدّم لها العطاء الثر يستحق أن تنمو على أرضه كبريات الصحف التي تجاهد بالرأي الحر والقول السديد والنقد البنّاء. لقد مرّت ذكرى عيد الصحافة العراقية هذا العام وبلادنا تتعرض لمخطط مشبوه يستهدف إثارة الفتنة الطائفية وتعريض أمن ومستقبل الوحدة الوطنية إلى الخطر كما تأتي هذه الذكرى في وقت إمتدت فيه أيدي الإرهاب الآثمة لحملة الأقلام الحرة الذين سقط منهم العشرات بين شهداء وجرحى على طريق الموقف المسؤول والرأي الحر، وهي جرائم تمثل إستمراراً لنهج القمع والإستبداد ومصادرة الحريات وكم الأفواه التي إتبعها النظام البائد. إن صحفيي العراق اليوم يدفعون ثمن الحرية التي يتمتعون بها في ظل الأجواء الديمقراطية والتعددية الإعلامية وحرية إصدار الصحف التي تفتقر لها كثير من دول المنطقة والعالم. إننا ندرك أن الديمقراطية الوليدة في العراق لاتكتمل مسيرتها دون مؤسسات صحفية حرة تمارس دورها الرقابي في بناء العراق الجديد بحرية ومسؤولية. نجدد التهنئة للصحفيين العراقيين في ذكرى عيدهم الأغر داعين الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه الذكرى والعراق وشعبه بألف خير.