خواطـر

هاكِ قلبي

                              

                         نجوى الطاهر

ها هي شمسها تغرب عنها وتبتعد عن ناظريها ليأتي ليلها المظلم يزورها ويجلس مع همومها ليبقيا وحيدين في عتمته، ليلها يناجيها ويقلب عليها مواجع يومها الراحل... البارد بكل مافيه من حب ووجع وحتى ألم، تسرد له ما دار عليها من اوجاع ويمسح على قلبها بيديه الحانيتين ويمسح من عينيها الدامعتين هموم يومها الراحل ليكتب على جبينها شمس غداً ملئها الفرح ويقول لها: "كفاكي تضعين نفسك في دوامة الحزن والقلق كوني انتِ لاتدعين هذا الالم يسيطر عليك فأنتي كما اعلم تمتلكين ارادة قوية، اجابته اي قوة تتحدث عنها وانا ارى ضعفي وأرى نفسي تستسلم لغضب قلبي، قلبي الذي مزقني ومزق من احب تحدث معي يا ليل واجبني مالذي اصنعه وكيف اضع لشكِ الذي ينتابني حد كي لا اطاوعه في ما يقوله لي، يفترش الليل الارض ويحنو عليها ليضعها بين يديه ليحميها من برودته ويروي لها حكاية حب تفيض بالدفىء ويطوي في طياتها الم وفراق حكاية عشق يعيش في الظلماء ولا يرى النور ولكنه رغم هذه الظلماء يشع بالفرح وينشد الامل رغم انه لا امل فيه يحكي لها حكاية قلبين التقيا صدفة لينمو الحب في خافقيهما ويزرعا في ارضيهما ازهار الامل ويقتلعون اشواك الحزن منها كي لا يكون للشك مكان بينهما كوني يا صغيرتي مثلهما وحدثيني انت عن حبيبك"، ابتسمت ابتسامتها المعهودة الممزوجة بالخجل لتنسى ما مر بها من الم، والخوف من الابتعاد عمن تحب وتبدء وكلامها الذي يتلعثم على شفتيها لتصف حبيبها لليل وتقول"كيف ابدء ومن اين فحبيبي الذي تعلمت كلام الحب من شفتيه لا يوصف هو الذي سقاني كأس العشق من يديه وبعينيه يناجي بكلام لا يسمعه احداً غيرنا هو وانا فقط كلام يتعدى كل الحدود ويتخطى كل الحواجز يزرعني في غابة ملؤها الفرح ويضعني قرب ينبوع الامل فحبيبي لا يوصف لان كلامي قليل بحقه معه وجدت طعماً اخراً لحياتي ولوناً لم اكن اعرفه من قبل وتعلمت ان اكون انا في غيبته وحضوره، لكن خوفي من المجهول هو من ينحر حبي لا اريد شمس غداً ان تشرق كي لا يفارقني فكيف لي ان لا اراه ان لا احدثه لا اريد غدا يأتي" يهمس الليل في اذنيها "لا تقولي هذا الكلام فما زلتي صغيرة وقلبك غض يا اميرتي حدثتك عن شمس غداً بأن ملؤها الفرح فدعِ الفرح يطرق بابكِ ولا تتركِ التشاؤم والشك يقترب منك فحبيبك كما اعلم لن يرحل عنك وان رحل فستبقين في ذكراه وفي قلبه لانه لا يهوى سواكِ" يلمم الليل مخاوفها ويتركها لتنام على ذراعيه لتفتح عينيها على زقزقة العصافير لترى وجه حبيبها كأشراقة شمس الصباح وبيده وردة بيضاء يضعها بين يديها كي تسامحه على ما بدر منه يوم امس والشمس في عالي السماء تنظر اليهما وتبتسم.
 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب