|
دراسات نقدية في كل المواسم تخرج الينا .. الى الشاعرة العراقية دنيا ميخائيل قاسم ماضي / ديترويت تعصرهُ الغربة وترمي قشوره لناطحات السحاب منتظرا ً
لست ممن يؤمنون بوجود وظائف للشعر.فأنا أنظر اليه كغاية قائمة بذاتها.غاية عليا لايمكن الوصول اليها.فالشعر صافيا ً مائة بالمائة غير موجود ولن يوجد أبدا. وما كتاباتنا سوى محاولات لا ستحضاره.نعم هكذا الشعر انه مغروس في ارواح المبدعين من الشعراء والشاعر يخلق شخوصه وصوره الشعرية حسبما يشاء ويكشف العديد من خفايا الارواح البشرية.ويساعدنا الشاعر المبدع الذي هو اكثر اصرار منا في مناجاة البشرية.والشاعر هو معبر بأرقى درجات التعبير ويساهم في ترجمة احاسيس الناس ومن خلاله يبرز دقائقها.والذي نجده في المجاميع الشعرية التي تقع بين ايدينا في منفانا الشاسع الاطراف او على مواقع الانترنيت يجعلنا نبحث عن الندر القليل. ان الشاعر ومن خلال شعره يكشف غوامض الحياة ويغور في دقائق الامور.فهو فنان بارع ومن خلاله يتفاعل مع الحياة الانسانية. وهنا السؤال اذا كان الشاعرمطبل وكما يقال في المثل ( في كل عزا طبال ) وبدون موقف هل يحسب على الشعراء !وهل لنا الحق ان نصنف الشعراء ليس في الابداع بل بالمواقف ! والشيء المهم والغير مألوف أن هناك شعراء لا يشعرون بالحرج من مواقفهم المتبدلة تبعا ً للظروف التي تحيط بهم الا الندر القليل ومنهم الشاعرة دنيا ميخائيل وهي واحدة من الاصوات الشعرية التي حققت حضورا ً شعريأ في المشهد الشعري.وحظيت باهتمام النقاد العراقيين والعرب حينما تقول في احدى مقالاتها ( ربما حصلنا على مكافات من منظمات عالمية تشجيعا ً لا عتنائنا بحرية الكتابة والتعبير , ولكن ليس ذلك سوى هامش بسيط امام بطولة حسن مطلك وامثاله الذين ماتوا واقفين قي مواجهة الزيف والاستبداد ) لكن هناك شعراء وهم مجموعة من الأبالسة والشياطين والدعيين والمزروعين في الطرقات مثل نبات( الشوك ) الذي يخرج في كل المواسم واينما وضعنا خطواتنا في زمنهم الاصفر وهم اكثر اصفراراً من قبل لأنهم فقدوا مناصبهم واصبحوا الان شحاذين في كل المواسم.
انه ُ بيدق مسكين ينط دوما ً الى الخانة المقابلة لا يستدير يميناً ولا يسارا ً ولا ينظر الى الوراء يحركه ُ وزير أحمق يقطع الرقعة طولا ً وعرَضا ً
دنيا ميخائيل شاعرة ضائعة تبحث عن اروقتها الشعرية برغم الارهاق والعسس الذي صوب اليها فهي شاعرة حالمة لم تغمض عينيها طوال اليل والنهار وأن قلت فهو ليس مبالغة لم تنم لان العسس يطاردونها ويحومون حولها يضايقون قصيدتها بأدواتهم الكهربائية المنتشرة في بلادنا. فاضطرت الى استخدام الرمز حينما كانت تتواجد في ملتقياتهم الشعرية.باحثة عن فضاءات رحبة تلم ُ من خلالها كامل اطياف الناس لتقول قصيدتها. لأن كابوس القصيدة او حلم القصيدة يرتديها ويرتديه مشكلة معه صرا عا ً ذ ا حدين وكما يقول هاملت ( كن او لا تكن وتلك هي العلة ) فالشبح لم يفارقه ُ فهي كذلك ظل حلم القصيدة لم يغادرها او يطاطأ افكارها الحالمة المتنورة لتعالج ولو جزء ً بسيطا ً من مأساتنا ومأساة الذين ماتوا واقفين.واذا كان الشاعر لم يجد الطريق الى الصعود في فضاءات القصيدة فإنه يجد مسالك أخرى حتى لا يستنفذ اشياءه التي تدور وتخطو في مخيلته اينما حل.
خرج البلد من جرتي خرج الأصدقاء من البلد لم يبقى غير التراب من البلد
وما يلفت أنتباهي في قصائدها هو التحرر الغريب بالافكار والصور أنها شاعرة تخطط لبناء قصيدتها بشكل واع وعبقري بين الحقيقة الكونية العامة والحقيقة الشخصية.ونحن هذه الايام بحاجة ماسة لتطويع القصيدة في ظل هذا القطيع الجائع والخائف الذي لم يستطع ان يبسط جناحيه على ممكنات انفسهم.واذا كانت الاشعار لم تتلاق في تمجيد ونقل المآسي والذود عن الانسان والوطن فهي بالتاكيد تظل خاوية ويكون وقع خطاها قاسيا ً على قلوب القراء.البلد / الأصدقاء /الأشياء / التراب / التجاويف / تتنفس المعاناة وتتفاعل مع التجديد تلك المبدعة التي طافت في كل مكان من هذه الارض المسعورة وهي تحمل وطنها في قلبها.يقول عنها الناقد مصطفى الكيلاني ( أنهم يحولون فوضى الحرب الى لغة وبناء وخبرة جمالية تكتب وتقرأ ) وهم الشاعرة دنيا ميخائيل والشاعر عبد الرزاق الربيعي والشاعر عدنان الصائغ.
أحلم بعصا سحرية تحول قبلاتي إلى نجوم يمكنك في الليل أن تحدق إليها لتعرف أنها لا لاتحصى
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |