|
دنيا المرأة
جريمة الزمن ام البشر
ايمان بلال (كربلاء) / بنت الرافدين كثيرة هي الجرائم التي رأتها عيوننا في الاونة الاخيرة. لكن ما هي الاسباب التي الت بالمجتمع العراقي لهذا المستوى الذي لم يكن هكذا من قبل .هل ان الحروب المتتالية التي طحنت الاخضر واليابس ام الحصار الذي حصد ما حصد من الارواح والاموال ام التغيرات التي طرأت في السنتين الماضيتين من احتلال واموال ومناصب وبيع للذمم من اجل حفنة دولارات . بالتأكيد كل هذه الامور ممكن ان تسهل عملية التغير لكن هناك الملايين من العراقيين لم تطلهم رياح التدمير وضلت النكهة العراقية الأصيلة بشذاها النير تفوح منهم مسكا وعبيرا . رقيه ذات 24 ربيعا أي مواليد 1981 لم يبتسم لها الزمن قط .فمنذ كان عمرها 3 أشهر ترك ابوها امها وعاشت بكنف خالها الذي يادوب يحصل على ما يسد به رمق اطفاله واخته وابنتها لذلك كانت قسوة الزمن مع قسوة الاب كفيلتان بأن يجعلا هذه الفتاة فريسة للمرض .ففي بادئ الامر اصيبت بفقر الدم الذي يصاب به الاطفال لكن بمرور الايام تحول هذا المرض الى مزمن أي اصبح من النوع المنجلي الذي يحتاج الى اضافة دم اليها وبصوره مستمرة . وبتكرار هذه العمليه لعدة سنوات ادت الى ما هو ادهى وأمر حيث أنها أصيبت بعجز كلوي بدأ يأكل احلى ايام حياتها التي اصبحت تذبل شيئا فشيئا مما جعل والدتها التي لا تملك في هذه الدنيا املا غير هذه الفتاة ان تتشبث بالله وبأل البيت (ع) استمرت هذه الحاله حتى عام 2005 وتحديدا في الزياره الشعبانيه التي يؤمها الملايين من المسلمين من بين الذين جائوا شاب كردي اسمه لطيف من مواليد 1975 بعد ان زار الامام علي(ع)اتجه لزيارة الامام الحسين (ع) وبعد اداء مراسم الزيارة من كثر الاجهاد والتعب نام ما بين الحرمين وبعد مرور برهه من الزمن اذا به يرى مناما( اتاه ذلك الشخص الجليل ذو الهيبه والوقار وبيده فتاة ويفصل بينهما نهر وقد ناداه هذا الشخص بأسمه وطلب منه ان يساعد هذه الفتاة بالتبرع لها بكليته )هنا فزع الشاب من منامه وظل يفك بهذا المنام العجيب لكن احساسه الاكيد ان هذا الشخص هو الامام الحسين (ع) لكن من هي تلك الفتاة هذا ما سيحاول البحث عنه عند الصباح الباكر وفعلا لم يطبق له جفن حتى اذن الفجر وقام للصلاة ودعا الحسين (ع) بأن يسهل عليه المهمه فذهب لاقرب مركز صحي بأعتباره لا يعرف شيئ عن هذه المدينه وطلب ان يتبرع بكليته لمن يحتاجها فأخبروه عليه ان يتوجه لمستشفى اختصاص بعد تخبط دام ساعات طوال وصل لمستشفى الحسيني /قسم الكلى الصناعيه وعرض التبرع بكليته فأستغرب الكادر الموجود فطلبوا هويته وسألوه من اين انت فأجابهم من شمال العراق من كركوك من منطقة دايانا . بعد ان اطمأنوا له أصطحبوه لردهة الطوارئ /قسم الرجال . هنا شعر لطيف بضيق لكنه سلم امره لله ودخل ورأى الرجل ووافق . اجروا التحاليل الاوليه اتضح منها عدم تطابق فصيلتي الدم وعند ذلك فقط تنفس لطيف الصعيداء . طلب منهم ان يأخذوه لردهة النساء ، عند اول دخوله صرخ لطيف هذه هي التي سأتبرع لها . استغرب المسؤولون من هذا التصرف . الم تقل انك لا تعرف احد في هذه المدينه اذا كيف علمت ان هذه الفتاة مصابه بعجز كلوي ؟ عند ذلك اخبرهم بالامر وطلب اجراء الفحوصات بأسرع وقت ممكن وفعلا تم له ذلك واتضح من الفحوصات الاوليه التطابق . لكن يبقى الامر معلق الى هذا الحد بسب النقص المادي ... عن طريق الكلام انتشر الخبر وبسرعه ووصل لنا وشائت الصدف ان يكون لي برنامج اسمه روافد الرحمه بأذاعة كربلاء اتبنى به بعض الحلات الانسانيه . سألت عن التفاصيل والعنوان ووصلت لهم وتأكدت من كل شيئ من قبلfm المسؤلين في المستشفى الذين اكدوا الكلام .