الطالباني: الاتفاقية تدعو الى حكومة وحدة وطنية حقيقة تمثل المكونات الأساسية

 

بنت الرافدين / بغداد:

أكد رئيس الجمهورية جلال طالباني ان الاتفاقية الرباعية تعد خطوة نحو تشكيل الجبهة السياسية المنشودة، و انها ليست موجهة ضد اي طرف، مشيرا فخامته الى "اننا نرفض ابدا و دوما ان نقف ضد اي مكون من مكونات الشعب".
و قال الرئيس طالباني ،خلال مؤتمر صحفي، عقده يوم الجمعة 17-8- 2007 "ان هذه الاتفاقية لا تعتبر جبهة سياسية شاملة لانها تفتقد الآن الى اطراف اساسية ، و اخص بالذكر الحزب الاسلامي الحليف"، لافتا فخامته الى وجود قوى اخرى خارج الحزب الاسلامي مدعوة الى العمل الجبهوي سواء الممثلة في الائتلافي العراقي الموحد او التحالف الكردستاني او القائمة العراقية.
كما شدد رئيس الجمهورية على ان الاطراف الاساسية الموقعة على الاتفاقية" لا تدعو الى احتكار العمل السياسي، ولا الى احتكار الجبهة ولا الحكومة بل تدعو الى حكومة وحدة وطنية حقيقة تمثل المكونات الأساسية في البرلمان و تمارس ادارة الدولة عن طريق القواعد الدستورية و التوافق و المشاركة الحقيقية في الحكم".
و اكد الرئيس طالباني، خلال المؤتمر الصحفي "ان الاتفاقية هي خطوة أولى على طريق الجبهة السياسية المنشودة، و قد نصت الفقرة السابعة من بنود الاتفاقية على ان الاتفاق يمثل المرحلة الاولى و يبقى الباب مفتوحا للراغبين بدعم العملية السياسية".
و أشار فخامته إلى انه تم التوصل الى هذه الاتفاقية قبل اكثر من شهرين، و تأخر الاعلان عنها بسبب المحاولات الكثيرة مع الحزب الاسلامي و القائمة العراقية لغرض الاتفاق معهما.
و قال الرئيس طالباني "لقد بذلنا جهودا كثيرة مع الاخوة في الحزب الاسلامي و على شكل مسارين و هو تحالف ثنائي بين الحزب الاسلامي و الحزبين الكرديين، و منذ نهاية العام الماضي توصلنا الى ورقة مشتركة وقعها رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني و انا، و ارسلناها الى الحزب الاسلامي و كنا نتمنى ان تصدر هذه الوثيقة اولا لرغبتنا في التحالف معه لكي لا نظهر الطرف الكردي منحازا الى مكون من مكونات الشعب العراقي مقابل المكونات الاخرى".
واضاف رئيس الجمهورية "نحن نفتخر بان لنا علاقات جيدة مع الائتلاف العراقي، و الحزب الاسلامي العراقي و القائمة العرقية"، مشددا فخامته على أهمية البقاء كعامل خير و وئام و تقارب بين هذه القوى.
و قال الرئيس طالباني "لقد بذلنا جهودا مع الاخوة، و قبل الاعلان عن الاتفاقية عقدنا اجتماعا خاصا مع قادة الاحزاب و طرحنا عليهم ان يوقعوا الوثيقة المشتركة و ان يتم اعلانها اولا، و كذلك ان يساهموا في الاتفاقية ، لكنهم بينوا لنا و بشكل منطقي و معقول موقفهم و ظروفهم الخاصة لا تسمح لهم، و ان هناك اسباب موضوعية تمنعهم من التوقيع، و انا شخصيا اقتنعت بالاسباب و لهم الحق بان لا يشتركوا الآن، و لكن سنستمر بالالحاح على وجودهم بالمستقبل كطرف اساس بالجدبهة المنشودة ".
الرئيس طالباني اضاف "نحن لا نستثني احد و لدينا علاقات جيدة مع الجميع، انا شخصيا طرحت هذه الوثيقة على الاخوة في التيار الصدري وقد التقيت بهم في لقاء مثمر و ايجابي يوم امس و كذلك التقيت مع الاخ اياد علاوي في لندن وفي اربيل التقى بارزاني اياد علاوي و قد وعدنا ان يأتي الى بغداد وان نتعاون من اجل العمل المشترك"، مشيرا الى حرص فخامته على وجود التمثيل العربي السني و اقرار حقهم الصحيح و الواضح في ادارة الدولة و ممارسة دورهم.
