خواطـر

أخذهم الموت معا

 

منار العابدي

  ذات يوم جاءتني باكية وأخذت تشرح لي بمرارة وألم لم أتعوّد أن أراها هكذا من قبل، كانت تقول:  كنت أحبه وكان يحبني.. كنت أعشقه ويعشقني.. كنّا جسدين بروح واحدة.. قلبين بنبض واحد.. لم يكن يفرقنا الا الموت!! فقد وعدته ووعدني أن نكون معا في الألم والفرح.. في المرض والصحة.. أن لا نترك بعضنا مهما حدث.. كنا لا نفترق وحتى لو غاب أحدنا عن الآخر تجدينا معا روحا وجسدا.. وبكت طويلا... ما كان لي من سبيل لإيقاف بكائها!!

 كانت تموت بين يدي.. تذوب كالشمعة وأنا لا أملك ما أصنعه لها.. بعد أن هدأت برهة عادت لتقول: رغم كل ما كان بيننا من أيام وسنين وليالي يشهد عليها القمر والنجوم وكل من يعرفنا.. إنتهت قصتنا نهاية مأسآوية.. نهاية لم أكن أتوقعها وإن توقعتها كم تمنيت أن أكون معه فيها.. فقد مات حبي ومات معه أملي في الحياة!!

 أخذ آخر نفسا له وهو بين أحضاني ويقول لي: أنا سعيد لأني سأموت وستكونين أنتِ آخر ما تراه عيني وتسمعه أذني وتلمسه يدي.. وغط في نوم عميق.. وسقط في الأرض دون حراك!!

وقبل أن تكمل ما كانت تنوي قوله أحسست بشيء غريب فقد بدأ يضيق نفسها شيئا فشيئا.. ولون وجهها يصفر حتى قالت لي: أرجوكِ دعيني ألحق بمن أخذ روحي معه وذهب.. وكيف لي أن أعيش بدون روحي!!

وإستلقت على الفراش وأنا أظن انها متعبة ومرهقة!!

 لكنني عرفت فيما بعد ان ما للحبيب أن يستطيع العيش دون حبيبه!!

 وان العاشقين جسدان بروح واحدة لا يفترقان أبدا وسيأخذهما الموت معا.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 


© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com