زواج المرأة الريفية

 رنا العميدي

 

للمرأة المسلمة مكانة خاصة في المجتمع فهي النصف الآخر المكمل والاساس لكيان الرجل. ولذلك فعليها ان تختار النصف الذي يكملها ويحفظ لها كرامتها ويصونها فكل ما في هذا العالم يدل على ان احترام المرأة ومعاملتها كإنسان لها حقوق وعليه واجبات حالها كحال الرجل فكلاهما من آدم وحواء وفي مسألة الزواج حالها كحال الرجل فهناك امور كثيرة يحتاج الى ادراكها الطرفين.

فكل منهما يبحث عما يكمله في الآخر وكل منهما يحتاج الى معرفة واسعة. بحيث يستطيع ان يختار الاختيار الصحيح الذي لا يعرضه لعوائق الحياة الزوجية الصعبة.

اما المرأة الريفية وحقها في اختيار زوجها ونصفها الاخر. فهي رغم المعاناة والقهر. رغم التجرد من جميع حقوقها ومن ابسط هذه الحقوق هو حقها في الاختيار ونحن نعرف جميعاً كوننا في مجتمع متمسك بالتقاليد اكثر مما هو متمسك بحرية الرأي واعطاء هذه المرأة حقها بأن اغلب النساء الريفيات اللواتي تزوجن بدون رغبتهن جعلت لهن امور كثيرة واصبحت الحياة الزوجية عبارة عن كابوس لا ينتهي يبدأ بحرمة الاختيار وعدم ابداء الرأي في الشخص الذي ستقضي هذه الإنسانة معه حياتها وشيء فشيئاً تتراكم الاحداث وتتصعب الامور ولا يمكن ان تستطيع حل هذه المشكلة بعدما تراكمت الاسباب وخاصة عندما تصبح هذه الانسان ام لأطفال لم يكن لهم ذنب ان يتحملوا عواقب هذا الزواج ان او يدفعوا ثمن الحياة التي رسمت لوالدتهم دون ان تضع القلم في يدها وترسم ودون حتى ان تعطي موضوع لهذا الرسام. كيف امثل حياتها وانا اعلم انها ستبقى تعيسة مدى الحياة. لكن ربما القليل القليل ممن يتوافق معها الامر وتعيش الحياة كما هي وذلك لرغبة منها في الخضوع والاستسلام او لمعرفتها بأن كل المحاولات بائدة في افشال هذا الامر. او انها تستطيع فرض رأيها على العائلة التي تنتمي لها. والتقاليد العشائرية التي فرضت جانباً كبيراً في هذا الأمر وهناك الكثير ممن نعرفهم وممن لا نعرفهم قد وضعوا بصماتهم على رسوم غيرهم دون استشارتهم في الأمر وبهذا الموضوع هناك قصة قصيرة من واقعنا المرير الذي ينكل بالمرأة وخاصة الريفية التي تعتبر اروع وابهى نموذج يرسم صوراً للتضحية. وهي امرأة سلب منها حقها دون ان تعطي رأيها في اي شيء. هي فتاة في العشرين من العمر تقدم لخطبتها احد اقاربها ولأنها لا تشعر بشيء من التوافق بينها وبين ذلك الشخص رفضت وبأصرار وبسبب هذا الرفض بدأت المشاكل بين العائلتين ولأن اخاها الكبير رجل واعي ومدرك لهذه المسألة جيداً رفض هذا الشخص ايضاً وضم صوته الى صوت اخته التي لا حول لها ولا قوة على هذا التزمت العشائري الذي دفع عائلة الشاب الى وضع يد التسلط عليها والا يستمر الاختلاف والمشاكل بين الطرفين. فكان مصيرها متعلق بكلمات تصدر من افواه لا تنطق الا الباطل وكانت نهايتها وهي في سن البداية الحقيقية للحياة . وجب عليها عدم الزواج بحكم التقاليد المتعارف عليها او انها تتزوج الشخص نفسه .

نحن ليس ضد التقاليد وليس ضد العشائرية والقرابة القوية والصلة الحميمة التي لا يوجد اجمل منها. فلولا هذه التقاليد لما عاش الشعب العراقي كما عاش ولولا التقاليد لما استمر الجهل الى ما هو عليه الان ...

وبقيت الفتاة تحمل احزانها العميقة بجوارح اعمق وبين كل هذا يرتسم سؤال غريب على الموج وريثما تخفيه رعشة الامواج الاخرى وتعود تجتمع اشلاؤه فيرتسم ويختفي وأسألك وتسأليني هل ستحرر المرأة؟؟

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com