وداعاً للحلم الوردي

 

 

(وصلت الينا رسالة من امراة معذبة تحكي فيها عن معاناتها وتطلب منا المساعدة في ارشادها ونظرا لاهمية هذه الرسالة ولانها تمثل الشريحة الاكبر من نسائنا الريفيات وربما حتى ساكنات المدينة ارتأينا نشرها لنرى مدى مظلومية المراة في مجتمعنا وتحت غطاء الدين والعرف)

 

 انا امرأة من مجتمع اسلامي متزوجة ورزقني الله اربع فتيات ولم ارزق بصبي الى حد الان فاصب معظم وقتي بل كل وقتي في تربية اطفالي وادارة امور منزلي وتلبية طلبات زوجي ولا اعطي لنفسي حصة من الوقت للنظر الى متطلباتي الشخصية وذلك لضيق الوقت او الى زيارة الاقارب والاصدقاء او قراءة بعض الكتب الثقافية والاجتماعية والدينية مع العلم كنت اي قبل الزواج احب المطالعة وقراءة الكتب الدينية هذا رغم اني امرأة مثقفة وحاصلة على شهادة جامعية من بغداد وعملت في التدريس الاكاديمي مدة عامين قبل الزواج وكنت شابة متفتحة ومتنورة بالعلم ومواكبة التطور والتقدم اما الان فانا نسخة ثانية غير كل الذي ذكرت فأنا الان مندثرة في المنزل ولا استطيع مشاهدة التلفاز حتى او مطالعة الجرائد اليومية فلا اجد متسع من الوقت لذلك بل اغرب شيء اقوله لكم  قد تمر عليَ ساعات لا اعرف ان اتكلم او اعبر عن الكلام الذي يجول في خاطري او اعبر عن فكرة او استطيع شرحها فقد نسيت كل ما بنيته  في عهد  سابق من علم وثقافة وأنا اصلاً من محيط اسري من بغداد لكن بعد مجيئي مع زوجي الى المدحتية قال لي انسي كل شيء عن الماضي وعيشي وكانك فتاة (حمزاوية) فمنذ تلك اللحظة اني قد ودعت الجزء الجميل والحلم الوردي في حياتي فاصبحت حمزاوية درجة اولى في البس وحتى  طريقة الكلام مع الاسف نحن شعب متخلف ولا يمد الى الحضارة بصلة الان المرأة العربية والمجتمع العربي  يجعل من البيت الزوجي والمحيط الاسري سجن تسجن فيه المرأة وخلاف تلك الحدود ممنوع وحرام ترمي  كل ثقافتها وعلمها وطموحها تحت اقدام زوجها وتصبح مجرد جارية اشتريت من سوق العبيد ليس من حقها طلب شيء غير ارضاء زوجها ورعاية اطفالها بحجة هذه متطلبات الاسلام واوامر الدين الحنيف صدقوني عندما اتصفح البوم الصور احس اني اتطلع بوجه امرأة اخرى هذا وارجو اني لم اطل عليكم هذه المعانات التي تمر فيها كل امرأة

                                                      

هذا ولكم جزيل الشكر والامتنان

 


 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com