فبدأت بحملت اعلانات للتبرع لهذه الحاله بعد استشارة السيد مدير اذاعة كربلاء الذي قال لي بالنص ان اجمع ولو الشيئ البسيط وانه سيكمل الباقي. وفعلا جهزنا كادر لاستقبال التبرعات ولمدة ثلاثة ايام ممتتاليه وصل ما جمعناه الى (1000000)المليون دينار اوصلنا لهم مبلغ من المال للذهاب الى بغداد واكمال الفحوصات الازمه وبعد يومين ظهرت جميع الفحوصات بنتيجة التطابق الايجابي وعندها عرض احد الاشخاص من اهالي كربلاء ان يساهم بأرسال رقيه ولطيف الى خارج العراق وأجراء العمليه على حساب المستشفى حيث خصصت هذه المستشفى تبرع شهري بمعالجة(20)حاله مرضيه من اهالي كربلاء وهذا العرض بالنسبة لنا هو فرصة لا تقدر بثمن. طلب ذلك الشخص استخراج جوازات لهم وفعلا خلال يومين تم استخراجنا ثلاث جوازات لرقيه ووالدتها وابن خالتها بأعتباره مرافق للطيف اما جواز الاخير فأستعصى لكونه من غير كربلاء ومع الاسف الشديد بائت كل المحاولات بالفشل الذريع رغم شرحنا للحاله الصحيه المتدهورة لرقيه وكونها حاله انسانيه ممكن ان نجد لها الحل لكن يبدو ان القواميس العراقيه لا يوجد فيها انسانيه بل يوجد بها الاختلاس والطغيان والمحسوبيه . على العموم لم نيأس وبعد اسبوع استخرجنا الجواز من مدينته وكل هذه الايام تمر وصحة رقيه من سيئ الى اسؤ حيث اصبح غسيل كليتيها بدل كل شهر كل اسبوع وبدل كل اسبوع اصبح كل يومين والوعود التي قطعت لم يوفى بها ورقيه تحتضر بالانعاش فطرقنا عدة ابواب اخرى ليس في كربلاء وحدها بل في بغداد ايضا وبحثنا عن مستشفى في العراق يعمل العمليه باسرع وقت وكانت اخر زياره قمنا بها لرؤيتها مساء يوم السبت الموافق 29/10/2005 وكان هدف الزياره الاطمئنان عليها وزرع روح الامل فيها من جديد . نقلت الصوره عن ما وصلت له حالت رقيه الى مؤسس اذاعة كربلاء وبعد التشاور بالامر معه أمر بأن ننقلها وبأسرع وقت الى مستشفى خاص ببغداد وعدم الاعتماد على أي شخص اخر بسبب التلكؤ او البطئ في سير الامور . فأرسلنا على خالها وطلبنا منه ان يجهز نفسه ورقيه لنقلها الى مستشفى الخبال ببغداد بصفته مستشفى متخصص بحالات الكلى ولكن ...........شائت الاقدار ان تسبقنا انياب المرض لآفتراسها وخطفها من هذه الدنيا بعد ان التقينا بخالها بساعتين فقط . صحيح ان الموت قد اراحها من آلام المرض والمعاناة الا انه ترك فينا الحسرة والعتب على كل من وعد ولم يفي بالوعد أو كل من كان بيده حل أو مساعدة ولم يساعد . لكن هذا لا ينفي الدور الجبار الذي قام به اهالي مدينة كربلاء من الطبقة الفقيرة او المتوسطة الحال الذين تبرعوا بقوت يومهم عند سماعهم النداء لمساعدة حالة من مئات الحالات بل الالاف التي عانت من الظلم . نعم انه الظلم بعينيه . كيف لا ويوجد بيننا من لا يجد ما يسد به رمقه أو يداوي به ألمه. ما أكثر آهاتك ياعراق ...... وأكثر آهاتك يابن الفراتين . لم تجد من يبكي او يسأل عليك بل وجدت من بكيت عليهم ودافعت عنهم يقفون بوجهك ويقتلوك ويسلبون خيراتك .ولكن في النهاية لا يصح الا الصحيح ولا يبقى الا الحق لأن الله مع الحق وتبقى انت ابن هذه الارض التي ضمت بطياتها رمز البطولة والأباء ال بيت النبوة الذين يبقى منهجهم دربا مضيئا لنا ولأبنائنا.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |