حضر رئيس الجمهورية جلال
طالباني مؤتمر الصحوات
العشائرية لبغداد
وضواحيها والذي عقد في
العاصمة بغداد برعاية
فخامته وبمشاركة نحو 800
شخصية عشائرية تحت شعار
(يداً بيد مع دولة
القانون لمحاربة الإرهاب
وبسط الأمن).
ودعا الرئيس طالباني،
خلال كلمة ألقاها في
المؤتمر، الذين يحملون
السلاح ضد الحكومة
المنتخبة والقوات متعددة
الجنسيات، إلى إعادة
النظر في موقفهم. وأضاف
فخامته "إن هذا العصر لم
يعد عصر العنف وإنما عصر
الحوار وعصر المفاوضات
والنظام السياسي
والإعلامي والبرلماني،
وهم مدعوون بحكم وطنيتهم
وحرصهم على الشعب العراقي
إلى أن يضعوا السلاح
جانباً".
وحضر المؤتمر نائب رئيس
الجمهورية طارق الهاشمي
ووزير الداخلية جواد
البولاني ونائب رئيس لجنة
الأمن والدفاع في مجلس
النواب عبد الكريم
السامرائي ورئيس ديوان
رئاسة الجمهورية نصير
العاني إضافة إلى قائد
قوات متعددة الجنسيات في
العراق الجنرال ديفيد
بترايوس والسفير
البريطاني كريستوفر برنتس
في بغداد وممثلة السفارة
الأمريكية.
وفيما يلي نص الكلمة التي
ألقاها رئيس الجمهورية
خلال المؤتمر:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الحضور الكرام
اسمحوا لي أن أرحب باسم
الضيوف قائد قوات التحالف
وممثلة السفارة الأمريكية
وباسم جميع العراقيين
الذين يرحبون بكم، وباسمي
أنا ترحيباً حاراً وأتشرف
باللقاء معكم في هذا
المؤتمر.
كما تفضل الأخ الخطيب
قبلي فإن لعشائر العراق
تأريخاً مجيداً في النضال
من أجل تحرير هذا الوطن،
لقد كانت أول ثورة عراقية
بعد سقوط الدولة
العثمانية كانت هي ثورة
العشائر العراقية
الباسلة، ..ولعشائر
العراق تاريخ طويل ومجيد
في الدفاع عن وحدة الوطن
وفي تعزيز الوحدة الوطنية
العراقية، ومن حسن الحظ
أن العديد من العشائر
العراقية تجمع أبناء
الطائفتين الكبيرتين في
هذا الوطن الموحد إن شاء
الله إلى الأبد.
أيها الإخوة الأكارم.
نحن نقدر جهودكم وجهادكم
ونضالكم من أجل هذا الوطن
الذي علينا جميعاً أن
نبنيه من جديد على أسس
صحيحة، على أسس المواطنة
الحقيقية وأسس المصالحة
الوطنية الحقيقية وعلى
أساس اعتبار هذا الوطن
وطن الجميع والحكم فيه
شورى والانتخابات التي
جرت عبرت عن رغبة
الكثيرين من العراقيين
وأكدت أن العراق يجب أن
يحكم من قبل ممثليه
وأبنائه، ولكن الوضع
العراقي الخاص وكما
تعلمون يتطلب أن يكون
الحكم فيه حكم توافق، هو
حكم الاتفاق بين المكونات
الأساسية الثلاثة للمجتمع
العراقي، حكم التوافق بين
القوى الأساسية.
لا يمكن لوطننا أن يحكم
بالأكثرية والأقلية في
هذه المرحلة التاريخية في
الأقل، فنحن لم نثبت بعد
أسس النظام البرلماني
الديمقراطي حتى الآن ولكن
لابد أن يحدث ذلك في
المستقبل، حيث نحن الآن
بحاجة إلى توحيد الصفوف
للمصالحة الوطنية
الحقيقية.
لقد قام أبناء العشائر
رجالات العراق الأشاوس
بدور مهم لتحقيق هذه
المصالحة الوطنية كما
قاموا بدور مهم بتحرير
مناطق العراق من
الإرهابيين والمليشيات
السائبة المنفلتة في
مناطقها، فلكم الشكر
الجزيل، شكر الشعب والوطن
على إنجازاتكم وجهادكم
ونضالكم من أجل العراق.
نحن أيها الإخوة بحاجة
الآن بعدما حققنا إنجازات
عديدة في مجال الأمن
والاستقرار والتطور
الاقتصادي إلى إكمال
المصالحة الوطنية
العراقية، حيث خطت
المصالحة خطوات جيدة على
المستوى الشعبي، ولكننا
بحاجة إلى تحقيق المصالحة
الوطنية على المستوى
الرسمي والسياسي
والبرلماني وبالتالي على
المستوى الحكومي.. وسنبذل
جهودنا إن شاء الله معاً
من أجل تحقيق هذه
المصالحة الوطنية
المنشودة التي بتحقيقها
يمكن فقط توطيد الأمن
والاستقرار وتحقيق وحدة
الوطن وتحقيق وحدة الصف
الوطني في العراق.
