زهراء سعدي / بنت الرافدين

جهد واكبه المخرج العراقي الشاب فؤاد هادي طيلة سنتين من العمل الدؤوب لأخراج فيلمه الوثائقي "Barber's of Baghdad" الذي نافس فيه مايقارب 150 فيلم لأشهر المخرجين الاستراليين ضمن أكبر مسابقة أسترالية للافلام الوثائقية لعام 2007 .

 يجسد الفيلم معاناة الفرد العراقي الذي لزم المخرج لينقل تلك الصورة الى العالم أجمع ويصورها تصويراً مفعماً بروح من الوطنية والاخلاص والتفاني لأجل وطن اسمه العراق الذي حمل توقيع عاصمته الشهيرة بغداد، فكان حقاً جديراً ومستحقاً لينال شرف المركز الأول والذهبية الاسترالية الى مخرج عراقي نقل صورة ومعاناة العراق.

 يتحدث الفيلم "Barber's of Baghdadحلاقين بغداد" عن  أخوين شابين عراقيين يمتهنان الحلاقة ويعيشا في مدينة بغداد في امان واستقرار ولكن الارهاب القادم من وراء الحدود وصل اليهما ليرديهما قتيلين في محل عملهما لتبقى العائلة الكريمة في أنين دائم ومعاناة مستمرة ليموت الأب قهراً على فقدان ولديه ، لتبدأ بعدها مرحلة من البؤس والكمد والتشريد والضياع في خانة المجهول.

 بالأمس رفع اسم العراق ابطال كرة القدم واليوم فؤاد هادي المخرج العراقي في استراليا كذلك رفع اسم العراق وهَم العراق، وهناك ثلاثة من العراقيين يتنافسون في أبو ظبي على أمير الشعراء، فهكذا هو العراقي أينما كان وكيفما كان يبقى النبراس الحقيقي والشعاع المضيء.

 ألف مبروك للعراق تألق نوابغه ومبدعيه، ألف مبروك فوز البطل فؤاد هادي بالمركز الأول وحصوله على ذهبية استراليا للأفلام الوثائقية المعنية بحقوق الانسان، فيوماً بعد يوم يتلألأ المتميزين في سماء العالم ليثبتوا أنهم متفوقون رغم كل الظروف والمعاناة التي يعانيها بلد كالعراق.

 فؤاد هادي الذي أنتج وأخرج الكثير من حلقات مصورة للجالية العراقية في استراليا وكيف يعيش العراقي المغترب وأرسلها الى الفضائية العراقية وقد ركنت كما ركن الذين من قبلها فقد أبخس حق المبدع والمتألق ويستهان بالمغترب العراقي الذي يعيش في قارة استراليا ليتكرّم علينا المهتمون بالأخبار عندما تحترق غابات استراليا هكذا كان استخفاف المسؤولين على القناة العراقية ليقدموا حفلاتهم الراقصة بدل الاهتمام بشؤون ومعاناة المغترب العراقي.