حوراء الانصاري
HAS2@mailsaudi.com
كانت تريد أن تحقق شيء فيه... في مكان كانت تسميه وطن... مع
أناس كانت تدعوهم أصدقاء وأحبة, ولكنها أكتشفت، متأخرة, أن لا
وطن يضمها ولا أصدقاء يشاركونها أفراحها واتراحها.
انها تشعر بالضياع والتشرد والغربة, لا تهمها كثيرا التسمية
فكل المفردات لم ولن تعبر عن جزء بسيط مما تشعره.
قيل لها أن الحياة جميلة وممتعة, وأن الله تعالى قد انعم على
الانسان بنعمة النسيان لينسى الماضي ويفتح صفحة جديدة للحاضر,
صفحة مشرقة... ها.. ها... قالت لنفسها هيهات هيهات !!
يريدونها أن تولد من جديد!، تمنت لو أنها تستطيع!
تمنت لو أن كل ما يحصل الآن هو مجرد كابوس ستستيقظ منه سريعا!
تمنت لو أن الماضي يعود لتجد نفسها في ذلك البيت الذي ترعرت
وكبرت فيه!
تمنت لو أنها الآن بين صديقاتها ومعلماتها!
تمنت وتمنت وتمنت! ولكن لو كان التمني نافعا لكان الناس سعداء
أجمع!
تجلس لساعات طويلة في غرفتها، تفكر في أشياء عديدة, أشياء لا
تفقها هي نفسها!
لماذا هي الحياة هكذا ؟ لماذا لا تكون مليئة بالسعادة والفرح؟
لماذا هي مليئة بالأحزان؟ اليس من الظلم أن يعيش بعض الناس في
سعادة دائمة والبعض الآخر لا يعرف الا الدموع؟؟!!
لم كلما حاول البعض ان يعيش سعيدا عصفت به الدنيا من حيث لا
يعلم!!!
لم يتعلق الشخص بالمكان الذي ولد فيه؟؟!! لم لم!!
صرخت نفسها م لم تجد اي جواب!!
أحبت!!
حتى الحب لديها فشل!
ايقنت ان هذه هي حياتها!! ليس فيها ما يستحق العيش ابدا!!
مع انها مؤمنة ان الانتحار حرام لكنها قررت كسر هذا االحاجز
بنفسها!!
تناولت كمية كبيرة من الحبوب المخدرة واخذت قلما وورقة كانا
على طاولتها وكتبت (( الانتحار, ما هو؟!! هو حين تغذي جسمك
وعقلك وتبيقي روحك بلا غذاء حتى تمل روحك من جسدك وتقرر
فراقها!!
كل ما ارجوه ان يسامحني أبي ))
استلقت على فراشها مستعدة لمواجهة المصير الذي اختارته وشعرت
بالالم الشديد يمزق امعاءها وبدأت روحها بالصراخ!!
و انتهت!!!