باب الله

زهراء سعدي

تراءت أمام ناظريه .. من بعيد باب الله

قال والفرحة تعلو شفتاه: هذه باب الله .. نعم أنها باب الله .. !!!.

صرخ بأعلى صوته: "هل هذه باب الله التي لطالما حلمت بها .." ؟؟؟.

فركض باتجاهها .. سمع صوت يهتف به "قف لا تقترب"

تساءل مع نفسه "لماذا .. وماذا هناك؟؟"

نطق بصوته المتشحرج والمخنوق "أريد أن اطرقها لكي أنال ما أريد"

_ كلا .. لا يٌسمح لك بطرقها  

_ لماذا أوليس الله هو من أمرنا بطرقها؟؟.

نعم أمرك الله بطرقها.

_ إذن ماذا هناك؟؟.

_ هناك الكثير حتى يٌسمح لك بطرقها.

_ ما هو وهو يتقدم نحو الباب

_ قف .. لا تقترب .. أعرف نفسك من أنت؟ .. وماذا فعلت؟ قبل أن تطرقها!!.

_ أنا؟؟!

_ ماذا صنعت كم كان عددهم؟

_ انهم كثيرون ولذا اريد طرق الباب.

_ الباب لا تطرق بهم بل الباب تغلق بوجهك لأجلهم.

_ لماذا .. وعقيدتي هي "لاني صنعت صنيعتي بهم .. سادخل من باب الله"

_ باب الله لا يدخلها المجرمين.

_ لا بل هم المجرمون.

_ وأنت ألست مجرم وقتلت المئات من البشر الأبرياء بأسم الإسلام وتدعي أنك لست مجرم .. من بينهم أطفال صغار بعمر الزهور لا ذنب لهم .. ونساء وشباب.

_ لكن المفتين والأعلى مني درجات في الإسلام من اخبرني أني لو فعلت ذلك سأنال باب الله التي لا طالما حلمت بها.

_ باب الله لا يدخلها أمثالك.

_ إذن ما الحل أريد أن أدخلها.

_ الحل بيدك أنت.

_  ماذا أفعل؟؟.

_ التوبة أمامك.

كيف أتب إلى الله؟؟ .. وأنا!!! .. "فنظر إلى يديه فوجد يحمل بأحدهما حزاما ناسفا والأخرى ملطخة بالدماء.

فهتف به الصوت القادم من حيث لا يعلم "أنها دماء الأبرياء".

فرمى الحزام الناسف وصرخ بأعلى صوته "لا"

نهض من نومه مردداً أريد دخول باب الله.

فإستيقظ الرجل الذي ينام بجانبه محتسبا انه يريد ان ينفذ عمليته بسرعة لكي يدخل الجنان.

فقال له مطمئناً له "على مهلك يا أخي سيطلع النهار وتنفذ عمليتك بالتمامِ والكمال.

فأجابه بصوت متشحرج وباك: "لا أريد تنفيذها .. لا أريد قتل الأبرياء"

_ ماذا أ أنت مجنون أن لم تفعلها سنضطر إلى ..

مقاطعاً إياه: افعلوا ما شئتم .. لا أنفذ .. لا أريد أن تتلطخ يداي بدماء الأبرياء.

وبعد ساعات دخل الرجل إلى باب الله التي لا طالما حلم بدخولها.