طارق هاشم يشعل حرائق بغداد على شاشة
الاسماعيلية
سعد جاسم
شاعر عراقي
مقيم في كندا
Saadjasim59@hotmail.com
( 16 ساعة في بغداد ) ... لصانعه الفنان
العراقي طارق هاشم ؛ محاولة لامتحان الذاكرة
بعد ثلاثة وعشرين عاما من الغياب والبحث في
المنافي البعيدة عن بغداد .. التي أحيلت الأرض
والسماء فيها الى قواعد للجيوش الغريبة
ولأسلحتها الفتاكة.
.. وحل الدمار الذي خلفته الحرب والعنف
بألوانه الموحشة وبدخان الحرائق ودماء الضحايا
الداكنة التي طبعت ملامحها على الجدران ..
وعلى الأمكنة الأليفة
ونخيل أرض السواد أكلت القذائف رؤوسه
وهي تحمي جثامين البشر ..
وتحولت الحياة الى رماد بارد
الحرب أشرس .. العنف أشرس
وصرخة هنا .. وصرخة هناك للجسد
إنه الكرنفال الدموي للروح لوجوه
هائمة تجوب الأمكنة وتعلن إنكسارها .
ووجوه ظمأى للفرح تقاوم الهزيمة على الأرض .
هذا
ما يبوح به طارق هاشم في فيلمه (16ساعة في
بغداد ) الذي سيعرض
في بانوراما مهرجان الاسماعيلية السينمائي
للافلام الوثائقية والقصيرة الذي بدأَ اعماله
في مدينة الاسماعليه المصرية في الاسبوع
الماضي ومازال
مستمرا في عروضه .
والفنان طارق هاشم
عُرف عنه بأنه فنان مثابر ودؤوب دائم الاشتغال
والابتكار والقلق في ايجاد تماه بين الفنون
السمعبصرية ..بغية تفجير شعرية الصورة والالم
والدم العراقي المهدور ابداً ...
ومن اللافت ان هاشما كان ولا يزال منغمسا في
بحوثه الجماليه في
ردم المسافة بين الفنون السينمائية والمسرحية
والتشكيلية ... وقد تجلى ذلك في افلامه :
( يوم القدر ... نشيد الانشاد ... بين النمل
والناس ... ) وفي اشتغالاته الفليمية عن الفن
التشكيلي لمجموعة من الفنانين العراقيين
والاوربيين ... وكذلك في اعماله المسرحية : (
تألق سعيد محاد العربي ومصرعه ... قصائد
مسرحية لروفائيل البرتي ... والاسلحة والاطفال
لبدر شاكر السياب ..والقبر وافياء الحديقة
للسياب
ايضا) ... واعمال مشتركه مع الفنانة
روناك شوقي
.. اخراجاً وتمثيلاً ...
وفي فضاءات العرض التي قُدم فيها ( 16 ساعه في
بغداد ).... يمكننا الاشارة
الى ان
الفيلم قد سبق له ان عُرضَ في عدة مهرجانات
وبانورامات سينمائية نذكر
منها : مهرجان روتردام للفيلم العربي . حيث
حاز على جائزة الصقر الذهبي عام 2004
ومهرجان دبي السينمائي الدولي
..ومهرجان الفيلم العربي السابع في باريس ...
والمهرجان السينمائي الدولي في سنغافوره ..,
ومهرجان الفيلم الوثائقي الدولي في مرسيليا,
والمهرجان السينمائي في بلوفديف_ بلغاريا.
واستكمالا لمشروعه الابداعي فقد انتهى الفنان
هاشم من كتابة سيناريو لفيلم روائي طويل
بالتعاون مع الكاتبة الروائية ( بتول الخضيري
) عن روايتها ( كم
بدت السماء قريبة ) والتي
نالت اصداءً لافتة في الاوساط الثقافية
العربية والعالمية .
ويأمل هاشم ان يتحقق فيلمه هذا – او لنقل حلمه
هذا... في مكانه وعالمه الطبيعي ..الذي هو
العراق ... عراق الناس والازقة والوجوه
والطين ...
والذكريات والوجع اللامتناهي .