هل فضاء الريف يخنق المرأة؟

أبو نصرالله الجبلاوي

aljablawi@hotmail.com

 

لاأريد أن أقارن بين المرأة التي تعيش في الريف مع أختها بنت الحضر كما أعتدنا تسميتها .. لأن هناك مساحة من الثقافة والتعلم وحتى الحرية الشخصية نالتها المرأة الخيرة قياساً الى بنت الريف التي عانت من تلك المسائل الكثير .. ولكن مابال المرأة التي كانت تلك الأمور بمتناول أيديها ولم تنتفع بها ؟ هل هو عجز أم عدم أهتمام أو قلة وعي وأدراك لمايدور حولها من تطور ؟ نعم الكثير من بنات (الولاية) كما جرت العادة بتسميتهن تركن وأهملن جوانب مهمة من الثقافة والتعلم وبناء الحياة الشخصية المتطلعة لهن ولمجتمعهن وهن قادرات على ذلك .. فماذا نسمي ذلك ؟ أهو جهل وتخلف أم هو يأس ورفض لواقع جديد لم نألفه؟ نعم عانت المرأة في الريف من عدم وجود الفضاءات الملائمة للتعلم ولكنها لم تقف مكتوفة الأيدي فواصلت عطائها وشحذت همتها وتعلمت من أنصاف الفرص .. أخذت تسأل أخوها وتناقشه وتتعلم منه وجعلت التعليم كل همها فتعلمت بلا مدارس وعرفت الكثير ممن تجهله بنات المدينة في أمور دينها وحياتها .. تمسكت بأنصاف الفرص .. لا بأقل من أنصافها وفهمت مدارك الحياة .. هذا من ناحية التعليم وأما من ناحية السمو وأدراك معاني الحياة الأجتماعية والأخلاقية من كرم وعطاء وحسن تصرف وتدبير والجود بالنفس لزرع الطيبة والتضحية في نفوس أبنائها فكان عنوانها الدائم لوطنيتها ومحبتها لبيئتها والتصاقها بأخلاقياتها التي نشأت عليها في أجواء مفعمة بالأمل والخير والحب .. علمت أبناءها أحترام الجيران ومحبة الغير والتعاون والتواصل ومساعدة الغير .. لذا تجدنا نرى الفارق واضح بين أبناء المدينة والريف من خلال التراحم والمحبة والمساعدة .. وهذا ثمرة عطاء تلك المرأة المحرومة من فرص قيادة الحياة نحو رقي علمي رصين .. وعليه أن لم تكتمل المرأة في الريف بكل جوانب الحياة على أختها في المدينة أن تتكامل معها التكامل العلمي والفكري والروحي لنصل بتكاملنا الى رقي شعبنا وتقدمه وأزدهاره .. وفخرنا جميعاً بهذا التنوع المبارك من السماء الذي تكامل على مساحات حب العراق .. فاصبحت المرأة عنوان العطاء في كل مكان وواصلت عطاءها بدفاعها عن بنت جنسها بكل عنوان ..