و بشأن تسمية الجبهة بجبهة المعتدلين، اوضح فخامته" هناك متطرفون من جميع الاطياف، الطرف الكردي فيه متطرفين، و الطرف السني فيه متطرفين، و الطرف الشيعي فيه متطرفين، لذلك فأن المعقول و المرجو ان تتعاون الاطراف، التي تؤمن بالعملية الديمقراطية الدستورية، و ضرورة ادارة الدولة و تطويرها، لانقاذ البلاد من المشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي".
و اكد فخامته "اننا سنواصل العمل من اجل عقد مؤتمر القمة للقيادات السياسية، و ندعو يوم غد القوى التي اسست اللجنة التمهيدية الى الاجتماع للتحضير لبرنامج هذه القمة"، مبينا ان هناك لجنة خماسية تعمل منذ فترة لتهيئة برنامج و جدول عمل لاجتماع القمة الخماسي.
و اضاف الرئيس طالباني"و سنعقد بعد غد اجتماعا لقمة سياسية اوسع تضم كل قادة الكتل السياسية لنتدارس معا المواضيع العالقة، و هذه خطوة نحو نجاح القمة المطلوبة ، و دليل ذلك ان الاخوة في الحزب الاسلامي تفهموا و باركوا هذه الاتفاقية من خلال البرقية التي ارسلوها لنا".
كما أشاد الرئيس طالباني بالخطوة التي وصفها بالمباركة التي اتخذها "أخينا و عزيزنا الدكتور طارق الهاشمي بارسال برقية تهنئة قد رطبت الاجواء، و ان رئيس الوزراء رحب ترحيبا حارا بالبرقية ووعد بان يرسل لهم برقية اكثر مودة واحتراما".
و شدد رئيس الجمهورية على ان الاتفاقية "تهدف الى جملة من الاهداف الاساسية المطلوبة، بما فيها العمل على الاصلاح السياسي و الالتزام بالاتفاقات السابقة للبرنامج السياسي للحكومة و الاتفاق بين الرئاسة ومجلس الوزراء و من ثم ايجاد وزارة قوية متجانسة و متفقة على البرنامج السياسي الموافق عليه بالاجماع، وان تمارس صلاحياتها الدستورية بصورة مشتركة وفقا للدستور".
وفي معرض رده على اسئلة الصحفيين بشأن التركيز حول اشراك الحزب الاسلامي قال الرئيس طالباني "نحن اقرب الى الحزب الاسلامي الذي يمارس انتقاداته و مطالبه بصورة منطقية و ضمن العملية الدستورية و نختلف مع بعض الاخوة في التوافق الذين يصدرون تصريحات استغاثة للعرب"، لافتا فخامته الى ان "هناك من يقول اذا لم تستجيبوا لمطالبنا فسنرفع السلاح و نقاتلكم"، و تساءل الرئيس طالباني" كيف نستطيع ان نتعاون و ان نشكل جبهة معهم!؟".
و اضاف رئيس الجمهورية قائلا "نحن نؤمن بالعملية الديمقراطية و حل المشاكل، و نحن نريد ايجاد لغة مشتركة مع الاخرين دون استثناء او تجاهل احد، كما نسعى الى تحقيق المطالب العادلة المقدمة من قبل الاخوة في التوافق و القوى السياسية الاخرى". مضيفا "لقد اجريت مباحثات جيدة مع الاخوة في التيار الصدري و كان لهم موقف جريء و واضح".
و ردا على سؤال بشأن موقف الجانب الامريكي من الاتفاقية قال الرئيس طالباني "ان الحزبين الكرديين نعتبر انفسنا حلفاء مع الولايات المتحدة الامريكية، و قد تعاونا في تحرير العراق من اجل الاهداف الاساسية، لكن كانت هناك اختلافات في الرؤى بيننا و بينهم، مثلا كنا نرى ضرروة تشكيل حكومة انتقالية عراقية منذ اللحظات الاولى من تحرير العراق و اختلفنا مع الحاكم المدني في العراق بول بريمر حول قانون ادارة الدولة و انتقال السلطة للعراقيين"، مبينا فخامته "ان هناك تعاون و تنسيق مع الادارة الامريكية و نحن نخبرهم بخطواتنا، و في الحقيقة لم اسمع باي ترحيب منهم بخصوص اعلان الاتفاقية بسبب انشغالي خلال هذه الايام".
رئيس الجمهورية شدد في معرض اجابته على احد الاسئلة بخصوص تطبيق المادة 141 على"ان المادة 141 مادة دستورية و جرى الاستفتاء عيلها و هي مادة يجب تطبيقها " و قال فخامته "نحن نفرح عندما نرى ان يكون هناك شبه اجماع بالاعتراف او الاقرار المبدئي بالمادة 141 اما مسألة التطبيقات و الممارسات فهي قابلة للبحث و نحن منفتحون و مستعدون للتباحث".