لم يغمض لي جفن منذ ليلة
البارحة ..
وأنا أرى أشرعة حلمي تتكسر أمام ناظري بكل قسوة ..
بعدما كانت تداعب مخيلتي ؛؛ وتتهادى مع ستار نافذتي ..
لأغفو وأنا أحلم بغدٍ واعد ..
أحلم بانجلاء تلك الغمامة السوداء عن حياتنا ..
ولكن ..
ذاب ذاك الحلم كما تذوب شمس النهار حين الغروب ..
وغاب كما يندثر القمر تحت لحاف السواد ..
وهاجر كما تهاجر طيور النورس عن شاطئ المتوسط ..
كان حلمي أن يعمّ السلام ..
وأن يرفرف قلبي على سماء لبنان ..
وان أسمع زغردة أمي عقب الانتصار ..
وألاّ تندثر روحي تحت الركام ..
أحلم بأن أكون أملاً ..
شمعة ..
قنديلاً ..
وبينما كان حلمي يرسم ابتسامة الغدّ على شفتيّ اهتزت الأرض من
تحتي واهتز الكون بكامله من فوقي ..
و....
لا أعلم لم أعي شيئاً ..
فبوحي هنا .. متقطَّع.. متناثر كما هي نفسي..
وحروفي باهته كما هو جسدي ...
ولمن لا يحتمل إطنابي..
ولا يحتمل أن يلامس بوحي لآخر قطرة..
أقول : لاتنظر لرفاتي ..
ولكن انزف معي ..
تحسس جرحي ..
ألمي ..
ومعاناتي ..
وتمخض حزناً ..
فكل أطفال العالم يولدون في أوطانهم إلا أطفال فلسطين ولبنان
؛؛فيولد الوطن فيهم ..
يا من كان بينكم وبين الهواء أُلفه ..
يا من شاهدوا العدو وهو يهزّ شجرة الأرز كي لا تثمر أبطالاً
وشجعاناً..
تذكروا صورتي .. معاناتي .. قطرات دمي .. شهقاتي وأنا تحت
الركام ..
تذكروا دمعة أمي .. وأنين أرضي .. تذكروا طفلاً تحت الركام ..
لم أحمل رشاشاً ولا حتى قلماً .. كل جرمي هو إني حملت هوية
لبناني ..
مع الجرح ....
فاطِمة فتح الله الحجاج -
تاروت.