شعر   

الطبيب
 

نوري الوائلي

 

الأنساب
يا زارع الأصل عنوانا وتفتخرُ = ومُطعم الجذرَ أنساباً وتنتظرُ
وراكب الجهلَ بالأنساب تصبغه = وتأمل الركبَ للعليا وتقتدرُ
ما طال ركبك أو قامت منائره = أو أن زرعك فوق الأرض محتضرُ
كيف الوصول وهل للبذر منفلق = والحال أنت ببوق الأصل تستترُ
أن كنت تفخرُ بالأنساب مبتهجا = فالفخر بالنفس لا بالأصل يُفتخرُ
المرءُ فعلٌ إذا احسنت مسلكه = يعلوك قدراً وتعلو قدرك الدرر ُ
لا يُحمدُ الناس للأنساب إنْ نسبوا = بل يحمدون لأفعال إذا ذكروا
ويلٌ لقوم من الأنساب غايتهم = كسب المعالي وهم بالجهل قد خُبروا
يومُ الحساب فلا أنساب تنفعهم = أو ينقذ الأبُّ أبنا ما له وَزَرُ
الناسُ موتى بلا فعل يخلدهم = والمبدعون عناوينٌ وإنْ قبروا
يكفي اللبيبَ بدنيا الغدرعافيةٌ = والسعدُ فيها إذا الاشرارُ تندحرُ
إنّ الحياة لذي لب لمرحلة = إنْ طلت فيها علاك الكربُ والكدرُ
قد زُيّنت رغم ضيق العيش ماكرة = للغافلين وهم في ريعهم ضجرُ
الأمسُ ماض وعمرُ العبد لحظته = والصبحُ غيبٌ وكسبُ الناس ما بذروا
ما قيمة الهمّ والأرزاق مكفلة = والموتُ آت بميعاد فلا يذرُ
تقوى الجواد وفعل الصالحات هما = خيرُ الخصال لأهل العقل إنْ فخروا
جناتُ عدن لمن يحيى على ورع = ألخلدُ فيها وفيها للتقى ظفرُ
ما تشتهي النفسُ تعطى , والتقاة لهم = فيها مزيدٌ , وفيها الحورُ تنتظرُ
جناتٌ عدن بها الآلاءُ حاضرة = ما لم ترَ العينُ او تسمعْ بها بشرُ
لا خير يُرجى من الدنيا إذا قُضيت = بالمنكرات , وفيها الهمّ والقترُ
الصالحاتُ جبالٌ حين تقربها = لا يركب التّلَ إلا مَنْ له بصرُ
فالصالحاتُ نعيمٌ لا يطالعها = إلا الصبور وذو حظ فلا يزرُ
والصالحون قليلٌ حين تحسبهم = والمفسدون بلا عدٍ إذا ذكروا
لا تحسبنّ بأن الذّنب مستترٌ = إنّ الذنوبَ على أكتافنا صورُ
لا تعجبنّ من الدنيا إذا غدرت = فالبغضُ فيها وفيها الشرُ مقتدرُ
مهما علت ساريات الظلم في سُفن = لا بد يوما رياح البحر تندثر
إنْ طال قيدك والأقفاصُ مقفلة = لابد يوما به الأغلالُ تنكسرُ
لا بد يوما يسودُ الارضَ خيرتها = ويعتلي الفجرُ ليلا ما له سَحرُ
الأرضُ تورث للأخيار موعدة = والعدلُ فيها مع التوحيد منتصرُ
إن الشجاعة طيش دون تبصرة = وكم علاها بضعف الحال مبتصرُ
الرأي ينحي جيوشا قادها جهل = والفكر يغلب حين السيف ينكسرُ
الوضعُ والموتُ كالوجهين في ورِقٍ = ما بين هذا وذاك العسْرُ واليَسَرُ
عند الولادة أمّي جودها وسع = والجودُ فيها من الرحمن منهمرُ
في الجود تغرقني بالعطف تلبسني = هل جود أمّي كجود الله يعتبرُ
إنْ متّ يوما لجود الله مُرتحلي = والجودُ يجري عطاء ما له قدرُ
انت الجوادُ ومنك الجود منبعه = أنت الكريم لك الأكوان تفتقر
 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com