الملك والوزراء الثلاثاء

الدكتور عباس العبودي

في يوم من الأيام أستدعى الملك وزرائة الثلاثة وطلب منهم أمر غريب --طلب من كل وزير أن يأخذ كيس ويذهب إلى بستان القصر وأن يملئ هذا الكيس للملك من مختلف طيبات الثمار والزروع كما طلب منهم أن لا يستعينوا بأحد في هذه المهمة و أن لا يسندوها إلى أحد أخر أستغرب الوزراء من طلب الملك و أخذ كل واحد منهم كيسة وأنطلق إلى البستان ---فأما الوزير الأول فقد حرص على أن يرضي الملك فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخير الطيب والجيد من الثمار حتى ملئ الكيس أما الوزير الثاني فقد كان مقتنع بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسة وأنة لن يتفحص الثمار فقام بجمع الثمار بكسل وأهمال فلم يتحرى الطيب من الفاسد حتى ملئ الكيس بالثمار كيف ما اتفق. أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك يسوف يهتم بمحتوى الكيس اصلا فملئ الكيس با الحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار.

وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها فلما أجتمع الوزراء بالملك أمر الملك الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويسجنوهم على حدة كل واحد منهم مع الكيس الذي معة لمدة ثلاثة أشهر في سجن انفرادي بعيد لا يصل أليهم احد, وأن يمنع عنهم الأكل والشراب الا ما حملوه من الحديقة

فاما الوزير الأول فضل يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى أنقضت الأشهر الثلاثة وأما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدا على ماصلح فقط من الثمار التي جمعها وأما الوزير الثالث فقد مات جوع قبل أن ينقضي الشهر الأول.

ايها الاحبة

اننا مامورون من ملك الوجود سبحانه ان نعيش انسانيتنا وان نعمل كل شئ صالح وطيب يخدم انسانيتنا , وهذا بستان الدنيا المملؤء بالزهور والثمار والاشواك والثمار الفاسدة –فماذا ينبغي ان نعمل في هذه الدنيا لتك الزنزانة المنفردة التي لاينفعنا احد من اهل الدنيا الاما جنيناه من حديقة الدنيا .وسنكون في زنزانة منفردة لاينفعنا هناك الا مانجنيه من هذا البستان, فلنسال انفسنا—هل سنجني من حديقة الدنيا احسن ثمارها التي ستكون لنا رصيدا في سجننا المنفرد وغذاء ينفعنا في جوعنا وعطشنا .ام اننا سنجني الشوك والحشائش السامة.

عش انسانيتك واعمل العمل الصالح الذي ينفعك في يوم لاينفع فيه مال او بنون

فاسال نفسك اين المسير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