أيها الإخوة الأكارم، إن
العراق بلد تأريخي كبير
وله ثروات هائلة والشعب
العراقي شعب عظيم ذو
أمجاد تاريخية وكفاءات
عالية، فإذا استقرت
الأوضاع وتحقق حكم الشعب،
حكماً صالحاً يستند على
مبدأ المواطنة الحقيقية
والكفاءات، فإن هذا
العراق يمكن أن يتحول إلى
جنة عدن على الأرض. إن
خيراتنا كثيرة وكفاءاتنا
عديدة، فلنعمل إذاً
جميعاً من أجل خير العراق
الذي يكون لجميع أبنائه
بمختلف قومياتهم ومذاهبهم
وطوائفهم ولنعمل جميعاً
من أجل أن يسود الأمن
والاستقرار جميع أنحاء
العراق.
أيها الحضور الكرام
وأغتنم هذه المناسبة
الكريمة في مؤتمركم
العتيد لأتوجه بنداءٍ
أخوي حار كمواطن عراقي
أولاً ثم كرئيس جمهورية
إلى الإخوة الذين يحملون
السلاح الآن ضد الحكومة
المنتخبة وضد قوات
التحالف والذين يدعون
أنفسهم بالمقاومة الوطنية
الشريفة، أدعوهم إلى
إعادة النظر في موقفهم،
وأدعوهم إلى تحويل
المقاومة من العمل المسلح
الدموي والذي لا يخدم
الشعب العراقي ولا يخدم
الأهداف التي يدعونها بل
يخدم الأعداء، ليحولوا
عملهم إلى مقاومة سلمية
ديمقراطية جماهيرية
وسياسية وإعلامية، إنني
أدعوهم جميعاً إلى أن
يدركوا هذه الحقيقة وهي
أن هذا العصر لم يعد عصر
حرب وانتصار ولم يعد عصر
المقاومات والعنف وإنما
هو عصر الحوار والمفاوضات
والنضال السياسي
والبرلماني والإعلامي
والدبلوماسي، إن الإخوة
الذين يحملون السلاح الآن
مدعوون بحكم وطنيتهم
وحرصهم على شعبهم العراقي
أن يضعوا سلاحهم جانباً
ويحملوا سلاحاً آخر هو
سلاح القلم والرأي والعمل
الجماهيري بينكم ومعكم
ومعنا جميعاً.. ولهم
الحرية المطلقة في عراقنا
الديمقراطي الاتحادي
الموحد بأن يعبروا عن
آرائهم ومواقفهم. نحن
الآن أيها الإخوة مقبلون
على تحقيق إنجاز المصالحة
الوطنية الشاملة، ومقبلون
على سنة جديدة سنة الخير
والازدهار وتقديم الخدمات
لجماهير شعبنا ولمختلف
المناطق العراقية، وهذا
يتطلب توحيد الصف وسد
الثغراب بوجه الطامعين
والأعداء الذين يتربصون
بنا من جميع الجهات. إن
شعبكم العراقي شعب عظيم
قادر على صنع المعجزات
لذلك هنالك الكثيرون ممن
يخافون من هذا العراق
الموحد المستقل الذي
يستطيع أن يأتي بالمعجزات
إذا توفرت الظروف
المناسبة له، فلنعمل
جميعاً من أجل هذا وأنا
أعتقد أنكم قد قمتم بعمل
كبير سيخلده تاريخ العراق
عندما قمتم بتأسيس الصحوة
وهي تحمل معنى واضحاً
وصريحاً، وبهذا العمل
الذي أنجزتموه فإنكم
حققتكم من جهة وحدة وطنية
حقيقية بين أطياف وعشائر
ومناطق مختلفة من العراق
ثم حققتم إنجازات هائلة
في تحرير مناطقكم من
الإرهاب والمليشيات
المنفلتة من معاقلها.
نحن أيضاً نبارك لكم هذه
الأعمال المجيدة التي
قمتم بها وأنا أعلن لكم
باسم الرئاسة ومجلس
الرئاسة بأننا نقف معكم
وندعمكم ونساندكم بكل
قوانا من أجل الانتصار
النهائي وتحقيق الأهداف
النبيلة التي تناضلون
ونناضل معاً من أجلها.
فليبارك الله نضالكم
وجهادكم وسيذكركم تاريخ
شعبكم العراقي ويكتب
نضالكم في صفحات مرصعة
بالذهب والألماس فأحييكم
مجدداً أيها الإخوة
ومرحباً بكم إلى هذا
الاجتماع وسنفتح آذاننا
لمطالبكم وأقوالكم التي
ستتقدمون بها وأشكركم
جميعاً على إعطائي شرف
اللقاء بكم وإلقاء هذه
الكلمة أمامكم والسلام
عليكم ورحمة الله
وبركاته".